السبت، 19 مايو 2007

أوهام مصرية عن المرأة السعودية

كتبت عن هذا الموضوع في " أنا بين جدة وحضرموت ومصر " وها أنا ذي أعيد الكتابة فيه تفصيلا ، بعد أن دفعني لذلك حماس العزيزة " كوثر الخولي "-المحررة المسؤولة عن النطاق الاجتماعي بشبكة إسلام أون لاين – لفكرة "الأوهام المصرية عن المرأة السعودية"

وهذه هي المقالة التي نشرت اليوم في صفحة حواء وآدم في إسلام أون لاين

أوهام مصرية عن المرأة السعودية

كان خبير (المكياج) -في برنامج يعنى بالزينة في قناة مصرية خاصة -يضع طبقات كثيفة من الألوان على عيني ( الموديل ) ، باعتبار أن الفتاة الخليجية تغطي وجهها عدا منطقة العين ، ومن ثم تهتم بإبراز هذه المنطقة وتجميلها ،وكانت إضافة الألوان تتم بصورة بدت لي لا نهاية لها ! إلى أين يمضي ؟ وأي صورة هزلية يحملها هذا الخبير عن الفتاة الخليجية ؟ . في السعودية الخروج بمكياج للعين بهذه الصورة يعد خروجا على الآداب العامة، بل السائد إما كشف الوجه أو تغطيته عدا العينين مع مكياج خفيف للعين إن وجد . ما يحصل من بعض المصريين هو اختصار الفتاة السعودية في نمط معين ، وقالب جامد، في تغييب للحكم المنصف، والتعامل مع الثراء الإنساني الخاص بكل فرد

تنميط مصري

تعاملت مع مصريين على عدة مستويات ، ومن أجيال مختلفة ، بعضهم يعيش في جدة وبعضهم في مصر ، وكان القاسم المشترك بين بعضهم هو الذاتية المصرية – إن صح التعبير - تلك الذاتية التي تحجزهم عن التواصل المستكشف الذي يقدر الاختلاف، ويحتفي به، فضلا عن عدم قدرتهم على تجاوز رؤيتهم الخاصة للحياة باعتبارها الرؤية الأمثل التي ينبغي أن تحاكم إليها ثقافات الآخرين. وهذا نجده حتى عند بعض المصريين الذين يعيشون في المجتمع السعودي ، والجهل عند هؤلاء يكون مركبا ، لأن الصورة التي ينقلونها تكون مستندة إلى اعتقاد النظرة العليمة بتفاصيل الحياة في المجتمع السعودي ، وهم في الحقيقة لا يرون إلا أمورا مجتزئة ، يصدرون من خلالها أحكاما تعميمية. على مستوى التعليم مثلا ، كيف يمكن للأستاذة الجامعية أن تؤثر في طالباتها إيجابا وهي تتعامل معهن على أنه لا فائدة ترجى من توجيههن ، لأنهم لا يهتمون إلا بما هو سطحي وفارغ المضمون، ولأنهم نتاج بيئة جاهلة ومتخمة ماديا أفرزت نفسيات لا أمل في إصلاحها ،هكذا كنت أرى تعامل بعض الأستاذات المصريات في إحدى الجامعات السعودية(ولا يعني ذلك عدم وجود نماذج ممتازة من الأستاذات المصريات خلقا وعطاء علميا)، نعم هناك تجاوزات من الطالبات ، وهناك خلل في المفاهيم عن التعليم وأهميته كغذاء للروح والعقل ، لا شك في ذلك ، لكن ما هو دور المعلم ، أليست التربية هي الدور الأساس ؟ وكيف يمكن القيام بهذا الدور إذا كان المعلم يتعامل بنفسية مترفعة ، مزدرية للطالب ؟ وقد جمعتني دورة تدريبية بإحدى الفتيات السعوديات ، كانت أكثرنا تألقا بذكائها ودأبها ، وعرفت فيما بعد – من غير طريقها- أنها تعول أسرتها لوفاة الأب ، وتقوم بالادخار من مرتبها لتطوير قدراتها ، قالت لي : كنت فيما مضى لا أكن احتراما للمصريين ، ففي الجامعة صادفت نماذج تعاملنا بترفع، صدني عن الاستفادة والتعلم الحقيقي، وهذا لم يكن صوابا بالطبع ، لكني لم أدرك ذلك حينها ، ثم غيرت نظرتي إلى المصريين الفضائيات المصرية ، متابعتي لها علمتني أن أحترم هذا الشعب ، ولا أقع في التعميم ذاته الذي ظلمني ، والذي عوملت وفقا له كجزء من صورة تنميطية كل السعوديات يشتركن فيها .

التغيير لا ينافي التقبل

وعلى مستوى الاستشارات الأسرية والاجتماعية ، نجد أن الصورة التي تعالج على أساسها المشاكل الواردة من السعودية عند بعض المستشارين المصريين هي ذات الصورة التنميطية ، وهذا لا يضر فقط بفهم المستشار وحكمته ، ولكن يضر بالمستشير حين يجد نفسه تبعا للحلول التي تقدم من مستشارين لهم ثقلهم متخاصما مع بيئته الخاصة ، وثقافته ، وسعيه للتواصل معها هو سعي الناقم عليها ، لا المتقبل لها- وتقبل وجود الخلل لا يعني الرضا عنه أو عدم السعي لتغييره - المدرك لجمالها كما ارتباكاتها . من ذلك الصورة السائدة عن المجتمع السعودي من حيث ضيق أو انعدام مساحة المجال العام الذي يتعارف فيه الجنسان بالضوابط الشرعية ، هذا موجود نعم وإن كانت هذه المساحة اتسعت في الأعوام الأخيرة ، مع اتساع مجالات عمل المرأة ، وكذا كثرة النشاطات التطوعية والثقافية التي يشترك فيها الجنسان ، الفكرة التي يتم طرحها غالبا هي وجوب الوصول بالمجتمع السعودي إلى هذه الصورة (صورة المجال العام ) ، وشقاء الشباب من الجنسين إلى أن يوفقوا إلى تغيير طبيعة مجتمعهم ، وهذا غير حكيم في تقديري ، رغم أني أعتقد أن فكرة المجال العام هي النموذج الإسلامي الصحيح وعدم تمكنها في شرائح كثيرة في المجتمع السعودي هو خلل إلا أن هذا الخلل يمكن التعامل معه بعيدا عن الدرامية والتضخيم ، الذي يفقد الشباب توازنه ، وقدرته على التعامل المتبصر معه دون سخط يمنعه من الإحساس الإيجابي بحياته ، والمرونة في تغيير ما يراه سلبيا كما هي الحياة في كل المجتمعات . كثيرات من السعوديات يرفضن التضييق في حقوق لهن فيها سعة شرعا ، لكن هذا التضييق هن يفقهن تماما أنه جزء من حياة يحببنها ، ويحببن أن يتعاملن مع جوانبها المختلفة التي يرضين عنها وتلك التي لا يرضين عنها ، لأنهن مرتبطات بها وجدانا وملامحا ، ربما لو لم تكن كذلك لم يكن ليحببنها أو يشعرن بهذا الانتماء إليها . في نمط الحياة الجداوي قد تفتقد السعوديات إشراق مساحات فيه لكن هذه العتمة لا تخل بجماله الخاص ، ومساحات الهدوء والألفة ، وعبر هذه المساحات تتكشف آفاقا مديدة عبر مرونة الحياة في جدة، هذه المرونة التي تتجاوب مع من يحسن التعامل معها ، وتحرم من فضاءاتها المتشنجين روحا وفكرا. حقوق بلا سكينة أنا هنا لا أهون من شأن السلبيات الحاصلة في مجتمعنا، لكني أنبه على أن تنميط حياة المرأة السعودية وفقا لها ، فيه جهل مستتر بسنة حياتية لا ينفك عنها مجتمع إنساني ، وهي نسبية الحقوق ، تبعا للثقافة والزمان والمكان، والأهم من ذلك هو العلاقة الوثيقة بين روابط الود والإحسان والفضل وبين الحقوق وتحصيلها، فعدم تطبيقنا لكامل قناعاتنا وتنازلنا عن بعضها تطبيقا لا فكرا أو تعبيرا ، لا يعد كبتا أو غبنا أو قهرا كما قد يلتبس على البعض ، بل قد يكون تحققنا بذواتنا في حفظ ودنا لأهالينا ، واحترامنا لأعراف مجتمعنا ، وترفقنا في الحديث عما نعده توعية وتبصيرا دون اصطدام أهوج أحمق يطيح بالقيم النبيلة ، ويغيب فيه أن لدفاعنا عن حقوقنا وتمسكنا بها ، أخلاقا ، إذا لم نشبث بهذه الأخلاق تشبثنا بحقوقنا ، فإننا سنتحصل على حقوق جرداء لا روح فيها ولا سكينة .

قناع اجتماعي

تواصلت مرة مع إحدى المفكرات المصريات التي أجد كتاباتهن نموذجا للفكر المتزن، وكنت أحدثها عن مقدار تأثري بكتاباتها التأصيلية ، وفي ثنايا الحديث قالت لي : لم لا تزورينا في مصر، وأضافت بنبرة تجمع بين السخرية والشفقة: أم أن السفر بدون محرم حرام؟ لم أفهم حينها لم تتحدث بهذا الأسلوب ؟ وكيف أنها لا تهتم ولو تجملا بوضع قناع اجتماعي في تعاملها مع قارئة مهتمة بكتاباتها، فتتحدث إليها بطريقة فجة لا ترى فيها عوجا. وبعد تجارب مماثلة حدثت لي ولبعض من أعرف اكتملت لدي الصورة ، هناك خلل حقيقي في النظرة المصرية للمرأة السعودية ، وهذا الخلل نجده عند بعض النخبة أكثر تمكنا، فبدلا من أن توضع سمات المجتمع السعودي، في موضع النظر المتأمل ، والاحترام اللائق بثقافة مختلفة فروعا لا أصولا -نظرا لوحدة الدين- فإن كل هذه الأمور تهدر مقابل التعميمات التي تحجب بغشاوتها نور الفهم عن العقل والقلب . ولو تم التعامل مع المجتمع السعودي بروح التعارف على الجوانب المختلفة لديه ، فإني أعتقد أنهم سيكسبون حينها نظرا أعمق ، وروحا أكثر ودا وجمالا ، ومعلومات أكثر ثراء وتنوعا . والله أعلم

رابط المقالة

http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1178724264930&pagename=Zone-Arabic-AdamEve%2FAEALayout

هناك 15 تعليقًا:

سكينة يقول...

أكره جميع الصور النمطية فهي تعكس ضيق أفق وحرمة شرعية لمن يتقى الله في قوله وعمله. وللأنصاف يمكن أن نقول أن هناك صور نمطية سعودية أكثر قتامة لباقي الشعوب العربية لا المصرية فقط وعندها قد يكون السبب في بناء مثل هذه الصورة لدى المغتربين الدفاع عن أنفسهم بإظهار وتضخيم عيوب الآخر
لدينا في السعودية صور نمطية موجهة لبعض الفئات وكذلك في باقي الدول العربية التي تحتوى ثقافات فرعية بعضها عربي والآخر غير عربي.
قد تكوني محقة فقط في معرة وجود مثل هذه الصور لدى المختصين والمتعلمين

سكينة يقول...

صفية تطالبين بالعدالة والموضوعية وتضعين شروطا على قبول التعليقات

عبيد يقول...

أختي الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يحزنني -كمصري- أن يكون الحال كما ذكرت في مقالتك، ولكن وقبل أن أهتم بالتحيز او التعصب، فأنا أقر بكل حرف في مقالك، فالأمر كذلك بالفعل، بل وأشد.

ولكني أنظر إليه من زاوية اخرى..
ففي رأيي أن هذا المرض -ودعيني أسميه بالمرض- هو مرض جماعي نشترك فيه جميعا نحن العرب. فلم يبذر فينا منذ الصغر قيمة الاختلاف والحوار، وعدم التعميم الجائر، رغم أن ذلك من أساس ديننا الحنيف.
الأمر متبادل .. والعلة واحدة.
فالمصريون يسخرون من الخليجيين.ويرون فيهم المال دون العقل.

والخليجيون يرون فيهم الغطرسة رغم الفقر، والبعض يرى فيهم الانحراف والعهر.

وما يقال عن هذا الثنائي يقال عن كل مجتمعات العالم العربي، بدءا بحالة الشقاق الأزلى بين المشارقة والمغاربة، مرورا بالأقاليم الجغرافية (الشام، الخليج، السودان) وحتى داخل الأقليم الواحد (نموذج عمان داخل الخليج) بل والأدهى، المدينة داخل الدولة الواحدة (مثال ما تتصف به مدينة معينة داخل مصر مثلا بصفات مثل البخل، أو الغباء او الخبث، وهكذا).

ما أسهل التعميم في مجتمعاتنا يا أختي الفاضلة..

في المطار على سبيل المثال.. ما أسهل أن تستمعي إلى عبارات مثل..
- يا اخي إنتو المصريين هكذا ..
- همه الكوايتة كده ...
- يحق لك ما انت ......
- ....................
إلى آخر ذلك من التعبيرات التي من المؤكد أن تعرفين عنها بقدر ما اعرف.

نظرة بسيطة إلى الفضائيات وما يطرح فيها من قضايا، وما يتم عليها من نقاشات وسجالات، تؤكد لك ما أقول.

لقد أصبحت أكثر المشاهد تشويقا، والتي تستخدم للترويج للبرامج "الحوارية" مشهد الضيف وهو يغادر الاستديو، هازئا بكل الحضور، وهازئا بكل قيم الحوار.

لم نتعلم بعد أنه لا تزر وازرة وزر أخرى.
لم نتعلم بعد أن للروح بصمة كبصمة الإصبع، لا تتكرر.
لم نتعلم بعد كيف نختلف ولا نتشاجر.
لم نتعلم بعد كيف نتكامل ولا نتنافر.

لذلك فلم يعد من المستغرب أن نصل إلى ما وصلنا إليه، ولم يعد من غير المتوقع أن نصل إلى ما هو أبعد، إلا أن يرحمنا الله برحمته.

الأمل فيك -وفي أمثالك- كصاحبة كلمة -ولو على مدونة شخصية- يمكن أن تصل إلى شخص فتغير فكره.
الأمل فيك -وفي أمثالك- كأم تربي أولادها على قيمة الحوار، وأن يستمع أكثر مما يتكلم.

الأمل موجود .. ولكن يحتاج إلى من يظهره.

تحياتي لك ولكل مجاور لأشرف الخلق صلى الله عليه وسلم.

أحمد عبيد
إسلام أون لاين.نت

غير معرف يقول...

أتفق معك ياسيدتى فيما طرحت عما يحمله المصريون من أفكار مسبقه يعتقدون انها من المسلمات٠ ولكن أليس هذا حال كل شعبنا العربى من المحيط الى الخليج كما ضربت المثل بهذه السيده السعوديه التى غيرت نظرتها للمصريين وما معامله بعض الخليجيين السيئه للأجانب ومنهم المصريين ونعتهم بأكله الفول و الطعميه بخاف عن النس٠ وليست هذه الأفكار مقتصره على الظن فى مواطنى الدول الأخرى بل نجد مواطنى الدوله الواحده يحملون أفكارا مسباقه عن مواطنين من بلدهم يسكنون منطقه أخرى والمثال على ذلك ما يظنه اهل شمال مصر باهل الصعيد٠إذا المشكله ليست فى السعوديه أو مصر بل كما ذكرت فى عدم ثقبلنا للآخر٠

صفية الجفري يقول...

إخوتي الكرام
بداية أشكركم جميعا على القراءة والتعليق ، وأوافقكم أيضا فيما ذهبتم إليه من أن الخلل عام ، والنظرة التنميطية موجودة بشكل تبادلي ، ومرد ذلك غياب قيم الإنصاف وحسن الظن والرفق ، غياب تشكل هذه القيم الثلاث كمنظومةة متكاملة
وواجبنا أن يذكر بعضنا بعضا بذلك ، وان نجتهد في تحقيق فريضة الوحدة . ولست أبرىء نفسي من القصور لكن أسال الله السداد وصلاح العمل
وبالنسبة لملاحظتك أختي سكينة حول التعليقات ، فقد وردتني تعليقات تضمنت مواقع إباحية ، وكلام غير لائق ، فآثرت ان أراجع أي تعليق قبل نشره لئلا ألطخ مدونتي بالقذر . أما ما سوى ذلك ممن التعليقات فلن أحجبها ولو خالفت رأيي وهذا التزام لن أحيد عنه إن شاء الله .

Eric Matt يقول...


جزاك الله خيرا

اليوم صباحا اطلعت عليه في متابعتي اليومية لاسلام اونلاين و أحمد الله أنه كان لي الشرف في قراءته من قبل

لا تطيلي الغيبة

تحياتي لك من ماناساس البلد

غير معرف يقول...

اشكرك على طرح هذا الموضوع.واسمحي لي ان اعلق عليهزبداية ان ضد الصورة النمطية التي يحملها المصريون تجاه المرأة السعودية ودعين اقول ان عنوان الموضوع يحمل صورة نمطية ايضا ( اوهام مصرية عن المرأة السعودية) . هذا العنوان ايضا يكشف عن تلك الصورة النمطية التي يحملها السعوديون عن المصريين والني لمستها بنفسي وعن تجربة استمرت 12 سنة . لمستها في المدرسة من زملائي ومن جيرانناالسعوديين فنحن في نظر الكثير نعبد المال , وليس لنا نحن الاجانب وقد اسهمنا بنصيب الاسد في عملية التنمية التي شهدها المجتمع السعودي الا بعض المال وليس من حقنا الالتحاق بالمدارس والجامعت - هذا ما قاله زميلي في الدرسة صراحة - هكذا كلناومصر بلد العهر والفجور والازهر هذه المؤسسة التي يعترف بفضلها المسلمون في نظر استاذي في المدرسة (سعودي) اشعري وعقيدته فاسدة ,وكثير من الصور التي ترقى الى العنصريةالتي كنت اخشى على اسرتي منها .وقد ذكرت الاستاذات المصريات والصورة التي يحملونها عن الفتاة السعودية وان شئت اذكر لك ما تعرضت له اختي من مدرستها السعودية ولن اذكر اكثر من ذلك حتى لا اتهم بالتحريض .والحق يقال ان هذه الصورة التي يحملها الكثير من السعوديون تشمل جميع الاجانب .ولن اتكلم ايضا عن تصرفات البعض عند زيارتهم لبلادي . اقول كلامي هذا عن تجربة وليس عن جهل مركب وصفت به المصريين الذين يعيشون بين ظهرانيكم.والحق يقال ايضا ان هذا الحال يشمل دول الخيج وليس السعودية بالذات . فاعذريني واعذري غيري من المصريين اذا حملوا صورة قد لا ترتضينها دفاعا عن الذات في مواجهة الاخر والتي قد يكون فيها ايضا بعض المبالغة .وهذا واكثر جعلن عندمااتممت دراستي الجامعية ونظرا للظروف الاقتصادية والاجتماعية في بلدي جعلني افكر في الهجرة الى استراليا وانفذ الفكرة فعلا عوضا عن السفر الى دول (شقيقة) عشت فيها طفولتي وجزءا من شبابي رغم العروض .فهناك شعرت بالكرامة والحرية -والحق اكثر مما في بلدي- فلا انعت بالاجنبي وليس لي كفيل يقاسمني رزقي وخلاصة مجهودي ولي ولاولادي حق الانتفاع بجميع المرافق مادمت اسهم في بناء الدولة .ان شئت فانشري وانشات فلا.فردي هذا موجه اليك فقط كمثقفة سعودية آمل ان يكون لها دور في تغيير الصورة . دمت

غير معرف يقول...

الأخت صفية

كنت محظوظ اليوم بالتعرف على مدونتك و الإطلاع على عجل على غالبية المواضيع و حقيقة أشعر بالسعادة لأنني أقرأ لفتاة سعودية بمثل تفكيرك و ثقافتك و نظرتك للأمور و متأكد أنني منك سأتعلم الكثير.

يعطيك ألف عافية و بإنتظار المزيد

صفية الجفري يقول...

السلام عليكم
أخوتي الكرام
سعدت بتعليقاتكم جميعا ، فجزاكم الله خيرا، ووفقني واياكم لما يرضي ربنا عنا في عافية .
بالمناسبة لست سعودية انا يمنية ولدت وعشت حياتي كلها في السعودية عدا فترة الدراسة الجامعية لأسباب لا تخفى ، ومع ذلك أعد السعودية بلدي حقيقة ففيها نشات وتعلمت وشيختي الاولى الدكتورة الفاضلة شادية كعكي حفظها الله من أهل مكة المكرمة شرفها الله ، نعم هناك تمييز وهناك نظرة تنميطية عند بعض السعوديين أيضا للمصريين ولغيرهم ،وهذا كله مرفوض دينا وخلقا قويمالكن قطعا ليس كل السعوديين ينظرون لغيرهم نظرة انتقاصية فمنهم اهل فضل وعلم وأصالة هناك خلل تبادلي عند الشعوب كماتفضل الاخوة من قبل ربما كان قصورا مني أن لا اشير الى ذلك في المقالة لكني أردت ان اسلط الضوء على جانب لم يتناول من قبل -فيما أحسب - من قبل اهل البلد التي أحبها واحب روحها ولانهم في نظري هم من اولى الناس بكمال الخلق وفيهم من رقة القلب والتدين الفطري ما يجعل النقص فيهم أظهر منه في غيرهم . وإذا كان الاستاذ السعودي الذي تتحدث عنه قد أساء الى علماء الازهر فقد علمتني د. شادية كعكي أن اعرف لهم فضلهم وقدرهم . كلنا نحتاج الى مراجعة أنفسنا لنتحلى بالإنصاف غفر الله لنا ورزقنا السداد ، وأوافقك على أن العنوان ظاهره تنميطي فوقعت فيما حرصت على تجنبه بتقديم كلمة ( بعض ) عند حديثي عن المصريين . وأستغفر الله من ذلك . وقد قلت ظاهره تنميطي لان قولي : اوهام مصرية لا يلزم منه تعميم هذه الأوهام على جميع المصريين وإنما هي مصرية باعتبار أنها قد اعتنقها بعضهم . والله أعلم .

غير معرف يقول...

مساء الخير ..
استمتعت كثيراً وأنا أقرأ مقالتك حول " أوهام " المصريين.. فشيت لي خلقي في فتفوتة صغيرة من تفاصيل العلاقة المعقدة الغنية في نفس الوقت، التي تربطنا بالمصريين، وتربطني أنا بمصر. أقدّر لك هذا.. ربما أستطيع التعامل مع هذه " الفتفوتة" بعد قراءتي لمقالك بروح مرحة ومتسامحة، تلقط النكتة وتبتسم أو تضحك.. ثم تمضي في طريقها.
قبل شهور كنت في مصر، وبعد أن فطرت في " جاد" تمشيت بين المحلات في المنطقة. ووجدت دكاناً لبيع كاسيتتات الموسيقى وماشابه. المهم، استمتعت بدردشة خفيفة مع صاحب المحل وصديقه.. إلى أن وصل الحديث إلى المدينة التي أتى منها ذلك الصديق. فقال لي: أتيت من دمياط.. هي مدينة صغيرة في مصر.. أو هكذا قال. المضحك في الأمر.. أنه نطق دمياط بتمهل شديد.. وبقناعة لا تهزها الريح، أنني لم أسمع عن دمياط في حياتي.. وكأنه يتحدث عن ضاحية في هونولولو!
أقول، وبعض القول ظن، أن ذاتية المصريين كما تقول المقالة ليست فقط تمنعهم من التواصل المستكشف الذي يقدر الاختلاف ويحتفي به.. بل أيضاً تجعلهم يتوقعون أن الشعوب الأخرى تعيش نفس الذاتية، ولذلك ليس غريباً ألا أسمع عن دمياط، أو حتى عن اسكندرية.. هذا باعتباري سعودية خالصة ومخلصة لسعوديتي. لا أريد أن أعمم، ولكني فقط ألاحظ.. أن مستوى الذاتية المصرية عالٍ جداً لدى المصريين، وربما يحتلون المرتبة الأولى بين الشعوب العربية في هذا . أقول ربما.
ملاحظتي هذه عبارة عن انطباع تدعمه شواهد عديدة قابلتها وتابعتها. تذكرون فتاة الهوى في فيلم " سهر الليالي" ؟ هذه الشخصية هي أكثر شخصية أحببتها في الفيلم، وأبهرتني بفن تامر حبيب. فتاة الهوى التي " تعشك" فن كاظم الساهر. الفتاة التي لا أتذكر اسمها للأسف، في عشقها لفن كاظم الساهر واعترافها بعبقريته، تمثل ذاتية مصرية فريدة وكتكوتة. كاظم الساهر عظيم وعبقري بالنسبة لبعض المصريين ليس لأن فنه يحرّك ويهز أي متذوق للجمال.. ولكنه عظيم وعبقري لأنه كسب حب واحترام المصريين، مع أنه ليس مصرياً.
شيء مضحك، أعتقد، إن لم تكن مصرياً.
لعلي أوضحت ما أريد أن أقوله، ولعلي لم أوضح. الفكرة زئبقية بعض الشيء، ونحن في آخر الليل!
تصبحون على ألف خير.

صفية الجفري يقول...

استمتعت بقراءة لغتك الجميلة ، التي تجمع بين القوة والكتكتة ( على حد تعبيرك )، لكن ألا ترين أن في أسلوبك نوع استفزاز ربما لا تقصدينه ، لكن صدقا بعد قراءتي لجملة من التعليقات أدركت أن الكتابة في مثل هذه الموضوعات كمثل المشي على بساط من الأشواك ، لأنها إن لم تنبل غايتها جمعا وتأليفا بين الناس ، ويكون التعبير عن هذه الغاية بأسلوب يقظ وذكي فإنها قد تؤدي إلى فساد وخطل ، عافاني الله وإياك من ذلك ، وسددنا في القول والعمل . سمعت مرة استاذ عبد الوهاب مطاوع يقول : من يعرف أكثر يتسامح أكثر . وشكرا بجد لتعليقك

Ahmed Hammad يقول...

إن خير معالجة لهذه المشكله هي موقعك الشخصي.
لقد تغير رأيي تماما بعد قراءة العديد من مشاركاتك.

مع خالص تمنياتي بالتوفيق والسداد

أحمد
من مصر

صفية الجفري يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
صفية الجفري يقول...

May 29, 2007 1:51 PM

جاءتني هذه المشاركة من الأخ الكريم أحمد الطحلاوي وقد قمت خطأ بمسحها بعد إثباتها لكني احتفظت بنسخة لدي فأنا أثبتها هنا ، وسأعلق عليها لاحقا بإذن الله مع التعليقات التي لم أرد عليها بعد ، وأعتذر إليك أخ أحمد علىالخطأ ، وأشكرك صدقا على مشاركتك التي أثرت الموضوع
الم تجد الاخت الفاضلة شيئا افضل من
فتاة الهوى في فلم سهر الليالي لتوضح لنا كيف ان الشخصية المصرية ذاتية ,وتعتقد ان ذلك فتفوتة .والمثال في الحقيقة صخرة عظيمة صماء , واحتاج حقيقة الى (كتالوج) كي احسن فهم قصدك ومع ذلك سافترض حسن النية. فقد علمتني التجربة ان كل البشر لا يفكرون تبعا لنفس المنطق وهذا خلاف ما نظه. أذكر انني في فترة الدراسة بالسعودية كانوا ينادونني بالطحلاوي.فالطحلاوي اتى والطحلاوي ذهب.وكنت اغتاظ لذلك لانهم لا ينادونني باسمي أحمد بل باسم العائلةالطحلاوي,وجدت بعد ذلك انهم ينادون الشخص ايضا الزهراني والغامدي والجفري على سبيل المثال بل فهمت ايضا انه نوع من التكريم كون الشخص له عائلة او آل,واصبحت بعد ذلك احب ان انادى بالطحلاوي .

وتقول الاخت الكريمة( ولذلك ليس غريباً ألا أسمع عن دمياط، أو حتى عن اسكندرية.. هذا باعتباري سعودية خالصة ومخلصة لسعوديتي.) لا اعتقد ان في ذلك شئ من الخيانة العظمى للوطن اوالتخابر مع دولة اجنبية.اذ كر ان استاذي السعودي ٍال يوما اين تقع مدينة (ليلى) في السعودية.وكنا خمسة طلاب اجانب وانا المصري الوحيد والباقي سعوديون.فكنت الوحيد الذي اجبت انها تقع في منطقة الافلاج في نجد ولم اكن قد زرتها ولكن من مطالعتي.فقال الاستاذ احسنت ثم عقب (عيب ما تعرفوا بلدكم) مخاطبا باقي الطلاب.وكنت فخورا بذلك ولم اجد في ذلك حرج.

اما عن الذاتية المصرية .فاسمحي لي ان اوضح بكل موضوعية.ان المصريين هم اقل الشعوب العربية تعصبا او ذاتية ولهذا اسبابه.واعتقد ايضاان السعوديين وبكل موضوعية هم من اكثر الشعوب العربية ذاتية واسمحوا لي وكثرهاانغلاقا وعنصرية ويزيد هذا الشعور في نجد ويقل كلما اتجهت شرقا او غربا ولهذا الاعتقاد اسبابه الموضوعية منها:احادية العرق او الخلفية الاثنية واحادية الديانة وحتى المذهب واحادية اللغة وايضاكون البلاد لم تتعرض تاريخيا الى احتلال من قبل دولة اجنبية يرغم الشعب على التعامل مع شعب اخر على عكس مصر مثلا واتفق مع الاخت صفية الى ماذهبت اليه من نظرية التوازن في مدينة جدة مثلا,وبالتاكيد تشترك الشعوب التي مرت بنفس الظروف في نفس الصفات وليس السعوديون وحدهم, على الرغم من تعدد الجنسيات الموجودة الان في السعودية والحديث نسبيا والذي سوف يكون له اثر في الانفتاح على الاخر في المستقبل.

اتفق معك الاخت صفية في ردها الذكي والحساس ان مثل هذه المواضيع مثل حقل الالغام الذي ان شئت ان تمشي خلاله فعليك الحذر على نفسك وعلى الاخر حتى لا ينفجر احد الالغام.

من تجربتي في العيش في القارة الجديدة تجدك مجبورا على التعامل تقريبا مع كل اعراق الارض والاعراق الجديدة التى نشات من اختلاط الاعراق المعروفة وكذلك اصحاب الديانات واللغات التي يدين بها ويتحدث بها سكان الارض ,ففي مكتب الهجرة لدى وصولي لليوم الاول اخبرونا نحن المهاجرون الجدد اياكم وثلاثة امور اوThe Three NOs .وهي الحديث في الدين (طبعا بين المختلفين في الديانة)والحديث في السياسة والحديث عن الخلفيات الاثنية, وان افضل ما تناقشونه بينكم في السنة الاولى هو المصالح المشتركة البحتة والعادات والتقاليد في بلدك وما يزعجك وما يعجبك انت دون الاخر مع ابداء الاحترام له ولعاداته حتى يتعرف الاخرون عليك .والعجيب انني وجدت ان هذه الطريقة فعالة جدا بيني وبين العرب وحتى المصريين الذين ينتمون الى خلفية مختلفةوقد وفرت علي الكثير من السجالات والمشاحنات.

العرب بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى.حقيقة مرة ولكنها تظل حقيقة.وما دمت مهتمة للامر احيلك الى موقع العربية والتعليقات على بناء جسر مزمع بين السعودية ومصر ,وبسسب تعليق شخص ما اعتقد انه نصراني او يهودي نشب سجال بين المصريين والسعوديين والعجيب بين الفلسطيين والاردنيين والسعوديين واليمنيين والعراقيين , واعجبني تعليق احدهم مفاده انه ينبغي بناء جسر بين العقول اولا فان كانت اسرائيل تستطيع تدمير الجسر الاسمنتي فانها لن تستطيع تدمير الجسر الذي يربط العقول ومن ثم القلوب .
اخيرا عذرا على الاطالة, والى الاخت صفية اصبحت اطالع جديد المدونة يوميا تقريبا وانتظر المزيد .واعتذر عن تعليقي الاول الذي قد يكن فيه قدر من العصبية فقد (فشيت خلقي انا ايضا) .وقد يكون رد الاخت من السعودية ردة فعل على تعليقي الاول .شفاني الله وما ابرئ نفسي,واعتذر ايضا ان كان في تعليقي هذا ايضا بعض العصبية.
انصح المطالعين للمدونة ونفسي بقراءة كتاب (جغرافية الفكر) لريتشارد نيسبت وهو مترجم العدد 312 فبراير 2005 من سلسلة عالم المعرفة التي تصدرها الكويت فهو يناقش هذه الجدلية كيف اننا نختلف في المنطق وفي طريقة حكمنا على الاشياءتبعا لاختلاف البلدان.
من كتاب (الطاو) المقدس لدى الصينيين الصينيين :العقل المفتوح يجلب القلب المفتوح .وقد وجدت ان العكس غير صحيح .
May 29, 2007 9:22 AM

صفية الجفري يقول...

" العقل المفتوح يجلب القلب المفتوح"
شكرا لك على سطورك الغنية ، وبالنسبة للكتاب سأحرص إن شاء الله على الحصول عليه ، مرحبا بك أخا كريما ، وقارئا أعتز بمتابعته . وسامحني على التأخير .