الأربعاء، 14 مايو 2008

بيني وبين محمد

محمد ابن خالي وابن عمتي ، الفتى الصغير ، كبر ، ليصبح طالبا متفوقا في السنة النهائية في كلية الشريعة في جامعة دمشق،ما شاء الله ، حسنا لازلت غير مستوعبة أن محمدا الصغير أصبح شابا كبيرا ، ونتناقش سويا في أمور الفقه، بارك الله في محمد ، ونفع به ، وفتح عليه، وزاده علما وخلقا وأدبا
عمتي حماس والدة محمد ، لها فضل علي كبير ، ليس فقط في أنها كانت تساعدني دائما لا سيما في الثانوية العامة في الرياضيات والفيزياء، ولكن لأنها كانت دوما تستوعب أسئلتي الكثيرة المزعجة أحيانا لأستاذاتي لأنها كانت تبحث في أصل الفكرة ، كانت عمتي تستوعبني ، وتصبر علي، وتحاول مناقشتي ، والتوقف عندما لا تجد ما تجيب به ، فكانت مذاكرتي على يديها ، تشحذ ذهني ، وتشعرني بمتعة حقيقية ، لا سيما مع الدلال الذي كانت تدللني به ، تستيقظ قبلي ، لتجهز الفطور ، لنبدأ بعدها في المذاكرة ، والآن بعد سنوات طويلة ، تتألق عمتي دوما في درس الأربعاء ، بملاحظاتها الذكية ، وفهمها العميق ، وأسئلتها التي تجعلني أتامل أكثر، لا سيما مع وقفاتها في دلالات الآيات ، بارك الله في عمتي ، وخالي الطيب ، وأبنائهما ، ورزقني برهم جميعا بيني وبين محمد دار منذ قليل الحوار التالي ، وأنا أنقله هنا- بعد استئذان محمد طبعا- إثباتا لمداولة ، أرجو أن تنفعني ، وتنفع القارىء: mohmmed ali: قبل أشهر سألت د.البوطي عن أن الله تعبدنا بالظن فكيف يسوغ بعد ذلك تقليد القول الضعيف مع اعتقادنا أنه مرجوح؟ صفا: اها صفا: ماذا قال mohmmed ali: انت ايش تقولين؟ mohmmed ali: من جد صفا: من الذي يعتقد أنه مرجوح ؟ العامي ؟ بمعنى ؟هل هو ضعيف باعتبار قول العالم أم باعتبار فهم العامي ،هو ضعيف باعتبار العالم الذي ضعفه فيما أفهم ،وعليه فالعامي أو من لم يتأهل للترجيح ، الأقوال عنده متوازية ،مادامت ليست شاذة وعليه له أن يقلد ،هذا فهمي ،والله اعلم صفا: ومن زاوية تانية ،القول الضعيف قد يكون له مرجح ،وهو حاجة الناس وواقعهم ،وهذا معتبر، فيقوى لأجل ذلك، والله أعلم . صفا: ماذا قال لك الشيخ؟ mohmmed ali: بالأول أجاب الشيخ صفا: الحمدلله صفا: ماذا كانت عبارته؟ mohmmed ali: قال إن الناس رجلين:مجتهد متعبد بظنه واجتهاده لايجوز له أن يخالفه mohmmed ali: وعامي ليس عنده القدرة على الاستنباط ولا الترجيح وما يظنه من أرجحية قول على آخر لا عبرة به لأنه غير معتمد على أدلة أو أمارات.بالمعنى من كلامه. صفا: محمد مارأيك بالقول التاني؟ mohmmed ali: هو داخل في ترجيح المجتهد والا لا؟ صفا: القول الثاني من جهة المجتهد بمعنى لما يفتي به ،رغم أنه لا يعتقده ،فانه يفتي به لمرجح ،وهو حاجة الناس ورفع الحرج mohmmed ali: بس ما يكون من باب المصلحة ويرى أنه الأقرب لحكم الله في الظرف المعين؟ mohmmed ali: يعني ايش انه مايعتقده في كلامك؟ صفا: ايوة ماله؟ صفا: بمعنى أنه لولا الظرف المعين ،فانه كان يعتقد ان حكم الله كذا ،لكن لأجل هذا الظرف ،يترجح غير ما يراه mohmmed ali: طيب ضمن الظرف يرى ما افتى به هو حكم الله؟ صفا: نعم mohmmed ali: هو من الاجتهاد صفا: بس هذا وجه ، هذا لو تكلمنا في الفتيا ،لكن الفكرة أننا لو تكلمنا من باب الحكم ،بمعنى ان الأقوال تعرض على العامي وهو يختار بينها ،هذا مسلك اخر،أتصور أن مستنده هو أن من يعتقد من العلماء أن قوله راجح فهو يقول بذلك ، على أنه راجح عنده ، لكنه لا يجزم أنه راجح قطعا ، وعليه ، فإن القول الذي يراه ضعيفا قد يكون هو مراد الله ،فيترك للعامي الاختيار من أقوال العلماء ،وهذا فيما أتصور مبنى الخلاف في مسألة ، هل الظاهر من النص ظاهر ظنا أم قطعا؟ صفا: والله أعلم mohmmed ali: طيب المسألة تحتاج بالنسبة لي إلى نظر صفا: أنا أيضا

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

طيب ممكن نشوفها بصورة مقالية مبسطة؟..لأني فعلا مفهمتش المقصود..

صفية الجفري يقول...

حاضر .. أعتذر عن عدم وضوح الحوار .. كنت أظنه هكذا واضح .. سأفعل إن شاء الله ، لكن أمهلني قليلا .. شكرا لك

غير معرف يقول...

جزاكما الله خيرا وزادكما علما..

صفية الجفري يقول...

آمين ..احتاج إلى دعائك كثيرا ياأخي ، محمد أيضا بقي له شهر على إتمام السنة الرابعة ، هو يمتحن الآن ، شكرا لتواصلك ، وفتح الله عليك ، وزادك من فضله