الأحد، 13 أبريل 2008

نهاركم سداد

أن تستيقظ من نومك ، لتواجهك بقوة ، حقيقة مجانبتك السداد ، وتقف أمامك ماثلة ، وتنظر إليها بدهشة حقيقية ، إذ كيف جانبك السداد حقا في تصرفك ذاك ؟
تظل مندهشا بينما تعد الإفطار العائلي ، وتتواصل مع من حولك وأنت تستصحب دهشتك الخفية ، التي تجعلك تتخلى عن النوم ، رغم افتقارك إليه ، فإذا ما خلوت ، تضيق بشدة عتبك لنفسك عبر الدهشة التي لا زالت تلازمك ، وتعاتبك كيف استغرقتك الفكرة ، لتحرمك ( السداد) ؟
وتطيف الآية الكريمة بخاطرك : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم
ثلاثية السداد إذن : سداد في القول فمعية الله ، معية تصلح العمل ، وتغفر الذنب سداد القول :: صدقه ، وكونه عدلا ، لا يكفي الصدق إذن ، والعدل يتطلب إعمالا للفكر لتحريه في حق النفس والغير ، التأني في سياقه الصحيح ، يثمر سدادا ، والسداد خلق يحبه الله ، ويثيب عليه إصلاحا للعمل ، وغفرانا للذنب
قد غابت عني ثلاثية السداد ، من أولها ، فهل يكرمني الله بها ، لو ابتدأت من الاستغفار ، فيصلح لي عملي ، ويرزقني قولا سديدا ؟
الاستغفار هنا يستلزم قوة نفسية ، قوة تجعلك في حال منكسرة مع الله عز وجل، وفي ذات الوقت تدفعك للعمل الإيجابي ، الذي يجعل خطأك جندا في حركة نفسية تجعلك تستثمر وقتك ، وتواصلك مع الآخرين ، ولا تسمح لطفيليات اللوم أن تنال من السلام الذي يهبه لك الالتجاء إلى حمى الرحمن الودود الغفور
وحيث لا سبيل لإصلاح ما فسد إلا بتجاهله ، فالتجاهل شجاعة ، والمضي قدما في المساحات المضيئة هو سبيل السير السديد ، والقول السديد

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

أعتقد أن الله قد أكرمك بالسداد الذي تتوقين إليه في حديثك هذا. جزاك الله عنا خير الجزاء

صفية الجفري يقول...

جزاك الله خيرا .. وأسأله تعالى لنا جميعا سداد القول والعمل وصلاح النيات والتحلي بأخلاق الثبات