السبت، 23 أغسطس 2008

يا هادي

إحدى صديقاتي قالت لي مرة : أؤرخ لذاكرتي العلمية بما قبل الحمل ، وبعده ، قالت : إن الحمل والولادة والتربية يستنزف كل ذلك الكثير من الذاكرة ، حسنا هذه ليست دعوة مضادة للزواج والحمل أبدا ، لكني متأثرة تماما بمهرجان الطفولة الذي احتضنه بيتنا اليومين الفائتين ، اكتشفت أن لدي قدرة جيدة عموما في استيعاب الأطفال ، والتعامل الرائق معهم ، عرفت ذلك من ( الحضن الجامد ) الذي احتضنتني به زينب بنت عمي وبنت بنت خالتي في نفس الوقت ، قرابة زينب المعقدة لي جعلها تتردد بين عدم مناداتي ، وبين مناداتي بخالة ، واستقرت أخيرا بعد الاقتراب النسبي الذي تم بيننا اليومين الفائتين إلى أن تناديني بخالة ، زينب في العاشرة من عمرها ، وكسب قلبها كان مطمحا لي ، هي وأختها فاطمة
اليوم ظهرا قال لي عمر ابن أختي- عمره سبع سنوات-: سننام الليلة عندكم يا خالة ، قلت له : ايش رأيك مش تنام عند ماما أحسن ؟ نظر لي بهدوء وتأثر وقال : يعني يا خالة ما تبغينا ننام عندكم .. اكتسح قلبي بنظرته وكلمته ، احتضنته وأنا أقول معتذرة : طبعا أحب تناموا عندنا حبيبي .. وحاولت أن أعوضه عن قلة ذوقي الذي اكتشفها بقلبه الصافي أحب الأطفال ، وقلبي يخفق رحمة لهم ، وأحب فكرة أن تصرفي الرفيق معهم سيبني شيئا جميلا في داخلهم ، أفكر في ذلك وأنا أتصرف معهم ، وأحمد الله على المكاسب التي أجد ثمرتها في ابتسامتهم الصافية ، لكن ، ولا بد من لكن هنا ، يبدو أن نمط حياتي القائم على رفقة النفس ، يجعل التواصل المستمر لساعات طويلة أمر مجهد جدا ، سواء كان مع الكبار أو الصغار بعد هذين اليومين ، أجد ( دماغي بيضا خالص) ، أحتاج فعلا إلى تجديد علاقتي بالبحث الذي أعمل فيه ، يفترض أن أذهب إلى النوم الآن ، لكن ( مش هاين ) علي أنام ، وأترك خلوتي بنفسي
رفقة النفس.. كم هو مهم أن تكون صحيحة ، لكي تعطي نتائج إيجابية ، تحدثنا أنا وفاطمة عن ترتيب الأولويات في حق النفس، وكيف يكون درء الرهق النفسي مقدم على الحرص على تواصل مع من ينهكك نفسيا التواصل معه ، الأمر دقيق فعلا ، الموازنة بين حق النفس وحق الآخرين ، مع حرص المرء على أن يكون ( حسن الخلق) ، صفاء ، ونقاء، وبرا ، وعطاء ، المسألة معقدة ، اللهم إني أسألك باسمك الهادي أن تهدينا إلى ما يرضيك عنا من خلق حسن في عافية .. شكرا لوقتكم

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

لهذا كان من رحمة الله اختراع الهاتف .. يوفر الكثير من الوقت وهو وسيلة فعالة للقضاء على كثير من الارهاق النفسي الناجم عن المقابلة وجها لوجه .. اكتشفت من تجربتي مع الاطفال انه يمكن السؤال عنهم بالهاتف كما الكبار :)

بالمناسبة يمكنك ايضا تمضية الكثير من الوقت معهم دون الشعور بالذنب .. جربي ركوب المواصلات العامة في زيارتك لبيت اقاربك وفي يدك جزء صغير من بحثك تقرأين فيه .. مع الوقت ستدركين ان القراءات السريعةاثناء المواصلات او الانتقال مفيدة جدا

وفقك الله وسدد خطاك

تحياتي من ماناساس البلد

صفية الجفري يقول...

أولا : مرحبا بك .. غبت طويلا .. وكل سنة وانت في خير وعافية
ثانيا : نعم التلفون وسيلة جيدة للتواصل مع الكبار والصغار لكنه لا يغني أبدا عن اللقاءات المباشرة .. فضلا عن كونه من الممكن أن يكون وسيلة مزعجة حال طول المكالمات
لا نمتلك هنا ترف ركوب المواصلات العامة فضلا عن كون القراءة في السيارة مثلا مزعجة جدا بالنسبة لي
ولها أضرارها على النظر كما سمعت مرة
المهم أيام الازدحام مهمة رغم دوشتها هي فعلا تخلق جسورا جديدة ، وأعتقد أن ميزاتها أكثر من إزعاجاتها غالبا
ومرة تانية مرحبا بك ولا تنساني من صالح دعاك

صفية الجفري يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.