الثلاثاء، 28 ديسمبر 2021

وتواصوا بالمرحمة

 

جاء في الحديث الصحيح : إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخَر، حتى تختلطوا بالناس؛ من أجل أن ذلك يحُزنه". قال النووي : وإدخال الحزن على قلب المسلم حرام .

‏وجدتني أتأمل في الحديث من زاوية جديدة عليّ، لم يوجه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الخطاب إلى الشخص الثالث أن عليه ‏أن يحترم حاجة الجالسَين معه إلى الانفراد بحديث خاص، وأن عليه أن يكون قويا مستغنيا حسن الظن بهما .

جعل الحديث الشريف احترام المشاعر جزءا مهما من التفاعل الإنساني، وجعل هذا الاحترام جزءا من (الحكمة ) وكمال العقل والدين ، وحرّم إهمال هذه المصلحة ‏مصلحة الحفاظ على قيمة الود ، والسماحة، واحترام مشاعر الآخرين ، وذم (تهميش ) الآخرين ، ونبذهم ، والتعامل معهم كأنهم غير مرئيين ، لقد حرّم الإسلام ذلك ، وجعل فعله فسادا في العقل والدين ، فإذا كان هذا المعنى واجب الاحترام في حق عموم الناس ، فهو في حق ذوي الرحم والأبناء والأزواج أولى ‏وتألم الزوج من إهمال شريكه في الحياة ، هو شعور معتبر ، وهو أذى وضرر بيّن ، يؤذي الروح ، ومطالبة المتألم بالاستغناء ، والإعراض ، والتركيز فيما ينفعه، ووصمه بالضعف إن لم يفعل ذلك ، ضلال في التفكير شرعا وعقلا .

الاحترام والسماحة والود ضرورات إنسانية إهمالها فساد .

 

ليست هناك تعليقات: