الأحد، 1 يونيو 2008

سامحك الله د. جورجيت .. فضفضة مسائية

بكل حماس لم يقف في وجهه أن إنجاز خطة بحثي لا بد أن يتم خلال الأسبوع القادم على أكثر تقدير ، اقتنيت كتاب " الطبقات الاجتماعية " تأليف يانيك لوميل، مفتش عام في معهد الدراسات الاجتماعية والاقتصادية في بباريس ومدير مختبر علم الاجتماع الكمي لمدينة كريست التابع للمعهد المذكور ، وترجمة د. جورجيت حداد باحثة لبنانية تقيم في فرنسا . الكتاب من الحجم الصغير ، ضمن سلسلة نصوص لدار الكتاب الجديد. ولم أنتظر حتى أذهب إلى البيت لأقرأ ، بل شرعت في القراءة وأنا في مكتبة جرير ، ثم وأنا أنتظر فاطمة أختي وهي تكمل جولتها في يو تو.. لكني أحبطت حقا ، لحد الرغبة في البكاء، فلغة الكتاب صعبة ، والصفحات التي تصفحتها وأنا في جرير من الثلث الأخير للكتاب كانت مشجعة نوعا ما ، لكن هذا التشجيع يتراجع مع اللغة الصعبة للكتاب . حسنا لن أقرأ في الكتاب الليلة ، لكني قطعا سأهديه لمن سيجده ممتعا ومفهوما ، حد دماغه عالية .. ويمكن أن يكون طيبا معي ليشرح لي خلاصة الكتاب .. اشتريت الليلة مجموعة من الكتب أنا سعيدة بها ، أولا مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية من إصدارات جامعة الكويت تتضمن أبحاثا وجدتها مهمة ، أكثر ما لفت نظري بحثين : احدهما القرآن الكريم وتنية الوعي بالتاريخ ، والثاني العقل دراسة مقاصدية في المحافظة عليه . اقتنيت أيضا كتاب : مفهوم الحرية في الإسلام تأليف : فرانز روزنتال ترجمة د. رضوان السيد ، ود.معن زيادة ، وقد أعجبتني المقدمة النقدية لمنهج المؤلف . وأخيرا كتابين من إصدارات المدار الإسسلامي أحدهما بعنوان السلطة المذهبية التقليد والتجديد في الفقه الإسلامي ، ونشأة الفقه الإسلامي وتطوره ، والكتابان للدكتور وائل حلاق ، وتصفح عابر للكتابين ، جعلني لا أقاوم شراءهما ، كما أن موضوعهما مما سيخدم بحثي . غدا لدي دورة في " منهج دراسة الحالة " أرجو من كل قلبي أن تكون مفيدة ، وألا تكون مخيبة للآمال. قبل أن أختم حديثي المبعثر هذا ، فكرت الليلة كم هو مفيد ، أن يمارس المرء استقلاليته ، ويعرف جيدا ما الذي يمكن أن يجعله أفضل ، والأهم من ذلك يعرف كيف يصل إليه بهدوء .. من الأمور التي أبهجتني الليلة سيدة في منتصف الثلاثينات ، أنيقة جدا ، تلبس عباءة ملونة أقرب إلى الفستان منها إلى العباءة ، تسير مع طفلها الصغير ، وتبتسم في سلام يشع كهالة حولها ، فكرت أن أشكرها على روحها الطيبة التي أهدتني انشراحا في صدري ، وأحجمت عن ذلك في آخر لحظة ، ربما لأن فاطمة معي ، وهي عادة ترى أن بعض تصرفاتي مثيرة للحرج والتعجب . فكرت كيف أن حينا ، حي الجامعة لم يعد ذلك الحي ( المنغلق) ، الذي لا تجد فيه سوى نمط واحد من الحجاب ، وتغطية الوجه ، أصبحت ترى فيه امتزاجا يعبر عن روح مجتمع جدة ، وشكرا للجامعة بلازا فلولا هذا المركز الصغير الأنيق النابض لما رأينا هذه الصورة المعبرة حقا عن تنوعات الناس في حينا ، فالأسواق الشعبية كان لا يزورها إلا فئات من أهل الحي ، والبقية كان تسوقهم في شما ل جدة حيث يتراجع الشعبي لصالح الأسواق الجديدة .

ليست هناك تعليقات: