الثلاثاء، 6 مايو 2008

وحدي معك .. يارب

أن تكون صادقا مع نفسك والآخرين ، هو امتحان تكشف المواقف عن صعوبته ، ليس الأمر سهلا دائما كما كنت أظن قبلا ، أو حتى من الممكن اتخاذ تصرف حاسم فيه وفقا لمبادئك ، الأمر ليس سهلا أبدا، كيف يمكن التعامل مع النفس حينها ؟ واجهتني الأيام الفائتة مواقف أراد الله فيها أن يختبر قيمي ، أفلحت في بعضها ، و عندي عزم حقيقي على أن أنجح في جميعها ، الأمر ليس فقط له تعلق بحقوق الآخرين ، لكن بتقدير المرء لذاته، لأنه التزم بما يعتقد أنها قيم صحيحة أو حتى مرضية بالنسبة له ، بضم الميم في ( مرضية) ، قد يكون الأمر نفعيا بشكل ما ، كما أشار أخي أحمد نصر في تعليقه على ( الزواج السري إشكالات المنهج والواقع ) .. عادة يستعين المرء بأصدقائه المقربين ليتدارس معهم ما يقلقه ، ويحتاج فيه إلى مشورة ، والصديق هو من صدقك لا من صدَقك . شيختي د. شادية , وصديقتي وأستاذتي وزيرة ، شخصيتان في حياتي ، أجد البركة في استشارتهما ، أنا بهما أغنى وأرقى ، لكن بعيدا عن البعد الشخصي ، استشارة آخرين تثق في حكمتهم وقيمهم ، يجعلك أكثر فهما لأبعاد قضيتك ، كما يعينك على اتخاذ قرارات موازنة إلى حد كبير ، ومهما كان رأيهم مخالفا لك ، فالتفكير فيه بروية ، يجعلك تفكر بشكل أعمق ، وتصل إلى نتائج أكثر تعقلا.. قبل أيام ظللت يوما كاملا أعاني من آلام في البطن ، وانقباض شديد في الصدر ، لأني كنت أرفض رأيا أشار به علي بعض من أثق به ، بعدها توجهت إلى الله عز وجل ليلهمني رشدي ، فلما سلمت أمري إليه ، وفوضت تدبير حالي إلى لطفه بي، جاءني الكرم الرباني من حيث لا أحتسب ، وعرفت بركة رأي شيختي حفظها الله . وفي التسليم خير كثير كما قالت شيختي. لكن .. ليس كل الأمور تجد فيها معينا من البشر ، هنا ك أمور تشعر ولكأن الله يريد أن يجعلك فيها خالصا له ، حينها تحتاج إلى أن تتحرى أداء الفرائض لا سيما المتعلقة بحقوق العباد على وجهها الأكمل ، وتلتزم السنة في البكور ، بعد نوم جيد ، ثم تخاطبه ، هو أنيسك حقا ، وهو اللطيف بك حقا ، وهو الفتاح العليم ، الخبير الكريم ،، ومع هذه الاستعانة تلتزم الصدق في أمرك كله ، فلا تدعي منزلة لم تبلغها ، ولا تعد بما لا تستطيع الوفاء به ، بما تعلمه من حالك وضعفك ، وتجاهد نفسك لتنتقل من الحد الأدنى إلى الحد الأعلى ، وإذا استعنت بالله ، فهل تراه يخيبك ؟ حاشاه ، وهو الكريم المجيب
اللهم إن في تدبيرك ما يغنيني عن الحيل ، وإن في كرمك ما هو فوق الأمل ، وإن في عفوك ما يمحو الزلل ، اللهم فبقوة تدبيرك ، وكمال كرمك ، وعظيم عفوك ، وسعة حلمك ، صل على سيدنا محمد وآله ، صلاة يكون من بركاتها صلاح الحال ، ومن نفحاتها حسن المآل ، وارزقني بها الرقي في مدارج التقى والعلم والكمال ، ولا تجعل لي التفاتا إلا إليك ، ولا زلفى إلا لديك ، اللهم كما صنت وجهي عن السجود إلا لك ، فصنه عن الحاجة إلا إليك ، اللهم تمم علينا النعم ، وفرحنا في عافية بمحض الجود والكرم .

ليست هناك تعليقات: