الخميس، 31 ديسمبر 2009
صديق المراهقة
الجمعة، 11 ديسمبر 2009
جدة .. أما قبل
جدة .. كالمؤمن يألف ويؤلف .. من أهل الألفة والود هي جدة .. تنتقل فيها عبر الزمان والمكان فلا تشعر أنها تضيق بك .. ربما تضيق بك الحياة فيها .. لكنها لا تضيق هي بك ..بل تظل تعتذر إليك عن ذنب لم تقترفه ..
جدة .. تألمتِ كثيرا الأيام الماضية .. ولا زلت تتألمين .. تعلمين أن أهلك المحبين حولك ومعك ، فلطالما احتضنتهم ، واستمعت لآلامهم وآمالهم .. أريد يا جدة أن أتذكر اليوم معك ما كنتِه لي ، وفاء ، وتجديد عهد ، وتذكيرا لجيلي ولأجيال قادمة أن نقدّم لك جهدنا في العطاء ، والعناية بك كما نعتني بأنفسنا ورغباتنا وطموحنا .. لأنك صنعتنا .. وصنعت كثيرا مما ندين لك به من روح وفكر وعاطفة .. ولأن أحلام أبناء جدة إن لم تكن بها ولها .. فسيخسرون الكثير إذا خسرت جدة ..
والعطاء يتنوع بحسب كل أحد وما يحسنه ॥ يحرص فقط أن يكون من أهل الإحسان والإتقان فيما يعرف ولا يجاوز ذلك إلى عاطفة تجعله يقتحم ما لا يحسن فيفسد أكثر مما يصلح ..
أتذكرين يا جدة ؟ أتذكرين سنوات مضت ॥ أتذكرين ولادتي في ذلك الحي الجنوبي المفعم بالحياة .. حيث تتجاور العمارات مع البيوت الشعبية البسيطة مع الفيلات الفخمة .. كان ذلك الحي مفعما بالحياة كما أفهمها في عمري الصغير .. بقالات مليئة بالحلويات .. وعربات الخضروات والفواكه المتنقلة .. وجيران يجعلون الحياة أكثر إثارة .. جارتنا ( خالة ج ) – رحمها الله رحمة الأبرار- صاحبة الهيبة .. التي كنا لا نجرؤ على الفوضى والكلام بصوت عال لئلا تغضب .. لا أدري لماذا كنا نخاف منها .. لا أذكر أنها عاقبتنا يوما .. لكننا كنا نهابها فحسب وكنا نظن تلك الهيبة خوفا .. وبناتها بحكاياتهن المبهجة والمسلية ..وجارتنا الأخرى التي كان زوجها يملك محلا للألعاب .. فلا نزورها إلا ونعود محملين بألعاب تجعلنا نمتلىء حماسا .. وجارتنا الهادئة الأستاذة مريم التي كنا نأنس بها ولها .. كنت أذهب إلى المدرسة مشيا على الأقدام أنا وأختي آلاء.. وكانت الرحلة إلى المدرسة لا تمر أحيانا بسلام مع الكلاب التي تصر أن تعترض طريقنا أو نحن من نصر على أن نعترض طريقها .. لكن الكلاب اختفت بعد ذلك ..وقد ذكر والدي محمد علي الجفري- حفظه الله- في مقالة له في جريدة عكاظ ( بتاريخ 27/8/1996) عن السيد علي حسن فدعق .. أنه لما كان مسؤولا عن بلدية جدة أمر بتسميم جميع الكلاب الضالة .. لكن السيد فدعق تولى مسؤولية البلدية عام 1384هـ أي قبل ولادتي بعشر سنوات .. من كان المسؤول إذن عن اختفاء الكلاب في حارتنا العزيزة .. لا أعلم -ربما هو الأستاذ خالد عبد الغني- فقط ما أعلمه أنها اختفت فجأة .. الشائعات تقول إنهم الكوريون .. كانوا يأكلون الكلاب الضالة ..ذات الشائعة التي انتشرت في عهد السيد فدعق رحمه الله..
أحيانا كنا نوصل بعض صديقاتنا إلى بيوتهن ثم نذهب نحن إلى البيت ॥ لا أدري إن كانت صديقتي السورية تتذكر ذلك .. لقد كنت أراها وأسرتها مثالا للصمود .. والإيمان بالحياة.. فوالدها معتقل في سوريا وهم لم يفقدوا الأمل أبدا أن يعود إليهم .. شيء كان في داخلي يجعلني أشعر أني أكبر سنوات كثيرة حين أستمع إلى حديث صديقتي الصغيرة الكبيرة..عرفت بعد ذلك حين كبرت أبعادا أخرى عن الإسلام والسياسة أبعادا جعلتني أدرك عدم نضج رؤيتي ، وطفولتها تلك الأيام .. كان معرض الكتاب الذي يعقد فيك سنويا بمثابة رافد مهم من روافد تفكيري..
أتذكرين يا جدة يوم الخميس ماذا كان يعني لي ؟ قطعا تذكرين كيف كان هو الموعد المرتقب الذي أقدم فيه تحويشة الأسبوع هنيئة مريئة لشراء مجلة ماجد ، وألغاز المغامرين الخمسة ( تختخ ونوسة ولوزة ومحب وعاطف )، أو الثلاثة ( محسن وهادية وممدوح ) ، وقصص المكتبة الخضراء॥ كنت أستيقظ الثامنة والنصف وأستعد للجري في الزقاق بجانب عمارتنا لأصل إلى المكتبة ، وأنا أبحث عن لغز جديد .. أذكر أني قرأت لغز (أم الشعور) وكنت أرتجف رعبا .. هناء بنت خالتي كانت تقرأ معي اللغز ليلتها .. وكانت خائفة هي الأخرى .. لما زرت القاهرة لأول مرة وجدت شجرة تشبه (شجرة أم الشعور) ولا تسل عن فرحتي بها ..
تذكرين يا جدة كيف كان حينا أيامها ؟ كان طيبا مثلك ॥ صديقا مخلصا مثلك .. وفيه بدأت حفظي للقرآن الكريم مع أستاذتي الطيبة فاطمة الحازمي.. كم كانت تصبر على تقصيري أحيانا في الحفظ .. ونعاسي في الدروس ..
ثم أتذكرين كيف عشت فيك بعد أن غادرت حينا الطيب ؟ كان سنوات المراهقة وأيام الشباب الأولى حافلة بحياة أخرى مختلفة ॥
أتذكرين يا جدة كيف اختزلت حياتي فيك في السباحة الفكرية॥ مدارس تحفيظ القرآن الكريم .. والمعاهد الشرعية .. وقسم الدراسات الإسلامية في جامعة الملك عبد العزيز..السباحة في بحر كثيف من الأفكار المتلاطمة .. والتصنيفات الحادة .. والمناطق الرمادية .. التي ظلت تحيرني طويلا .. ثم بداية النور بدراسة الفقه على يد د। شادية كعكي .. العلم الراسخ .. والخلق المتين .. حفظها الله .. كان والدي حفظه الله حريصا على تنوع قراءاتي .. وكان صلاح جدي – رحمه الله- وخلقه الكريم وهو الفقيه المتصوف حاجزا لي عن الانغماس في الفكر المتشدد .. لأقترب من الاستقرار الفكري الفقهي إن صح التعبير مع الدكتورة شادية كعكي بمنهجها الفقهي الأصيل ..
أتذكرين يا جدة كيف أهديتني بناء متوازنا بعد تقلبات عديدة .. كيف أذقتني طعم الاستقرار بعد الكثير من التيه ؟ أتذكرين؟ ثم بعد عودتي من الدراسة في جاكعة الأحقاف في المكلا استقبلتني يا جدة بحفاوة ॥وبدأت أكتشفك من جديد .. مدينة تقترب من النضج الحضاري .. مساحات الوعي تتجدد وتتسع .. ومساحات العطاء الشعبي والفكري تتنوع وتتداخل .. وقد ظهرت بقوة في هذه الأيام التي مس بعضنا( إذ كلنا جسد واحد ) فيها الضر والأذى ..
لقد كنتِ دوما عروسا تزهو بجمال روحها قبل شكلها ॥ نعم هناك الكثير من الألم والحزن والخطأ الموجع ॥ لكن الأزمة التي حدثت أراها ستكون سببا في عافيتك ॥ ولعل الأرواح التي ذهبت عند الكريم الرحيم ستكون فداء لقيم تستعيد قوتها بما يليق بك ॥ قيم المسؤولية .. والأمانة التي تحمي الحاضر والمستقبل .. الثمن غال .. ولذلك لا بد للتغير أن يكون بحجم الثمن .. بحجم الحب والفكر والدفء والأفق البعيد الذي أعطته جدة لأهلها .. وسنقول لمقبل الأيام : أما قبل .. لنظل نتذكر أن ما سيأتي لا بد أن نفيك به حقك من الحب الذي منحتنا إياه .. ولن نفي .. وأن نكفّر به عما مضى منا من تقصير في حقك .. والله خير الحاسبين ..
* ( أما قبل) عنوان أحد رسائل الرافعي لمي زيادة في أوراق الورد.
الاثنين، 7 ديسمبر 2009
لأجل جدة ..جزء من الواجب .. وبعض من الحب
المواد الغذائية وجبات خفيفة وحلويات زيوت مكرونة + أندومي معلبات دقيق + أرز + تمر أجبان و حليب عصيرات مياه وجبات جاهزة استهلاكيات شخصيه حفائض أطفال حليب أطفال مستلزمات نسائية بطانيات + لحف مخدات مراتب سرر مستلزمات المنزل كنب و أثاث منزلي معدات ذوي الاحتياجات الخاصة مناشف و ملابس بلاستيكيات أنابيب وأجهزة مطبخ أدوات نظافة صحون وملاعق و بلاستيكية مواد تنظيف أجهزة طبية مستلزمات صحية
ضحكة جارتنا
عن الخطأ .. رفيق العمر
الجمعة، 27 نوفمبر 2009
عن " قالت ضحى "
السبت، 31 أكتوبر 2009
الأحد، 21 يونيو 2009
عنهما .. ( مذكرات أصولية)
السبت، 20 يونيو 2009
كان جالسا على يميني .. مذكرات أصولية
يرفع الإمام القرافي عمامته ويردها ثانية في توتر ظاهر॥ أتنحنح فيلتفت إلي بابتسامة فيها الكثير من الرحمة الممتزجة بالوقار ..
أقول له : لا أفهم لماذا يفعل بنا الإمام الرازي هذا ؟ أشعر أني ألهث وأنا أجري وراءه وأتبعه من مبحث إلى مبحث وهو لا يكلف نفسه عناء التوقف ليرحمني من ملاحقته ॥ ويوضح لي ولو بعضا مما غمض علي..
لا تفارقه الابتسامة الطيبة الوقورة وهو يقول مشفقا : إنه " الإمام " يا ابنتي ، فقط التزمي الصبر والأدب وسيفتح الله عليك
॥أتذكر أن الإمام القرافي لا يسمي الإمام الرازي إلا " الإمام " ॥
يلملم أوراقه ॥ ثم يعطيها لي قائلا: هذا هو شرحي لمبحث الإجماع -أردت أن أعطيك نسخة بخط يدي- ادرسيه بتأن ستجدين فيه كلاما مهما .. ماذا تقرئين الآن ؟
قلت : اقرأ كلامك على تعريفات العلم والظن والأمارة । . قال لي: جيد ، بعد دراسة نقدي "لكلام الإمام" راجعي تنقيح الفصول ستكتمل لديك الصورة في المسائل التي تدرسينها॥
قلت : حاضر ॥
قال : تابعي يا ابنتي تابعي ।
رجعت إلى القراءة وابتسامة الإمام القرافي لا تفارقني ॥ الابتسام معد بالمناسبة.. لكنها عدوى جميلة تطيب بها الروح .. ألقي نظرة على الأوراق خطه طيب ووقور كصاحبه। .
" إنه الإمام" تظل عبارة الإمام القرافي عن الإمام الرازي تتردد في ذهني- رغم مرور يومين على حوارنا -كنت أقرأ في المحصول من "اللاب توب"॥
تظهر نافذة من الماسنجر ॥ ( الاسم المستعار) : " العلم بحر لا ساحل له " ..
يقول لي : أنت أمام خيارين إما أن تستسلمي للمباحث الأصولية وتتقبليها كما هي ॥ وحينها ستخيبين أملي.. وإما أن تعملي فكرك تحليلا وربطا وجمعا ।
لا أراك مخيبة ظني ॥
كنت أقرأ الكلمات وأسمع صداها يتردد في عقلي ॥ صوتها له رنة قوية وواثقة وهادئة ..
أحسست أنه " الإمام" وقبل أن أسأله قال لي نعم يا ابنتي أنا الرازي ॥ لا تخذليني فالجري الذي جعلتك تلهثين بسببه لا أريده أن يضيع هباء ..
سألته : لكن لماذا يا " إمام" هذا التناقض...
لم يرد ॥ رحل فجأة كما ظهر فجأة
॥ هل جاوزت الأدب لما وصفت اختلاف أقواله في المسألة الواحدة تناقضا ؟
كتبت له : أعتذر بصدق عن سوء اختياري للكلمات ॥لم يرد ॥ لقد رحل ॥
لكنه سيعود ॥ أنا واثقة من ذلك ॥ هو يعلم كم أقدره ॥ وكم أنا معجبة بعقله॥
الإمام القرافي سيعود أيضا ॥ أشعر بروحه ترافقني الآن فعلا ॥
أنا فعلا أشعر بالشوق إليهما ... وأتوق إلى مجالستهما ॥
أعدكما لن أكثر الأسئلة .. سأستمع أكثر .. لكني أيضا سأسأل.. فقط لن أكثر الأسئلة .. هذا ما أعدكما به .. كتبتها في 20/ 6/ 2009 .
الأربعاء، 18 مارس 2009
السياسة والدين في النادي الأدبي الثقافي أمس
الثلاثاء، 17 مارس 2009
في نادي جدة الأدبي هل ستكون الليلة جيدة ؟
يستضيف النادي الأدبي في جدة الليلة بعد صلاة العشاء الأستاذ محمد عمارة ॥
حسنا لا أميل إلى أسلوب الأستاذ محمد عمارة في الطرح
॥ وبالتالي لم أتح لنفسي أن أسمعه جيدا
॥ وعليه لم أتحمس للذهاب ابتداء
॥ لكني فكرت بعدها أن سماع إنسان جاء من بيئة ثقافية غنية كمصر
يستحق أن ( أتحمس ) له ॥
رؤية الناس أيضا وسماع النقاش لعله يفيد بشكل ما
॥ سألوم نفسي إن أضعت هذا كله ॥
إذن سأذهب الليلة بمشيئة الله ولعلي ॥ لعلي أجد جديدا ॥
الجمعة، 13 مارس 2009
كتابه ساعدني يوما ما .. رحمك الله يادكتور حسن هويدي
عرفت من إيميل وصلني قبل قليل وفاته فجر اليوم الجمعة ।
رحمه الله رحمة الأبرار । فقد علق اسمه في ذاكرتي لأن كتابه " الوجود الحق"
كان مستقرا لي قبل سنوات طويلة بعد شتات قراءات عبثية ॥
الكتاب متوسط الحجم ॥ لا أذكر أني وجدت صعوبة في قراءته॥
وقد أقنعني أيامها
॥كنت وقتها في التاسعة عشرة من عمري ॥
أفكر الآن كيف يمكن للكلمة أن تكون أغلى من كنوز الدنيا أثرا
॥ وكيف أن العلم الذي ينتفع به يمكن أن يكسبك أناسا يحبونك ويتذكرونك
ويحزنون لفقدك وإن لم تعرفهم ॥ رحمك الله يا دكتور حسن هويدي ..