الاثنين، 19 مايو 2008

كل عام وأنا راضية

اليوم الاثنين 14/5كان يوم ميلادي بالتاريخ الهجري ، لم أتنبه لذلك إلا الساعة الثالثة من فجر الثلاثاء ، كما لم يتنبه أحد
ممن أحب إلى ذلك ،أتممت (35) عاما ،، حسنا كل عام وأنا (راضية ) ، كما كتبت العزيزة هبة وقد كانت اول من هنئني السنة الماضية في الساعة 12 من تاريخ ميلادي وفقا للسنة الميلادية،وهي لفتة فرحتني بجد

والآن بعد (35) عاما ، أجد أمورا كثيرة ، قد أنضجتها في داخلي السنون ، على مستوى التفكير ، وعلى مستوى التعامل الإنساني ، والأجمل أني بت قادرة على التعامل مع أمي -حفظها الله وجزاها عني خير الجزاء -بطريقة تجعلها ( راضية ) عني ، وأني اكتشفت أن الإصرار على انتزاع الحقوق بنفس متمردة حانقة ، يؤخر كثيرا الحصول عليها ، خاصة مع من يحبوننا ، ويخطئون طريقة تواصلهم معنا ، وتعبيرهم عن حبهم لنا ، نحتاج إلى عزيمة على الاستيعاب ، والتغاضي ، وخفض الجناح ، لننال سلاما نفسيا لا تعوضه كل حقوق الدنيا ، وننال معه حقوقنا وزيادة ، سكينة ومحبة وأنسا..

في ( 35) أنا مقبلة على أمور مهمة ، فالتتلمذ على يد الشيخ علي جمعة حفظه الله كان أملا ، أكرمني الله بتحقيقه الآن في مرحلة الماجستير ، التي أدعو الله أن يكرمني بتمامها على أحسن الأحوال وأنفعها ، لكن عوارض نفسية تحول بيني وبين كمال المثابرة

في ( 35) أمور كثيرة تحتاج عندي إلى مراجعة ، على المستوى الشرعي ، والإنساني أيضا، وأنا فيها حائرة ، أستلهم فتح ربي ,,

في ( 35) أحتاج إلى أن تظل بداخلي شعلة متوقدة ، تجعلني أكثر إنجازا ، في مكتبتي كتب ومجلات مهمة ، أكتفي بنظرة ( حب ) لها ، كل يوم ، لكنها لا تجعلني أتجاوز ذلك إلى قراءة متشوقة ، ملتهبة ، تجعلني أتمها ، فقط أجاثا كريستي تجعلني لا أترك رواياتها إذا شرعت فيها..

في (35) بين يدي كتاب تفسير النصوص في الفقه الإسلامي ، الذي لم أفلح في إتمام الجزء الأول منه ، وملل يتسلل إلي بعد كل بضع صفحات ، رغم حبي لموضوع الكتاب ، ولطريقة تناول الكاتب !

في (35) أشعر بمسؤولية أن أقدم لنفسي وللناس شيئا نافعا ، لأني أجد أن الله أكرمني حقا بما يمكنني من ذلك ، لكني أشعر بإحباط من كسلي ، وروحي المتراخية ...

في( 35) أدعو الله أن يعطيني حماسا كان قد من به علي قبل سنوات طويلة ، حماس قد جعلني أتفوق في دراستي ، وأتذكر ( الله عودك الجميل فقس على ما قد مضى ) ، وأفرّح نفسي بكرم الله ..

في( 35) أجدني غير قادرة على كتابة سطور متماسكة ، لكني مع ذلك لا أريد أن تمر هذه المناسبة بدون كتابة ..

بعد (35) في هذه اللحظة أشعر برغبة في البكاء ، لا أعلم سببها .. وأشعر بقلق من موضوع البحث وخطته ، لست قادرة على التعامل معه ، وأشعر أني أريد سلاما كاملا .. وأجد أني أفتقد إلى ما يجعلني قادرة على فهم نفسي ، والحكمة في التعامل معها ، والإقبال بهمة على ما ينفعني ..

وبعد (35) أستغفر الله من قول بلا عمل ، ومن تقصير، ومن سوء خلق ، ومن كل ذنب علمته أو غفلت عنه ، وأستغفره من ظلم لنفسي أو لأحد من عباده ، وأسأله تعالى أن يتجاوز عني، ويرزقني صلاح النيات ، والتحلي بأخلاق الثقات ، والبركة فيما مضى ، وفيما هو آت، في عافية ، وأن يغفر لكل من عرفت ، وأن يكرم ، والديّ ، وأهلي ، ومشايخي ، وأحبائي، وكل من أحسن إلي ، أو أسأت إليه، كرما عظيما في عافية ، يبلغ به أعلى الدرجات، دينا ودنيا ، وأن يتجاوز عمن أساء إلي ، ويحجزه عن ظلمه ، ويهديه إلى سواء السبيل، وأن يرزقني رزقا لا منة لأحد علي فيه ، ولا تبعة يوم الحساب .. اللهم صل على سيدنا محمد صلاة ترضى بها عني وعمن يقرأ كلماتي هذه يا أرحم الراحمين ..

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

كل عام وأنتم بخير، وفقك الله وسددك :)
متأخر أيضا كالعادة..عذرا لك..

غير معرف يقول...

كل عااام وانت الى الله اقرب والى الناس انفع
ولي صديقة رائعه كما تعودت
واكيد بتسامحيني لاني مااعرف وتقصير منك انك ماعرفتيني بتاريح ميلادك..
كل عام وانت بخير صفا
فوز

صفية الجفري يقول...

بجد شكرا على كلماتكما الطيبة .. ومعذورين طبعا .. ما عليكم شيء أصلا .. الله يسعدكما ويبارك فيكما .. ويؤنسكما بمن تحبان دوما