الأحد، 28 نوفمبر 2021

نمط جديد

 

تنتقلين من دور اجتماعي إلى آخر أو من نمط معيشي مرتبط بالعمل أو الدراسة إلى نمط معيشي جديد لديك فيه سعة في الوقت حد السيولة وتراكمات نفسية تنتظر منك التفاهم الراشد معها ..لا أحد يتحدّث عن صعوبة هذه المرحلة وعن كونها تتطلب جهدا مضاعفا لخلق روتين منتظم ، والحفاظ على شغفك لتستطيعي ‏أن تتحققي وتتواصلي مع حياتك بروح مشرقة ..

‏أحيانا يبدو الوقت كسيف مصلت على رقبتك يحاسبك على تفريطك ، وروحك كأنها في هاوية سحيقة كلما اقتربت من النجاة هوت قليلا أو كثيرا، وإيمانك بنفسك يأبى عليك أن تركني إلى حياة رتيبة لا تفعلين فيها ما يضيف إليك وإلى من حولك ..هل حقا ستمر الأيام ‏هكذا ؟ وأنت تتعثرين في طموحك وبعثرتك؟ كيف تملكين زمام نفسك من جديد ؟ .لعل البداية من علاقة جديدة تنشئينها مع نفسك ، تعرفي إليها كصديقة جديدة تودين حقا معرفتها بعمق ومساندتها، وفي خضم ذلك عودي بها إلى هواياتها القديمة مهما بدت لك الآن سخيفة وتضيع وقتك - الضائع أصلا- ولكأن استصحاب ‏بعض الماضي يخلق من جديد جوانب القوة التي تهشمت فيك عبر السنوات ، واحترمي حقك في البطء ، والتعلم الهادىء ، وأضيفي لعاداتك القديمة عادات جديدة صغيرة تستحسنينها وتكون لك رصيدا قيميا وإنسانيا مع نفسك ومع الآخرين ..ابتهجي بالناس الطيبة الذين لم يحرمك الله من جمالهم ..واكتبي كل يوم ‏قواعد علاقتك بصديقتك الجديدة القديمة نفسك ، وعلاقتك بربك ، وبواجباتك الأساسية، وبقيمك ، وبطموحاتك ..اكتبي ودعي خلقك للكلمات يخلق بداخلك إيمانا جديدا بنفسك، ومعان جديدة تعيشين لأجلها..اقرئي كثيرا ..واكتبي ما تتعلمينه..وعاودي الكرة كلما بدا لك الطريق سرابا ..أنت لست وحدك في ‏هذه التجربة ..أنت لست وحدك .. كثيرات اجتزنها ..وكثيرات يحاولن ..ولعل تجربتك الخاصة تكون ملهمة لغيرك ..أو لعلك تحترمين في نفسك أنك لم تستلمي  ونلت شرف المحاولة ..

ليست هناك تعليقات: