الأربعاء، 13 يناير 2010

فن الرحيل

أنت تعيش حالة ما .. ظروفا ما .. ما تفتقده يجعلك تشعر بالمرار .. مرار الغربة إلا عن محيطك الصغير.. وقد تعودت أن يكون العالم الكبير كله عالمك .. تألفه .. وتحبه .. وتتواصل معه بمزيد شغف ، وإقبال ، وود .. لكنك لم تعد كذلك .. لم تعد تشعر معه إلا بالمرار.. الذي أفسد عليك استمتاعك بطقوسك الخاصة .. واستمتاعك بأن تعيش أمل التغيير.. ليس ذلك التغيير المتعالى .. لكنه التغيير الممتزج بالحب والتفهم والود .. نعم هذا ما تحتاجه التفهم .. وأن ترحل عن مشاعرك الحالمة .. رحيلا ذكيا يقودك إلى التسامح ، والتحدي ، أن تتحدى التقوقع ، وتتحدى الغبش الذي بدأ يحول بينك وبين التعامل المتزن .. رحيلا يعلمك أن تترفع عن السوء ، وتعذر أصحابه بل وتحبهم وتغفر لهم وتعزم على مساعدتهم ليكونوا أفضل، أو تتقبل ما هم عليه .. وتأخذ بيدهم ليعززوا ما لديهم من إيجابيات ..

إنه وقت الرحيل

كم هم قريبين إلى عقلك وروحك .. لكنهم مع الأيام لا يعودون كذلك .. كان ذلك القرب وهما في معايشته .. وسرابا في أفقه .. لكن قد لا تدرك ذلك بسهولة .. ربما تحتاج إلى بعض التفاصيل لتفهم .. وهذه التفاصيل لا يهديها إياك القدر إلا بعد وقت ، وحيرة ، وألم، ربما .. وهو في ذلك يستحق منك الشكر لأنه يعلمك خبرة جديدة من خبرات الحياة .. ويعلمك بتأن فن الرحيل عن التواصل الميت .. الذي لا ينبغي أن تقع في سذاجة أن تتحسس نبضه كل خمس دقائق .. يعلمك أن ترحل فحسب لأن أوان الرحيل قد حلّ... ( قواعد الحياة . ريتشارد تمبلر).

فإنك بأعيننا

تعلم فن الرحيل عن كل ما يؤلم روحك .. جدد نفسك بالتواصل مع أصحاب الخلق الطيب ، والأمل في الحياة ، والعمل النافع فيها من الأحياء أو الأموات عبر السير الذاتية.. سئل الشيخ محمد عبده رحمه الله عن سبب حرصه على الحضور محاضرات المفكرين في فرنسا وسويسرا .. وكان قد بدأ تعلم الفرنسية في الأربعين من عمره ، وكان حضوره لهذه المحاضرات جزءا من رحلته في إتقان الفرنسية .. قال : لأجدد نفسي .. ( زعماء الإصلاح في العصر الحديث . أ. أحمد أمين ) . اقترب من خالقك ، و اجعل هذه الآية رفيقة لك في رحلة الحياة تمدك بالفرح بالله والتوكل عليه: " واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا " الطور : 48.

ليست هناك تعليقات: