الخميس، 8 يناير 2009

اكتشافات بعضها خطير وبعضها لطيف .. وكلام في زينة الحواجب

بين البيان والتحصيل لابن رشد ، ومغني ابن قدامة الحنبلي ، كانت اكتشافاتي تلك .. اكتشافات عمقت لدي معان، وأخرى أكدت لدي معان أخرى .. النقاش مع صديق اليوم علمني أننا قد نظلم أفكارا مهمة إذا لم نحسن عرضها بما يتسق مع أهميتها ، لتصل بالشكل اللائق بها ، وعليه فسأكتفي باكتشاف لطيف من اكتشافاتي أعرضه ، ولا أعتقد أن عرضه يظلمه .. لكن لي عودة مع الموضوع ذاته بشكل أكثر توسعا بحوله تعالى .. اكتشافي اللطيف نسائي بحت ، وعليه ، فربما لا يهم الرجال كثيرا حديثي عن مثل هذا التفصيل الأنثوي .. حكم النمص ، القول الذي يذهب إليه كثير من العلماء هو التحريم لظاهر الحديث ، لكن هناك كثير من العلماء يرون أن الحديث ليس صريحا أو قطعيا- كما يردد بعض العوام – في مسألة النمص ، ولكن الأمر مرتبط بعلة ما لأجلها حرم النمص ، ما هي هذه العلة ، هذا كلام طويل ، لست بصدد الحديث عنه الآن .. لكن من أراد الاستزادة فأوصيه بشرح الإمام ابن عاشور لموطأ الإمام مالك ، اسم الكتاب كشف المغطى ، سأكتب بشكل أكثر تفصيلا عن الموضوع لاحقا إن شاء الله، لا سيما أن لدي بحثا مهما جدا كتبته الدكتورة إلهام باجنيد في هذه المسألة وغيرها من مسائل التجميل .. الحاصل ..أني أريد أن أتحدث الليلة فقط في اكتشافي اللطيف الذي هداني إليه تصفحي في المجلد الأول من كتاب مغني ابن قدامة -والتصفح بالمناسبة يهدي إلى صيدات جميلة ومهمة غالبا - وأراه اكتشافا لطيفا لارتباطه بالمذهب الحنبلي ثم لأنه يرفع المشقة النفسية التي تنجم عن عملية تشقير للحواجب .. كثيرا ما تشوه الحواجب .. إن لم تكن متقنة بشكل كاف.. بل حتى وإن كانت متقنة ، فالإشكال أنها تحتاج إلى تزيين مكتمل للوجه -غالبا - إذا كانت الفتاة سمراء البشرة لأجل أن لا يكون اللون نشازا .. طبعا مذهب أحمد في معتمد ابن قدامة في المغني يعتمد ظاهر الحديث ، دون اعتبار للعلة من التحريم ، وهذا معتمد النووي من الشافعية خلافا لكثير من الشافعية الذين يرون أن تحريم النمص معلل .. لكن تمسك الحنابلة في مجملهم -خلافا لابن الجوزي على ما يحضرني- هو تمسك أكثر تسامحا من مذهب النووي في المسألة ، أترككم مع نص ابن قدامة في كتاب الطهارة ج1 / ص 131 : " فصل : فأما النامصة : فهي التي تنتف الشعر من الوجه ، والمتنمصة : المنتوف شعرها بأمرها ، فلا يجوز للخبر ، وإن حلق الشعر فلا بأس ، لأن الخبر ورد في النتف . نص على هذا أحمد " .

ليست هناك تعليقات: