الخميس، 29 سبتمبر 2016

عن القواعد التي لا يجب كسرها



                شغفنا لكثير من وقت مضى بإعمال الفكر  في موروثنا السائد من القواعد التنظيمية للسلوك المجتمعي   .. وكنا نتباهى أيام ( الزهو ) بكسر قاعدة هنا وقاعدة هناك فكرا وسلوكا .. وكانت تصرفاتنا تبدو لنا عملا تحرريا يسهم في التغيير بل وفي خلق أعراف جديدة ولو بعد زمن طويل .. وبقدر ما في هذه الفكرة من جدارة في بعض وجوهها إلا أنها بشكل ما قد تحمل في داخلها عوامل فنائها .. تلك العوامل المرتبطة بالافتقار إلى التواضع ، وعمق التجربة ..

                التواضع يجعلنا نقف كثيرا عند الأفكار قبل المباهاة باطراحها . . وعمق التجربة يجعلنا نحترم تراثا ثقافيا يتصل في بعض تجلياته بفكر فقهي مقاصدي  صاغته تعقيدات الحياة ، وموازاناتها ، ومواءمات قيمها ..

     فإذا سلمت أفكارنا ( التحررية ) من هذين الحجابين حجاب الغرور  وحجاب الجهل اتصلت بأمر جديد وهو ( غباء ) الممارسة ..  

    وهذه الحجب الثلاثة الغرور والجهل وغباء الممارسة تنتج تشويشا معرقلا على مستوى الفكر ، وعلى مستوى الاستقرار النفسي و الأسري والمجتمعي ..

    لذلك فالشجاعة هنا تكمن في  ( الرفق بأفكارنا ) فلا نحملها شطط  آفاتنا النفسية ، وقصور خبراتنا الحياتية ..

    ( الرفق) بأفكارنا .. والسير معها بتأن .. لنبلغ بها شاطئ السكينة الفكرية .. والحكمة الإنسانية .. يجنبنا في مقبل الأيام تحمل تبعات شططها ..

    وأشير  هنا إلى كتاب مترجم يحوي أطيافا تتصل بها .. اسم الكتاب: ( قواعد يجب كسرها ) .. لريتشارد تمبلر .. من إصدارات مكتبة جرير ..   

    إن البحث الدؤوب في المسائل الفقهية ، ومجالسة الحكماء ، والقراءة لهم ، في مسائل العلاقات الإنسانية يعطي أفكارنا حقها من النضج .. فنبلغ بها ما نبغيه من إقامة حياتنا على مواقف لا تشوشها التبعية ولا تعصف بأصالتها الرعونة .