الخميس، 22 فبراير 2007

هل المشركون سلف البيهقي والنووي وابن الجوزي؟

هذا هو عنوان مقالة الأستاذ رائد السمهوري في جريدة عكاظ ، ملحق الدين والحياة ، يوم الخميس 27محرم 1427هـ الموافق 15 فبراير 2007م ، المقالة مهمة ليس في مضمونها فقط ، والذي سبق التطرق إليه من كتاب أخر ، لكن أهميتها هي تجديد الحديث حول هذا الموضوع بأسلوب هادئ ورصين ، فمناهج الدين و الخلل العلمي والتربوي الذي تتضمنه ، تحتاج إلى كتابات كثيرة لتكون زخما يغربل العقول التي طالما جمدت على النهج الأحادي .. وفي هذا السياق كتبت قبل أكثر من سنتين عن الاختلاف في ظنيات العقيدة هذه السطور ضمن ذكرياتي عن دراستي الجامعية في المكلا:
غفر الله لي " فقد شعرت بنوع تشف لما علمت أن (السلفيين ) خاصة أتباع مقبل الوادعي يلقبون في المكلا وقراها بـ (أهل البدعة ) عند العامة ممن لا يرتضون منهجهم ..فقد ذقت المرار في بعض مدارس تحفيظ القرآن في جدة من الفكر الأحادي... قال تعالى : ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ) . . الأمر بالصبر هنا عظيم الدلالة ، وفيه إشارة واضحة لأهمية تحرير النية، هل نحن حقا ننافح عن الحق الذي نعتقده ، وندين به لله عز وجل ؟ أم هي أهواء نفس تحول بيننا وبين لازم صدق النية من صفاء قلب ، وكمال حرص على من تربطنا بهم كلمة التوحيد ، فيكون حالنا معهم مقابلة السيئة بالإحسان ، والغلظة بالرفق، والنزق بالصبر و التألف ؟ إذن فأية مشاعر سلبية تجاه إخواننا في الدين هي مرض حذرنا الله منه ، وأمرنا بمجاهدته صابرين على مشقة ذلك .. سمو أخلاقي واجب لا مندوب .. لا يسعنا إلا التحقق به لكيلا نفشل ونجبن و ننهزم ... هذه الروح ربينا عليها في جامعة ( الأحقاف ) ، وأصلت في عقولنا علميا وأخلاقيا ، في مادة أصول الفقه مع فضيلة الدكتور بابكر الخضر يعقوب درسنا اختلاف العلماء في مفهوم السنة ، ثم البدعة تبعا لذلك ، وحيث وجد الاختلاف فلا بد أن يرتفع أي نزاع ، فالظنيات تسع الجميع .. وفي مادة ( العقيدة ) كان الأستاذ الفاضل يحى الحمزاوي – وكان اندونيسيا تخرج من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأحقاف في تريم - حريصا على أن نخرج من دراستنا لهذه المادة بفكرة رئيسة وهي أن العقيدة منها ما هو قطعي (يقول الشيخ أحمد الكبيسي أن القطعي تجمعه الصفحة الأولى من سورة البقرة ) وهذا لا يقبل الاختلاف.. ومن العقيدة ما هو ظني وهذا يسع كافة الطوائف الإسلامية ، فالوحدة هي الفريضة الأولى . وجهنا الأستاذ يحى لقراءة مجموعة من الكتب التي تخدم هذه الفكرة .. ((أما الروايات التي روت أحاديث افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا فرقة واحدة .. فمطعون فيها متنا وسندا ، وهي من الخطأ الذي وقع فيه الرواة وأتباعهم ..)) هذا بعض ما ورد في كتاب( الوحدة الإسلامية ) للعالم الجليل السيد محمد بن أحمد الشاطري ، وفيه الكثير النافع الذي يؤصل لفريضة الوحدة ... أما كتاب ( قراءة في كتب العقائد .. المذهب الحنبلي نموذجا ) للدكتور حسن المالكي وكان مدرسا في إحدى جامعات الرياض ، فقد كان هذا الكتاب نموذجا ممتازا تعلمنا منه أدبيات الإنصاف ، ففي الكتاب بعض ما لا نرتضيه أصوليا وفقهيا بل وعقديا أيضا لكنه أيضا قد فتح لنا آفاقا جديدة في الفهم ، و احتوى على تأصيل متميز لبعض القضايا العقدية لا سيما قضية قبول الآخر ممن يخالفنا في ظنيات العقيدة لكن تبقى مسألة التخصص المتمكن في ترسيخ هذه المفاهيم ، لأن العموميات هنا لا تكفي، كشف لي أهمية ذلك حوار طويل مع أخ سلفي من المغرب ، وهو عقلية ممتازة ، بارك الله فيه ، هذا من واجب الوقت .. والله المستعان

ليست هناك تعليقات: