الجمعة، 30 مايو 2008

مزيد من الوقت لأجلك

اللهم لك الحمد ..كما ينبغي لجلال وجهك ، وعظيم سلطانك ، سبحانك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك ، بعد ليلة انقباض طويلة ، استيقظت وقد بعث الله في معان جديدة، كدت أمحو مدونة الأمس ، فتذكرت كلام الإمام الحداد : قد كفاني علم ربي / من سؤالي واختياري فدعائي وابتهالي/ شاهد لي بافتقاري فلهذا السر أدعو / في يساري وعساري أنا عبد صار فخري / ضمن فقري واضطراري قد كفاني علم ربي/ من سؤالي واختياري إلى أن يقول: قد استعنتك ربي/ على مداوة قلبي وحل عقدة كربي/ فانظر إلى الغم ينجال. وتذكرت قصيدته الأخرى ( يارب يا عالم الحال ) والتي ينشد الحضارمة في مطلعها: ياعالم السر منا / لا تهتك الستر عنا / وعافنا واعف عنا / وكن لنا حيث كنا . فوجدت لي ( سندا) في البوح ، والكتابة عن رهق النفس ، وتقلباتها . مثل هذه الكتابة ، ليست معينة على تخطي حالة ( الانقباض ) فحسب، لكنها مؤنسة لمن يمر بحالة مماثلة، فلو قرأ إحساسا إنسانيا مماثلا ، سرّى عنه ذلك بعض الشيء ، فالإحساس بالاشتراك في الألم مما يعين المرء على تجاوزه . كيف أصبحت بحال أفضل ؟ قالت لي صديقة بالأمس : اسمعي كل الأغاني ممكنة لمنير ، بعد صلاة ركعتين ، والدعاء فيهما ، قلت لها : لا أستطيع حقا ، قالت : نعم . فهمتني ، الآن أقول لها ، شكرا ، لأني كنت أحتاج بالأمس إلى من يسمع فقط ما سأبوح به ، عن نفسي ، وقد فعلت بحكمة . صحيح أني ظللت متعبة ، بعد انتهاء حديثنا ، لكن كانت تحلحلت بعض العقدة ، تأملت أن من نعم الله علي أن تجد صديقا ( حكيما ) يسمعك ويظل جانبك بالقدر الذي تحتاجه تماما، شكرا رضوى ، شكرا بجد . دخلت بعدها مدونة رحاب بسام ، وقرأت قصصا لها ، ساعدتني قليلا ، ثم تذكرت دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي ، وتلم بها شعثي ، وترد بها ألفتي، وتصلح بها ديني، وتحفظ بها غائبي ، وتزكي بها شاهدي . وجدتني قادرة على الدعاء بعد عجز عنه باللسان ، ساعدني على ذلك بذل الأسباب بالتواصل مع إنسانة حكيمة ، وقراءة بسيطة وجميلة وراقية ، استغفرت ربي في السحر ، وتأملت أن تقربا إليه بمساعدة إنسان ما سيساعدني ، تذكرت استشارة موقع المستشار التي بقيت أيام لانتهاء المدة المقررة للرد عليها ، وجلست أبحث ، واقرأ في موضوع الاستشارة ، لأقارب السداد في الإجابة عنها ، ليؤذن الفجر ، وأنا أتقلب بين أحوا ل مؤلمة ، بدأ معها إحساسي بألمي من نفسي يخف ، ثم أجبت عن الاستشارة بعد صلاة الفجر ، قبل ذلك أو بعده بعثت برسالة إلى صديقة ، كانت سببا بشكل ما فيما أمر به ، أحسست بعدها أني قد قسوت على نفسي كثيرا ، فهي لا تستحق مني كل ذلك ، فلأدعها تتحدث بما يثقلها ، دون محاسبة تقهرها، لكنه لم يكن إحساسا واضحا بما يكفي، ذهبت إلى النوم، وأنا أدعو ربي بشرح الصدر ، اتصلت بي فوز بإلحاح وأنا نائمة ، لم أرد فقط شعرت بالامتنان لاتصالها ، ستقرأ كلماتي ، الآن ، شكرا يافوز .. استيقظت الحادية عشرة ، وأنا أشعر أن ( بسطا ) ما نال قلبي، ووجدتني أكتب هذه الكلمات ، فمدونتي تستحق أن أطمئنها .. بقي أن أقول أن حالة الانقباض تلك ، تطلبت مني يوما طويلا ، من الأعمال الجيدة ، وعدم العزلة ، والخلطة الرفيقة بأهلي ، والأطفال ، أعتقد أن عدم الاستسلام ، يؤتي ثماره في النهاية .. فالحمدلله . ولا أزعم الآن صفاء مطلقا ، لكن مزيدا من الأعمال الجيدة لي ولمن حولي سيفيد بفضله تعالى . وهكذا مزيد من الوقت لأجلك ، دوما ، ينفع ، حتى لو تعطلت مشروعات تجدها مهمة، لكنك حقا لن تستطيع إنجازها ، إن لم تعطي نفسك حقها من الوقت ، لتساعدها على الصفاء .. هذا ما يلائمني ، وقد يلائم آخرين غير ذلك ،وتظل كتابة التجربة مفيدة ... و جمعة مؤنسة.

ليست هناك تعليقات: