الثلاثاء، 10 أغسطس 2010

رمضان والحب .. وللحلول الوسط بهجتها أيضا

رمضان يحبني .. هكذا فكرت في العام الفائت.. وأجدني أجد البهجة ذاتها وأنا أفكر في أن الله أكرمني برمضان جديد.. رمضان جديد.. يعني فرصة جديدة لقلب أفضل.. وعمل أفضل.. أيام تغمرنا بالحب .. والرحمة . . والبر.. تريد منا أن نتعلم كيف نبر أنفسنا .. نجدد أرواحنا.. ونصل أرحامنا .. فالصيام لا يقبل من قاطع رحم .. ونبر صداقاتنا التي قصّرنا معها أو نالها منا كدر .. ونصل المحتاجين ليصل الله ما بيننا وبينه ..
قالت لي صديقتي : سأركز في رمضان على أن تكون عبادتي الفرح بالله .. فقد أعطاني أشياء كثيرة تستحق الفرح .. والبهجة .. والأمل .. لن أجعل ما ينقصني يحجب عني جمال ما أعطاني ربي ..
وأجدني أفكر أن قلوب العاشقين ستجد سلواها عن الهجر في رمضان.. فلئن حالت بينها وبين من تحب حوائل فالله الكريم الرحيم هو من أراد ذلك وهو من قدّره وهو يحبنا أكثر منا .. رمضان رسالة من ربنا يقول لنا فيها حسنوا ظنكم بي فأنا أحبكم .. أعطيتكم رمضان .. فعيشوا بهجة الحب .. لتنالوا عطاياه .. كيف ستكون تلك العطايا.. هل سيجمعهم بمن يحبون .. وكيف يكون ذلك .. هل سيرزقهم بأنس جديد؟ الله وحده يعلم الأجمل لكم ..
الأحلام المتعثرة لن نراها كذلك إذا نالتنا بهجة رمضان .. الحياة تستحق أن نعيشها بكل " حلولها الوسط" ونعيش لذة أن نكتشف جمال ذلك ..
ثم رمضان إذا كان شهر الحب ، فنحن نحتاج أن نعبد الله وقلوبنا تمتلىء حبا ورقة وشوقا وذلك باختيارنا للعبادات التي نكون فيها أكثر إحساسا بمشاعر القرب من الله ..
ومن عجيب ما نقل عن سيدنا ابن مسعود أنه قيل له : وإنك لتقل الصوم ، قال : إنه يشغلني عن قراءة القرآن ، وقراءة القرآن أحب إلي منه ، وحكى القاضي عياض عن ابن وهب من أئمة المالكية أنه حلف أن لا يصوم يوم عرفة أبدا ، لأنه كان في الموقف يوما صائما وكان شديد الحر فاشتد عليه ، قال : فكان الناس ينتظرون الرحمة وأنا أنتظر الإفطار ، نقل ذلك الإمام الشاطبي في الموافقات (مج1-2/ ج2/ ص447) والشاهد أن كل واحد منا قد يحس قلبه بعبادة معينة من المستحبات أكثر من عبادات أخرى ، سواء كانت تلك العبادة تتعلق بالذكر أو الصلاة أو القرآن أو الحقوق المندوبة للناس .. ( أما الفرائض فنؤديها مهما كانت حالة قلوبنا ولكننا نجتهد في أن نخشع ونقترب من الله ) .. فليركز كل واحد منا على أن يكثر من العبادة التي تجعل قلبه أكثر إحساسا بمعاني الحب لله ، والخشوع ، والأنس .. ورمضان كريم .

الخميس، 5 أغسطس 2010

عن كتاب الذاكرة التاريخية .. مراسلات مع د. جاسم سلطان ( الجزء الثاني)

كتبت صفية :
الدكتور الفاضل : جاسم سلطان :
أشكرك جزيلا على شرحك لي ما غمض علي ّ ، بارك الله في وقتك وعلمك ، اليوم يا أستاذي قرأت كتابكم :" الذاكرة التاريخية" ... مقدمة الكتاب يا دكتور ممتازة ومحفّزة جدا ، وعبارة :"التعامل مع العلوم الإنسانية كأدوات" ( ص 10) مهمة جدا وتصلح كشعار نهضوي يلخّص منهج حياة ..

هناك عبارة مهمة أقترح التهميش عليها ، وهي قولكم :" لهؤلاء نكتب ونستصحب كل من يعتقد أنه منتم لهذه الأمة دينا أو حضارة " ( ص 6) . ف( أو) هنا لا ينبغي أن تترك دون تهميش لأنها قد تفوت على القارىء غير المدقق، فضلا عن اتصالها بقضية تماسك النسيج الاجتماعي ।
بالنسبة لتعريفكم لمفهوم الحضارة ، فالفكرة التي طرحتموها عميقة رغم أن ظاهرها بسيط ، فكلامكم عن أن البدو تحكمهم حاجاتهم وعاداتهم، بخلاف الحضر الذين تحكمهم قوانين متحضرة هي نتاج تراكم معرفي ، هذه الفكرة ليست بسيطة أبدا – فيما أفهم- فالتراكم المعرفي محصلته تلبية حاجات الإنسان ومواءمة عاداته والإسهام في تشكيلها ، الفكرة يا أستاذي تبدو لي مركبة ، ومقابلتك بين الحضارة والبداوة لم توضح التعريف بل زادته غموضا عندي ، ولعل المشكلة عندي فأرجو أن تكرمني بشرح ما غمض عليّ।
الرسوم البيانية مهمة جدا ، وساعدتني في تركيز فهمي .
في ص( 60) ذكرتم عبارة لا أراها مقنعة علميا بالنسبة لي وهي قولكم :" إن معرفة تاريخ الحضارات في صورته الزمنية ، يعطي القارىء شيئا من الإحساس بأن العالم لم يبدأ من هذا القرن ..." هل الحديث عن الإحساس هنا مقبول علميا ؟ أم أن هنا أمر قد غمض عليّ فهمه ؟
قولكم أيضا ( ص 60) إن الكثافة السكانية في أوروبا من أهم أسباب الإبداع، غير مقنعة هنا، وإن كنت قد فهمت لاحقا أن هذا مرتبط بطبيعة العصر ، وطبيعة ظروف أوروبا في ذلك الوقت واستفادتها من الثقافة الإسلامية واكتشاف الأمريكيتين ، فحبذا لو وضحتم هذه الفكرة ابتداء، لأن الفكرة مهمة ، أي فكرة أسباب النهوض الحضاري وأن بعض هذه الأسباب تخضع لظروف خاصة وليست قوانين عامة تطبق على كافة الظروف ।
قولكم (ص 60 ) إن البندول عائد إلى الشرق لا محالة ، لم أجد سببا مقنعا لهذا التأكيد حتى بعد إتمام الكتاب، فقط لدي يقين ديني بذلك لكن لم أجد – فيما فهمت- إثباتا علميا يدل على ذلك ।
في ( ص 83) ذكرتم إن غريغوس السابع منع تدخل الملوك في تنصيب رجال الدين ، فهل غريغوس السابع هذا قسيس؟ هذا ما استنتجته ، واعذر جهلي ، فثقافتي التاريخية ضحلة فعلا।
عندي إشكال بخصوص تعامل العثمانيين مع الدول العربية، وعدم اهتمامهم بها، محمد الفاتح مثلا، هذا الرجل الذي زكاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كيف لا يكون أداؤه كاملا، أمر عجيب ، ويحتاج إلى تأمل، وأن نفهم ما يدل عليه هذا القصور। أيضا ما دور العلماء العرب آنذاك لم لم ينبهوا العثمانيين إلى حق العرب في العدالة ، وأن ينالوا نصيبهم من الحضارة؟
أعجبتني فكرة معرفة المنتظم الإسلامي، فكرتك هذه تشبه فكرة الدكتور علي جمعة في كتابه النفيس" الطريق إلى التراث الإسلامي، مقدمات معرفية، ومداخل منهجية " حول أهمية إدراك علماء الاجتماع للنموذج المعرفي الإسلامي، وأعتقد أن النهضة في عصرنا تحتاج إلى إدارك النموذج المعرفي في القيادة كما في العلوم الإنسانية فضلا عن العلوم الشرعية ।
بالنسبة للتواريخ ما رأيك يادكتور لو قابلت كل تاريخ ميلادي بتاريخ هجري أليس هذا فيه مزيد ربط للقارىء بتصور متكامل ينطلق من كينونتنا التاريخية ؟
ختاما : جزاك الله عني خير الجزاء . مع خالص تقديري واحترامي صفية الجفري كتب د. جاسم سلطان : كلمة حضارة في التداول الأكاديمي تستخدم بثلاثة استخدامات أولها الانتقال من البسيط للمركب في البناء الاجتماعي فحين انتقل الراعي للاستقرار بدأت الحضارة وتشكلت النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية وظهرت الكتابة ...والثاني هو مقابلة الحضارة بكلمة الثقافة وهي جملة ما أنتجه مجتمع ما من قيم ومعارف وفنون وعلم وأشكال معمار ...الخ والثالثة استخدام عنصري بمقابلة كلمة حضارة بكلمة تخلف أو وحشية وهي منتشرة في الكتابات الانثروبولوجية ।
موضوع الزمن هناك تقسيمين للزمن فهناك الزمن المادي ففي اليوم 24 ساعة بالتساوي وهناك الزمن الحسي وهو إحساسنا بالوقت فالساعة الهنية تمر كدقيقة والدقيقة الكئيبة تمر كثانية وفي التاريخ كأداة استخدم الغرب مفهوم التاريخ الحسي لردم عشرة قرون من التخلف عبر التلاعب بنسب المادة التاريخية فاليونان قد يحظون في الكتاب بخمسين صفحة والرومان بخمسين ثم تأتي العصور الوسطى فتأخذ خمس صفحات ثم تأتي العصور الحديثة فتأخذ مئة صفحة مثلا وعندها يحس الطالب بأن الفجوة التي شكلتها العصور الوسطى يسيره وأن التاريخ هو تاريخ التقدم الأوروبي وهو موضوع شرحته زيجرد هونكه المستشرقة الألمانية في كتابها شمس الله ।
الكثافة السكانية تلعب دورا كبيرا في توفر المواهب فمن ناحية رياضية كلما زاد العدد ازدادت فرص الحصول على متميزين وموهوبين ففي دولة تعداد سكانها مئة ألف احتمال وجود لاعب موهوب ينخفض عن دولة فيها خمسين مليون رياضيا ...الجانب الآخر تزداد حدة التنافس عندما تكون الفرص قليلة والعدد كبير وبالتالي تبرز المواهب أكثر من بيئة قليلة العدد كثيرة الفرص
।غريغورس السابع هو بابا روما 1085 وهو من أعلن أن الكنيسة هي مالكة العالم وأنها تستمد سلطانها من الله
।البندول الحضاري هو ملاحظة تاريخية لحركة الجغرافيا التداولية وهو يعطي أمل بحسب قانون التداول القرآني لكل القارات ولكن عودته للشرق لا تعني بالضرورة المسلمين فقد يعود للصين أو للهند والأيام دول
।موضوع محمد الفاتح وتاريخ العظماء عادة ما تمنع الهالة النظر الموضوعي إليهم خاصة لو تسلحت الفكرة التاريخية بالمقدس الديني النصي وهو ما يمنع التقويم لحياة الصحابة وحوادث الفتن ...ولكن مفهوم التاريخ الصغير والكبير كافي لشرح المشهد الإنساني ॥
।أما علاقة الترك بالعرب فلم تكن الدولة التركية تنظر للعرب على وجه التكافؤ بل هم رعية لا غير وقابلية الاستماع لهم كانت بعيدة ...وهم أنفسهم لم يكونوا في البدايات يعتقدون باي حق إلا مع ظهور الحركة القومية العروبية ...و الامبراطورية العثمانية هي دولة امبراطورية إسلامية وليست دولة الخلافة كما يحلو للبعض ان يردد وهو يستحضر عمر بن الخطاب مثلا ।
كتابة التاريخ بالهجري والميلادي أرجو أن يحدث في المستقبل سلامي لك....
مع فائق التقدير والاحترام د.جاسم السلطان

الاثنين، 2 أغسطس 2010

مزيدا من الأسئلة .. مزيدا من العمل .. مراسلات مع د. جاسم سلطان ( الجزء الأول)

مزيدا من الأسئلة التي تدفعك إلى مزيد عمل هذا هو " النور" الذي خرجت به من دورة د। جاسم سلطان( من 25/ 7/2010 إلى 27 /7 /2010) ، سألتني صديقتي الجميلة فوز- التي بادرت بإقامة الدورة مفتتحة بذلك الديوانية الثقافية المنبثقة عن ملتقى ( ن) للإعلام الجديد- بعد انتهاء الدورة عما استفدته من د. جاسم سلطان، قلت لها : أحتاج أن أفكر لأرد عليك ، لكن "نورا " ما أحسه انبعث في قلبي ، قال لي والدي: الانطباعات لا تكفي ... ا

لقد احترم د। جاسم سلطان وقتنا ووقته ، واحترم عقولنا، واحترم الرسالة التي يحملها، وهذا دفعني إلى أن أقتني كتبه الستة التي تمثل الحزمة الأولى من دورة إعداد القادة التي حضرناها معه، وقرأت في ظرف أسبوع كتابين منها، سأنقل لكم محاوراتي مع د. جاسم سلطان بشأنها بعد سطور .
هل أجبت عن سؤال " النور" إذن ؟
أن تجد إنسانا يقدّم لك فكرا راقيا ، من حيث التأصيل، ذكيا ومشوقا من حيث الطرح، لا يستخف بعقلك ولا بوقتك ، ويحترم أخلاقيات التعامل، ويكون تعامله تطبيقا للرسالة التي يتبناها، هذا كله بات قليلا في أيامنا هذه ، ومن هنا كان هذا " النور" الذي حدثتكم عنه . أحد الأسئلة المهمة التي خرجت بها من دورة " نظم عقلك " هي : هل الأفكار هي التي تخلق النهضة ، أو بعبارة أخرى هل عالم الأفكار هو المؤثر فعلا في عالم العلاقات وعالم الموارد كما طرح الدكتور جاسم موافقا في ذلك المفكر الكبير مالك بن نبي رحمه الله ।؟
الذي أعتقده تماما أن الأفكار وحدها لا تكفي ، وأن الأخلاق القويمة لا بد أن تقترن بالفكر ليحصل التأثير المطلوب ، ومن العجيب أن تنبهني نهى بنت عمي إلى ضرورة أن أقرأ " القاهرة الجديدة " – للأستاذ نجيب محفوظ رحمه الله- لأنها ستأخذها معها إلى الرياض، فأجد في هذه الرواية تأكيدا للفكرة التي حدثتكم عنها، وأهمية الاقتران بين الخلق القويم والفكر القائد ، الأستاذ نجيب محفوظ في روايته يجعل الفلسفة تتبع الأخلاق، ففاسد الخلق، سقيم النفس، يكيّف الأفكار وفق هواه، كما أن صحيح النفس ، طاهر القلب ، ينشد من الفكر ما يوافق الطهر الذي يملأ نفسه ولو كان الإلحاد هو خياره ، لن أفسد عليكم الرواية ، لكن الأستاذ أبدع فيها بما يجعلني أن أرشح الرواية لتكون من روايات مشروع النهضة التي يتبناه الدكتور جاسم سلطان، فكرة أخرى ركزت عليها الرواية لا يسعني أن أتجاوزها ، لقد ذهب الأستاذ نجيب محفوظ إلى أقصى مدى مع من يفترض أن التخلي عن الأخلاق قد يقود إلى النجاح الدنيوي ، وقدّم بذكاء جوابا قصصيا على ذلك مفاده أن القدر لا يجمع على المؤمن(والإيمان هنا يشمل الإيمان بالله والإيمان بالقيم الفضيلة ) شقاءين ، شقاء الروح وشقاء الفقر والعجز ، لكنه ببساطة قد يجمع على الكافر كل الشقاءات ، فالإيمان خيار نافع في كل الأحوال !
والآن بين يديك عزيزي القارىء ما كتبته إلى الدكتور جاسم سلطان بعد قراءتي لكتابه " فلسفة التاريخ " وجوابه على ما كتبت ، أنشرها بعد أن استأذنت الدكتور وذلك لتعم الفائدة ، وتحفيزا لمزيد من النقاش ॥
قالت صفية : أستاذي الكريم : أنهيت اليوم كتابك :" فلسفة التاريخ" ، أعجبتني طريقة كتابتك جدا، وأعجبني التركيز على الأفكار الرئيسية من حين لآخر، والرسوم التخطيطية، والعملية في الطرح، وعدم تشعب الأفكار في الكتاب ، كما سررت بذكرك قاسم أمين ضمن قادة التغيير ، هذا الرجل الذي ظلم في كتابات بعض الإسلاميين، والذي اكتشفت مؤخرا من قراءتي لكتابه :" تحرير المرأة" وبعض كتاب :" المرأة الجديدة " أنه لا يحاد الدين ، وأهم فكرة أرى أن الله وفقكم إليها هي الانتقاء من النتاج الإنساني في مجال الفكر ما يخدم غاية الدين في عمارة الأرض ، وخلق فكر جديد من الأفكار التي ولدت في مناخات فكرية مختلفة ، لقد كان ذلك رائعا بالنسبة لي ، ومستفزا لعقلي ، وأعجبتني نقولاتكم عن الجابري رحمه الله ، وهيكل . فبارك الله فيكم. لكن لو تسمح لي يا أستاذي ، هناك أفكار كانت بالنسبة لي تحتاج مزيد توضيح ، فنظرية هيجل غير واضحة، والمثال لم يكن كافيا بالنسبة لي لترسيخ وضوح الفكرة، كما أن المثال لم أفهم هل ذكره هيجل نفسه أم أن حضرتك أتيت به . وهناك أفكار مهمة تحتاج لمزيد تأكيد ، وتأصيل ، وتركيز ، كفكرة أننا يجب أن نعدل مع الآخرين كما نحب أن نعامل بعدالة ( ص 159 ) ، لقد تكلمت في الدورة عن التعايش مع أهل الكتاب بتأصيل رائع ، فحبذا لو أضفته للكتاب، أيضا فكرة أن المراجعات ينبغي أن تكون بهدف تصحيح المسار ولا تتضمن تجريم الأشخاص أو إذلالهم ( ص 155) . وعند كلامكم على ضمان عدم الشيخوخة( ص 45) أقترح أن تضاف فكرة تعزيز الاستغناء المادي لئلا تغلب أمور الحياة والمعيشة على التفكير. عند الكلام على الحضارات المقابلة للحضارة الغربية لم أفهم كيف أن الحضارة الصفراء لا تحمل قيما معادية للقيم الغربية ، وأن الإسلام يحمل قيما معادية ، لم أفهم هذه الفكرة . الكلام على عدم اختلال الميزان الاجتماعي يحتاج إلى مزيد أمثلة تربطه بالواقع المعاش . وختاما أشكرك يا دكتور على هذا الكتاب المهم ، وبإذن الله أنتقل غدا إلى الكتاب الذي يليه । خالص تقديري واحترامي
قال : د। جاسم سلطان :
صفية ...بوركت موضوع هيجل هو ما يطلق عليه الفلسفة المثالية وهيجل ممن يؤمنون بالنظرية الخطية في التاريخ أي أن شأن الإنسانية دائما لارتقاء وسبب الارتقاء هو ما يطلق عليه جدل الأفكار فأي فكرة تخرج للوجود مادامت إنسانية فهي تحتوي في داخلها على قصور وهذا القصور يولد فكرة جديدة تحاول أن تعالج هذا القصور وتبدو نقيضة لها لأول مرة ويبدأ صراع بين الفكرة القديمة والفكرة الجديدة فتنتج فكرة ثالثة تحتوي على محاسن كلتا الفكرتين ...ولكنها بطبيعتها إنسانية وتحتوي في داخلها على قصور فتخرج فكرة مضادة لها وتتولد عن الصراع بينهما فكرة ثالثة تجمع محاسن الفكرتين وهكذا تتقدم البشرية ...لنأخذ مثلا الصين المعاصرة كمثال فهي بالأساس دولة خاضعة للدول الغربية تصارع للبقاء ويفرض عليها بالتدريج النظام الرأسمالي من القوى المحتلة ...وبرزت الشيوعية كنقيض للفكرة الرأسمالية وقامت الصين الشيوعية الماوية باعتبارها الحل لأمراض الرأسمالية ...ولكن الفكرة الشيوعية فاشلة اقتصاديا فولدت فكرة ثالثة وهي الجمع بين الفكر الاشتراكي الحاكم للصين والفكرة الرأسمالية التي يدار بها الاقتصاد الصيني ولكن عبر خط متدرج سمح للصين ان لا يكون مصيرها كمصير الاتحاد السوفيتي...وحسب نظرية هيجل الفكرة الجديدة سيظهر فيها قصور ولو بعد حين وستصارعها فكرة أخرى وسيلد الموقف فكرة ثالثة ...وهكذا ...وسميت الفلسفة المثالية لأنها اعتمدت عالم الأفكار كمقياس لحركة التقدم الإنساني وتقابلها المادية الجدلية عند ماركس ।أما الحضارة الصفراء فالصين تاريخيا ليس بلدا غازيا أي لم يخرج في فتوحات ولم تزعم الفكرة الصينية أنها صالحة لكل العالم فلم تخرج لمنافسة الفكرة الغربية أو تهدد أراضيها أما الفكرة الإسلامية فهي تعتقد أنها الفكرة العالمية الأصوب وخرج أتباعها كفاتحين للعالم وهي بطبيعتها فكرة لا تقبل الذوبان في الآخر ...فالصينيين مثلا لا يوجد لديهم حماس لنشر الطاوية او البوذية في العالم بالقوة على كل حال ... والمخيال الغربي يرى في المسلمين نقيض الحضارة الأوربية في مواضيع الحرية والديموقراطية والعلاقة بالعلم والمرأة سواء بسوء فهم أو بقراءة الواقع المعاش...فما نجسده على الأرض اليوم هو ما يعتقده الغربي عنا بغض النظر عما نعتقده عن أنفسنا ...ذلك هو المخيال من وجهة نظر الغرب عن الإسلام والمسلمين وهو بالمناسبة ليس مخيالا جديدا فقد تولد عبر أحقاب وغذته الكنيسة من عصور الأندلس । بقية الملاحظات إن شاء الله تجد لها مكانا في كتب قادمة
lمع فائق التقدير والاحترام / د। جاسم سلطان
انتهى الجزء الأول من المراسلات ، وسأوافيكم بالجزء الثاني قريبا ، شكرا لوقتكم

الأحد، 1 أغسطس 2010

عقولهم ترللي ( إعادة نشر)

إن النساء عقولهن ترللي" !
هل سمعتم هذه العبارة من قبل؟ لا أعتقد، لأنها من(بنات) أفكار والدي الحبيب، وهو يستخدمها في سياق خاص لا يوافق على استخدامها في غيره ॥هذا السياق هو التلطف والترفق واستجابة الطلب من زوجته أو إحدى بناته حين لا يكون موافقا عليه، لكنه ينفذه(مكبرا دماغه)، فـ(النساء عقولهن ترللي) فلم نشتد معهم؟ لنترفق بهم ॥والآن كبر أخي الوحيد وبلغ العشرين من عمره، وأصبح يستخدم العبارة ذاتها في السياق ذاته ॥ لكن ما موقفنا نحن-البنات وأمهن- من هذه العبارة؟الابتسامة التي تغمر وجه أبي أو أخي وهما ينطقان بهذه العبارة مُعدِيَة، فتتسلل إلى شفاهنا أيضا لتعلن أنه لا بأس فالغاية أن تنفذ رغباتنا بطيب نفس آمنتما برجاحة عقولنا أو ترلليتها
॥في المقابل تشتد بعض الفتيات أو الزوجات مع آبائهن أو إخوانهن أو أزواجهن في النقاش إثباتا لدورهن وحقوقهن التي أعطاها الإسلام لهن أصالة، والطرف المقابل لا يمنعهن إياها سلوكا وتطبيقا، لكنه يرى أنه يفعل ذلك من باب كرم الأخلاق لا إعطاء لحق شرعي
। على سبيل المثال: حكت لي صديقة عن نقاش حاد دار بينها وبين زوجها حول واجبها في إعداد الطعام للأسرة، فقد سمعا معا من شيخ فاضل في إحدى القنوات الفضائية أن الشافعية لا يوجبون على الزوجة الطبخ للزوج، فراح الزوج يسفه كلام الشيخ، فغضبت صديقتي لذلك، ونصبت نفسها محاميا عن حقوق المرأة غير المعترف بها، قلت لها: ولكن أليس زوجك كريم النفس، طيب الخلق، يتغاضى عن الطعام المحترق أو نصف الناضج، أليس يعفيك في كثير من الأحيان من الطبخ رفقا بك ويقول: لا تتعبي نفسك سأحضر الطعام من الخارج। قالت: نعم ॥
قلت لها: إذن ما الداعي لأن يثار هذا النقاش أصلا؟ ألم يكن الأولى بك أن تكبري دماغك، وتقولي بابتسامة واسعة: "إن الرجال عقولهم ترللي" ॥

الاثنين، 28 يونيو 2010

أهداف ضروية *

لقد تركتني على حافة الألم ، لكنها قالت إن ما يفتح قلوبنا يقوينا ويوحدنا إنسانيا ، وهكذا أرجو ॥

في مخيم للاجئات البوسنيات تدور أحداث مسرحية " أهداف ضرورية " للكاتبة الأمريكية : إيف آنسلر ॥ وهي تأخذ بأيدينا لنعيش عالما " ليس مختلفا " أبدا ، عالم يشبهنا ، تفاصيله تشبه تفاصيل حياتنا، آمالنا الصغيرة ، والكبيرة، طموحاتنا الخاصة جدا ، والشائعة جدا ، هو فقط بدا لنا " مختلفا " لأن العنصرية التي تكمن في أعماق " كثيرين " منا أو " كلنا " كما تقول الكاتبة ، هذه العنصرية تفجرت في أبشع صورها، لتقتلع جذور الشبه بعالمنا، ولتنسينا أن تنميط " ضحايا صدمات الحروب".. هو جريمة أخرى نرتكبها في حقهم ..
تقول لنا إيف آنسلر في مقدمة مسرحيتها : ليست الحرب هي القنابل أو الصواريخ أو الانفجارات، أو القتل ، الحرب هي " نتيجة " ذلك ॥بعد شهور أو أعوام عندما تفقد الحرب جاذبيتها، وينفض السامر عنها ..
وأجدني أفكر في عبارتها لأسقطها ليس فقط على مستوى الحروب بين الدول، لكن أيضا على مستوى الأسرة ، والمجتمع ، تلك الحرب التي تشنها أم على أبنائها بالقسوة عليهم أو تدليلهم المفرط ، وتلك الحرب التي يشنها الزوج على زوجته بتهميشها أو معاملتها كتابع لا كرفيق درب ، وتلك الحرب التي يشنها المتنفذون فكريا على الأفكار التي لا " يؤمنون " بها ، فيحتكرون الحق ، ويحتكرون تأويل النصوص الشرعية ، ويجعلون اجتهادهم مقياسا للصواب والخطأ ।
كلها حروب ، وكلها وجع ، وجع تجاهل إنسانيتنا في خضم صراعاتنا التربوية أو الفكرية أو النهضوية بل وآلامنا التي تنزف من أبشع ما يمكن أن يتعرض له الإنسان من انتهاك للآدمية، وجع عبرت عنه إيف آنسلر في مسرحيتها : " نونا: أكثر المعونات احتراما لآدمية اللاجئات ، أرسلتها شركة مستحضرات تجميل فرنسية. زلاتا: بالطبع هي شركة فرنسية ، من غير الفرنسيين يمكن أن يفكر في تنظيف البشرة وسط حرب تطهير عرقية؟ "
نعم ، يوجد الكثير من الوجع في المسرحية ، لكن يوجد أيضا ما يفتح قلوبنا لنكون أكثر إدراكا لأنفسنا وللآخرين، أكثر إدراكا لما نحتاجه جميعا .. تقول زولاتا وهي طبيبة بوسنية تعرضت أسرتها للإبادة أمام عينيها : " ليست القسوة هي ما حطمت قلبي ، القسوة سهلة ، مثل الغباء، سريعة ، فورية । يقتحمون المكان ، يلبسون الأقنعة ، رائحتهم منتنة ، يحملون مناجل، يضربون رأسي والديّ العجوزين الجالسين على الأريكة ، الدم في كل مكان ॥ الكثير منه .. وصراخ .. ورؤوس ميتة بلا رؤوس .. القسوة من طبيعة البشر . إنها تحفر وتحفر داخل الإنسان ... إننا جميعا موتى حين يتعلق الأمر بالعذاب .. نحن لا نشعر به .. هناك الكثير منه ..
لكن ذكرونا بالجمال .. بحقول الشمندر في ريعانها.. بحمرة هذه الحقول.. اجعلونا نتذكر كيف كنا نغني ذات يوم ، وكيف كانت أصواتنا تتردد كصدى واحد عبر لوحة الليل والنجوم .. ذكرونا كيف كنا نضحك وكم كنا نشعر بالأمان .. وكم كان سهلا أن نصبح أصدقاء .. كلنا أنا أفتقد كل شيء ॥ البوسنة كانت جنة الله على الأرض" ।
نعم ॥ كم هو سهل أن نصبح أصدقاء إذا " أدركنا " أننا لا نستحق أن يؤلم بعضنا بعضا ...
في المسرحية الكثير مما يستحق الوقوف عنده ॥ لن أفسد عليك يا صديقي حقك في أن " تتألم" لتفتح قلبك لمزيد حكمة ॥ وأتركك لأعيد القراءة من جديد ..
· من إصدارات المجلس الوطني للثقافية والفنون والآداب – الكويت – مايو 2010.

الخميس، 27 مايو 2010

حيرة ..

هل من الحكمة حقا ان نطرح بعض الحقائق دون بعض ؟ أليس الصمت الطويل كان سببا في تكريس ثقافة أحادية التوجه؟ إذا صمت أنا وصمت غيري، وانتظرنا حتى يتقبل الناس ما نضخه اليهم قليلا قليلا ، هل نضمن أن نعيش لعبور كل تلك المراحل ؟ أم ان الحق اولى أن يظهر ويعلمه الناس ولو لا قينا في ذلك عنتا ، لكن لعل غيرنا يتبنى افكارنا فيما لو أقصينا او فارقنا الحياة؟ اللهم ارزقنا السداد والحكمة وتقبل منا وعافنا ..

السبت، 22 مايو 2010

"ن" عن جمال التجربة الأولى أتحدث *

جمال الفعل الشبابي المستقل المبادر رغم قلة الخبرة ، و رغم عثرات التكوين المرتبطة بالنظام التعليمي الذي ينقصه الكثير ليكون قادرا على التعليم المتكامل المرتبط بالتدريب على التفاعل المجتمعي . جمال التعرف على شخصيات عرفناها الكترونيا ، وكان للقائنا بها ألقه الخاص ، وجمال التعرف على شخصيات حقيقية لم نقرأ لها والملتقى عرّفنا بأصحابها واقعيا لننتقل إلى التواصل الالكتروني.. لقد بدا الجهد واضحا في تنوع الموضوعات المطروحة ، واستضافة متخصصين في الإعلام والشريعة ، لخلق التواصل بين العمل الشبابي والخبرات التي يفترض أن تكون أكثر رسوخا ، وكان الحديث عن التدوين العربي عبر الاحتفاء بالتجربة المصرية بعدا مهما كان بمثابة إشارة إلى أهمية الاستفادة من الخبرات التي سبقتنا على المستوى التدويني ، وكذا لفت النظر إلى أهمية تفاعل الناشر الورقي مع التجارب السعودية الناضجة في هذا الإطار، وهو ما قدمته المدوّنة ريم العتيبي صاحبة مدونة :" حياد مركّب" .. لست في مقام استعراض ما قدّم بأكمله .. لكني سألقي الضوء على ما أعتقد أنه لا ينبغي الحديث عن الملتقى دون الإشادة به .. ورقة آلاء الزومان : " دور الفيس بوك في الأزمات " كانت ورقة عمل تتسم بالاحترافية ، وكان الإلقاء على ذات المستوى من الاحتراف والإجادة .. وكذا ورقة فوز الزهراني التي لم يتح لها فرصة للظهور في الملتقى بسبب عامل الوقت ، وكان عرضها سيشكل إضافة حقيقية للملتقى، الورقة كانت مهمة من حيث رصد الواقع التدويني ،ومقاربة الحلول في نقاط مركزة وجادة ، وقد نشرت الورقة على مدونة فوز على الفيس بوك . الملتقى أيضا كان فرصة مهمة لإبراز مستوى النضج الفكري لدى الفتاة السعودية وطنا أو إقامة ، ويبدو أن الفكرة السائدة هو أن هذا المستوى ليس قويا أبدا ، بدليل ما تحدث عنه الشيخ سلمان من أنه متفاجىء بالطرح الذي قدمته المدونات ، والمستوى المتقدم للمداخلات التي علقت على كلمته أو كما قال . وأهمية بعض أوراق العمل، وكذلك بعض المداخلات لم تقتصر على المستوى الناضج في التفكير والمناقشة وإنما أيضا في الشفافية العالية التي يظهر أن المرأة السعودية لم تعد أسيرة لقيود التقاليد التي تخلط بين الحياء والخجل المذموم، فيأتي تعليق المدوّنة إحسان على عبارة فضيلة د. سلمان من أن الضابط في التعامل مع الرجل في الواقع الافتراضي هو أن يجد الإنسان في نفسه كراهية لأن يطلع عليه أحد من أهله ، تقول إحسان : إن لديها إشكالا يتعلق بهذا الضابط ، فاختلاف القيم بين الآباء والأبناء ، وهو اختلاف عرفي لا شرعي، يجعل الفتاة تكره أن يطلع أحد من أهلها على تواصلها التي تراه محترما مع الجنس الآخر ، فكيف يستقيم هذا الضابط ؟ وأعتقد أن ذكاء السؤال وشفافيته استدعى جوابا يحترم ذكاء السؤال ، وعلى نفس المستوى من الشفافية ، فتحدث فضيلة الدكتور سلمان عن وجود ارتباك قيمي لا بد أن نعترف به ، وأن الجواب يحتاج إلى مزيد تفكير أو كما قال. افتقدنا كحضور مشاركة شباب المدونين الذين وجه إليهم الملتقى الدعوة لحضوره وحضر منهم أسماء بارزة في عالم التدوين كطارق المبارك صاحب مدونة أحاديث على شرفة وعقبة المشوح صاحب مدونة عقبة ومهند الكدم صاحب مدونة المهند الكدم .. افتقدنا تعليقهم ومشاركتهم على قضايا مهمة نوقشت كقضية الاختلاط مثلا .. وأجدني أتساءل هل المراة السعودية باتت أكثر قوة في طرح استشكالاتها الفكرية والاجتماعية ؟ وبعد ذلك كله أجدني قضيت ليلة أضافت إلي على المستوى الإنساني والفكري معا ، ولم يحجبني ما حصل من بعض اختلالات التنظيم ، والثياب الواسعة التي غاصت فيها الكلمات المحددة التي يمكن أن تكون أكثر إثراء لبعض ما قدّم ، وذلك لم يقتصر على أوراق بعض المدونات ، ولكن شمل ذلك طرح الدكتورة أميرة النمر الأستاذة في كلية الإعلام في جامعة الملك عبد العزيز في جدة وكذا طرح فضيلة الدكتور سلمان العودة ، لم يحجبني كل ذلك عن الاستمتاع بجمال التجربة الأولى ، وشعوري بالامتنان الحقيقي للقائمات عليها، كما أن الندوة العالمية للشباب الإسلامي،ومؤسسة عالم التقنية ، ومؤسسة شهاري نت ، والفوزان لخدمة المجتمع، وجريدة المدينة ، يستحقون الإشادة لدعمهم لهذا الفعل الثقافي الحر .. •ملتقى ( ن) للإعلام الجديد في جدة في يوم الخميس 19/5/2010 في مقر الندوة العالمية للشباب الإسلامي.

الثلاثاء، 18 مايو 2010

( ن) المبادرة ..إلى ملتقى الإعلام الجديد.. رسالة تقدير

أن تبادر لتكون فاعلا في الحراك الإعلامي ، فهذه خطوة تستحق الاحترام ، تبادر لتعرّف بجزء من هذا الحراك يعد عالما مجهولا لبعض الناس ، تبادر وأنت تعلم أن تعقيدات العالم الافتراضي ، وتشابكاته، وقيمه الوليدة المرتبكة ، ومع ذلك تقرر أن تكون فاعلا فتبادر لخلق أرضية جديدة مشتركة بين من جمعهم الفكر أو الشعر أو حتى الهموم الإنسانية الصغيرة ، تجمعهم على أرض الواقع ، وفي مستوى هو بمثابة شبكة عمل واقعية تعطي الحراك الافتراضي عمقا أكثر ، ونضجا أكثر .. أن تبادر وأنت لا زلت في مرحلة البناء ، في مرحلة الدهشة البكر ، تلك الدهشة التي تتعلم بشغف ، وتحاول بذات الشغف ، أن تراجع ما مضى ، لتقبل على المستقبل بروح متجددة ، المراجعات هي زادها للإشراق .. أن تبادر لتقول لرفاق العالم " الافتراضي" تحية لكل عمل أضفتم به إلى حياتكم وحياتنا نورا ، مشروع ناجح ، أو أدب جميل، أو فكر سؤول يحترم عقولنا ، أو كلمة صادقة مؤنسة يتصبر بها قلب مجروح ، أو روح وحيدة .. أن تبادر لتقول لرجال الفتوى نريد ديننا قريبا منا ، يحتوينا احتواء الكبير للصغير، والحكيم للنزق المتقلب، نريد ديننا معنا مستوعبا وحانيا وواقعيا كما نعلم أنه جاء لنعيش حياتنا وليس في صدرونا حرج ، وليس في تقلبنا في شؤون معاشنا ضيق، أن تبادر لتقول لهم ما أثر التغيرات التقنية الجديدة على فتاواكم في العلاقة بين الجنسين ، أنت بذلك تضعهم أمام مسؤوليتهم ، بعد أن تقوم بمسؤوليتك في تعريفهم بأنك تحيا حياة جديدة ، تحتاج لفتاوى تستوعبها ، ولا تولي لها ظهرها تمسكا بمثاليات تظلم الدين وتظلم الحياة .. أن تبادر رغم حداثة سنك ، وتجربتك في الحياة ، لتصنع حدثا ، وتحرك راكدا ، وتتجاوز كل الصعوبات لينجح كل ذلك فأنت تستحق كل التقدير .. يا صديقاتي : هذا فضل أراد الله أن تكن الرائدات فيه .. ولذلك أقول لكن : أنتظر يومكن بكل احترام وتقدير.. أتوقعه يوما متألقا ببساطته الذكية .. يوما تقلن فيه أنكن تهدين مجتمعكن الواقعي والافتراضي رسائل انتماء ووفاء ، وإشارات فكر ، ولمحات لمستقبل مضيء بعمل مدني واع يطمح إلى الوصول إلى النضج .. الله يرعاكن ، ويتمم عملكن على أحسن الأحوال وأجملها .. وإلى لقاء قريب..

الجمعة، 14 مايو 2010

لا تنس أن لا بشر فوق " التغيير"

"أحيانا،وربما دوما،سعينا لتغيير الناس والعالم يغيرنا يقول غيفارا في مذكراته : إن رحلته في امريكا اللاتينية وعمله في مساعدة الناس فيها،بين الفقراء والمجذومين والهامشيين،وتطبيبه لهم،والاستماع الى هموم المسحوقين،غيره كثيرا ،غيره للأبد.. احيانا نفترض ان من يتصدر للتغيير قد وصل لنضجه او تغير،بينما هو يمر بالمرحلة الأهم في تغيير ذاته" طارق المبارك

السبت، 24 أبريل 2010

أخلاق الكبار

قرأت عليه أحد المباحث في رسالتي وأنا أرتجف هيبة في داخلي، فأنا أعلم تماما أني أخالفه فيما ذهب إليه في المسألة ، لكني لم أستجز إلا أن أكتب ما أعتقده صوابا، لأعرضه عليه ، فإن أجازه حمدت الله وإن لم يجزه لم أثبته لثقتي بمنزلته ، ومعرفتي بمنزلتي ، وبعد إتمام القراءة ، رفعت إليه عينان متسائلتان ، قال لي : تمام ، أكملي .. يعني أكملي قراءتك للمبحث الذي يليه.. حسنا أنا أكبر شيخي كثيرا ، لكن هذا الموقف هو أحد المواقف التي زادتني إكبارا له .. الكبير هو من لا تستفزه مخالفتك له ، وهو ينصفك مع ذلك وإن كان يعتقد خلاف ما تقول ، لكن كلامك له محمل صحيح فهو سيقرك عليه ، ولن تضيره مخالفتك .. بارك الله فيه ونفع به ..

الأربعاء، 3 فبراير 2010

ستر المغتصبات . قراءة في فقه سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه

نشرت هذه المقالة لي في إسلام اون لاين الليلة .. بانتظار تعليقاتكم .. ومساؤكم رضا ستجدونها على هذا الرابط

الثلاثاء، 2 فبراير 2010

شذرات من ليلة قاهرية .. مع د.أحمد زويل

في صحبتهم جلست أربع ساعات ॥ جلسة شعرت فيها أني أعانق بحب ليل القاهرة॥ ذلك الصديق الحميم .. الذي لا يخذلك أبدا .. وكلما جالسته كلما أحببته أكثر وأكثر .. د।أحمد زويل ، والأستاذ الجميل القدير محمود سعد ، والإعلامية المتألقة منى الشاذلي। الدكتور أحمد زويل يعلمك أن العلم يعني الخلق الحسن الأصيل ، يعلمك ذلك بتواضعه وإشراقة وجهه وأدبه الجم الذي لا تكلف فيه॥ لقد كان أ। بلال فضل ذكيا وجدانيا ليلتقط أنه في حضرة عالم مثل زويل لا ينبغي إلا الحديث عن ما يجب فعله ، والتخطيط لذلك ، دون إثارة للضغائن ، أو كيل الاتهامات .. وقد فكر أ. بلال فضل في خطوة إيجابية يقدمها هو : عمل فيلم عن د. أحمد زويل.. تكلم أ. بلال فضل أيضا عن كتاب د.أحمد زويل : عصر العلم .. وأنه كتاب مهم جدا على كل مصري أن يقرأه .. ليس كل مصري فقط يا أستاذ بلال .. سأحرص على قراءة الكتاب بإذن الله .. وهو كما قالت أ. منى الشاذلي يحكي تجربة د.أحمد زويل وحياته .. د।أحمد زويل يعلمنا ॥ إذا أردت أن تساعد بلدك حقا .. ركز على الهدف.. توقف عن اللوم .. استثمر أجمل ما يملكه من حولك من سمات نفسية وعملية ... ومن ثم أخذ يتكلم بأدب العالم .. ورقيه .. وتواضعه .. عن أن البلد لكي تنجح لا بد لها من : تعليم جيد ، وحلم قومي يتمثل في رؤية واضحة .. تكلم بعدل العالم وإنصافه عن أن لعبد الناصر مميزاته ، كما له عيوبه، وأنه هكذا ينظر إلى الأمور ॥ يتحرى العدل .. وكما قال الرائع أ। محمود سعد : لكي يتحمس الناس لمشروعك ويدعمونه لا بد أن يثقوا أن القائمين عليه يتصفون بصفتين : الكفاءة ، والعدل . تكلم د।أحمد زويل عن فكرة النقاط المضيئة ، وأنها سبب تقدم تركيا في السنوات الأخيرة، وتتلخص الفكرة في عمل مركز بحث علمي على مستوى عال جدا ، لكي يدعم التقدم العلمي للبلد ، وهذا المركز أو الجامعة لا يدخله إلا خيرة الطلاب ، لكي ينتجوا منتجا علميا عاليا ، وتنبثق عن هذا المركز شركات صناعية ، كما أن أساتذة بقية الجامعات العادية يأخذون دروسا في الإجازات في هذا المركز العلمي ، لينهضوا بطلابهم، وترتقي بقية الجامعات ॥ قال د.أحمد زويل بهذه الطريقة نجحت تركيا في التحول من بلد زراعي إلى بلد صناعي ، وارتفع الدخل القومي للفرد ارتفاعا هائلا.. لقد ذكرني كلامه بجامعة الملك عبد الله ॥ وهذه دعوة لدراسة التجربة التركية وتنفيذها في بلدنا هنا। لقد ركز د।أحمد زويل على العلاقة بين العلم والثقافة والعلوم الإنسانية ، وأن التطور لا بد له من الأمرين معا ॥ تحدث الدكتور زويل أيضا أن عدم القدرة على شرح موضوع معقد ببساطة هو دليل على أن الشخص لم يفهمه بالعمق الكافي ، لأن الفهم العميق يعني القدرة على الشرح المبسط ॥ تحدث أيضا عن اختبارات الذكاء وأنها ليست مقياسا أبدا لقدرة الشخص على الإنجاز، وأنه عمل مع أشخاص أذكياء لكنهم ليسوا قادرين على توليد الأفكار وتطبيقها ، وأشخاص أقل ذكاء ، وأقل فهما أحيانا ، لكنهم قادرون على الإبداع ॥ وذكر أنه لم يجر اختبار ذكاء .. وأختم بأمرين : أحدهما : أن دريم 2 ستنقل مناظرة على الهواء مباشرة بين د।أحمد زويل وصديقه الشاعر د. فاروق جويدة في دمنهور ॥ واللقاء مفتوح للجماهير.. في 14 فبراير .. وذكر د.أحمد زويل أنه استعد لهذا اللقاء منذ زمن بأسئلة صعبة ليسألها لصديقه وابن محلته فاروق جويدة .. الثاني : ربما كانت أ। منى الشاذلي أوسع تحضيرا ، وأكثر أسئلة ، لكن حضور الإعلامي محمود سعد كان أكثر رسوخا ، وعمقا ، وخبرة ، وألفة॥ ظهر ذلك في هدوئه ، وتوازنه ، وإعطائه الضيف المساحة لكي يتحدث دون مقاطعة ॥ طريقة منى الشاذلي توحي-وقد يكون ذلك بغير قصد منها- بأنها تقول للضيف أنا متفوقة أيضا في مجالي كإعلامية ، وطريقة محمود سعد تقول للضيف الليلة ليلتك ، والبيت بيتك ، وأريدك أن تكون النجم وحدك ॥ حقا .. شكرا لدريم الثانية على إهدائها للمشاهدين هذه الليلة الجميلة .. لقد أعادت إليّ بعض روحي .

الاثنين، 18 يناير 2010

إنهم أوغاد احيانا

نشرت لي هذه المقالة الليلة في إسلام أون لاين ॥ تعليقاتكم تهمني ॥ ومساؤكم نقاء ..

الأربعاء، 13 يناير 2010

فن الرحيل

أنت تعيش حالة ما .. ظروفا ما .. ما تفتقده يجعلك تشعر بالمرار .. مرار الغربة إلا عن محيطك الصغير.. وقد تعودت أن يكون العالم الكبير كله عالمك .. تألفه .. وتحبه .. وتتواصل معه بمزيد شغف ، وإقبال ، وود .. لكنك لم تعد كذلك .. لم تعد تشعر معه إلا بالمرار.. الذي أفسد عليك استمتاعك بطقوسك الخاصة .. واستمتاعك بأن تعيش أمل التغيير.. ليس ذلك التغيير المتعالى .. لكنه التغيير الممتزج بالحب والتفهم والود .. نعم هذا ما تحتاجه التفهم .. وأن ترحل عن مشاعرك الحالمة .. رحيلا ذكيا يقودك إلى التسامح ، والتحدي ، أن تتحدى التقوقع ، وتتحدى الغبش الذي بدأ يحول بينك وبين التعامل المتزن .. رحيلا يعلمك أن تترفع عن السوء ، وتعذر أصحابه بل وتحبهم وتغفر لهم وتعزم على مساعدتهم ليكونوا أفضل، أو تتقبل ما هم عليه .. وتأخذ بيدهم ليعززوا ما لديهم من إيجابيات ..

إنه وقت الرحيل

كم هم قريبين إلى عقلك وروحك .. لكنهم مع الأيام لا يعودون كذلك .. كان ذلك القرب وهما في معايشته .. وسرابا في أفقه .. لكن قد لا تدرك ذلك بسهولة .. ربما تحتاج إلى بعض التفاصيل لتفهم .. وهذه التفاصيل لا يهديها إياك القدر إلا بعد وقت ، وحيرة ، وألم، ربما .. وهو في ذلك يستحق منك الشكر لأنه يعلمك خبرة جديدة من خبرات الحياة .. ويعلمك بتأن فن الرحيل عن التواصل الميت .. الذي لا ينبغي أن تقع في سذاجة أن تتحسس نبضه كل خمس دقائق .. يعلمك أن ترحل فحسب لأن أوان الرحيل قد حلّ... ( قواعد الحياة . ريتشارد تمبلر).

فإنك بأعيننا

تعلم فن الرحيل عن كل ما يؤلم روحك .. جدد نفسك بالتواصل مع أصحاب الخلق الطيب ، والأمل في الحياة ، والعمل النافع فيها من الأحياء أو الأموات عبر السير الذاتية.. سئل الشيخ محمد عبده رحمه الله عن سبب حرصه على الحضور محاضرات المفكرين في فرنسا وسويسرا .. وكان قد بدأ تعلم الفرنسية في الأربعين من عمره ، وكان حضوره لهذه المحاضرات جزءا من رحلته في إتقان الفرنسية .. قال : لأجدد نفسي .. ( زعماء الإصلاح في العصر الحديث . أ. أحمد أمين ) . اقترب من خالقك ، و اجعل هذه الآية رفيقة لك في رحلة الحياة تمدك بالفرح بالله والتوكل عليه: " واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا " الطور : 48.

السبت، 9 يناير 2010

محامي الضعف البشري

"ومن أصعب الأشياء أن يكون المرء محاميا يقف جوار الضعف البشري

يحتاج ذلك لمستوى عال من الفهم والحساسية والمشاعر والحب

ومن أسهل الأشياء أن يختار دور الظالم بغير أن يدرك الظروف أو أن يسأل عن الوقائع ।"

। أحمد بهجت । مذكرات صائم । دار الشروق ।