الأحد، 6 يوليو 2008

..صلاة الجمعة ومسؤولية التغيير

كتب عمرو عزت أن الدكتور عبد الوهاب المسيري -رحمه الله- لم يكن يحضر صلاة الجمعة ، لأنه لا يريد أن يضيع وقته في الاستماع ل" هؤلاء الخطباء" .. يبدو هذا لي متناقضا مع المسيري كرجل "تغيير" إن صح التعبير، ذكرني موقف د. المسيري بكلام للأستاذ حسن شاهين* : حكى أنه كان يخطب في صلاة الجمعة ، ويتكلم كلاما حادا حول تفشي المنكرات ، لا أتذكر الموضوع الآن ، لكن كان يتحدث عن مسائل مختلف فيها، وينزلها منزلة المتفق عليه . قال الأستاذ حسن : بعد الصلاة ، ناداني فضيلة العلامة الشيخ عبد الله بن بيه ، وكان حاضرا الصلاة والخطبة ، وكان قد درسني في الجامعة ، وكنت أعرف له فضله وعلمه . قال الأستاذ حسن : وكلمني الشيخ عبد الله برفق، وبصرني بالصواب ، ووجهني بأدب العالم ، وتواضعه . قال الأستاذ حسن : لقد غير هذا الموقف حياتي تماما . وانتظم بعدها في دروس للشيخ أو كما قال ، وفارق ما كان عليه من تشدد. ماذا لو أن د.المسيري –رحمه الله - وكل من لديه تحفظات على الخطل الذي يقدمه بعض الخطباء أو حتى كلهم، حضر الخطبة، وتحرك الجميع لأجل مناهضة الخطب الضحلة ، ألا يستحق هذا الأمر نضالا ، كما النضال ضد أي شيء فاسد آخر، إذا كنا مؤمنين بصلاة الجمعة كمحطة لمعان كثيرة جيدة وراقية ، فلماذا نوكل مهمة ذلك إلى خطيب الجمعة فقط ؟ ماهي مسؤوليتكم يا ( رجال) تجاه ذلك ؟ ثم كيف نشيح بوجهنا هكذا عن ( الفرائض الثابتة) ؟ لا أفهم حقا لماذا لا يولى هذا الأمر عناية حقيقة ، ليس فقط كمسؤولية دينية ، لكن كمسؤولية دنيوية إن صح الفصل هنا بين ما هو ديني ودنيوي ، فالتجمع الأسبوعي له فوائده المحققة إن أحسن استثماره وتوجيهه ، ولو انحصرت تلك الفوائد في توجيه القلوب نحو أخلاق أفضل ، وتعاملات أرقى
رحم الله الدكتور عبد الوهاب المسيري ، فقد كان من علماء الأمة وفضلائها، وقامته لا تفتقر إلى شهادة مثلي، لكن كل يؤخذ منه ويرد عليه فلا عصمة إلا لنبي
* الأستاذ حسن شاهين أحد الدعاة من الحجاز، وقد قدم في رمضان برنامجا للأطفال يتناول السيرة النبوية عن طريق زيارة الأماكن والآثارالنبوية عرض على قناة الإم بي سي وكان الصغار في العائلة يهتمون بمشاهدته جدا

ليست هناك تعليقات: