الثلاثاء، 12 يونيو 2007

الحجاب وبثينة كامل من تاني

وحشني التدوين بجد ، أفكار تزورني وتلح علي لأسطرها تدوينا فلا يسعفني الوقت ، من ذلك فكرة : المعلوم من الدين بالضرورة هل يعد ثابتا ، أم هو نسبي باختلاف الأشخاص والأحوال ، ألا يعذر أهل البادية والجبال بجهلهم في أحكام الدين ، وأليس مثل هؤلاء بعض المثقفين الذين تراكمت على عقولهم الشبهات ، واختلطت عليهم الاحكام ، ومنهم الشباب المتخبط في اندفاعات عمره ، وما يرد على حمى الدين من أفكار ملتبسة فتراه ينكر ما هو مفروض قطعا بشبهة تمكنت من عقله ، ولبست عليه فهمه ، هؤلاء هل نسل سيوفنا عليهم إقصاء وحربا أم نجتهد في تأصيل ما نعلم أنه حق من ديننا ونقارع شبهاتهم بجلي العلم وراسخه ؟ وهل نسوي بين هؤلاء وبين من سب الدين وقدح في الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لعل هذه قسمة غير منصفة ، وقد تكون دعوة هؤلاء واجبة باللغة التي يفهمونها ، وليس الطريق هو التكفير أو التشنيع عليهم .. وهذه المسالة تختلف أيضا عن قضية الردة ، وكون المسلم ليس له أن يجهر بالكفر ، لأن ذلك حال معرفة كون كلامه كفرا ، من أين جئت بهذا الضابط لا أعلم هذه أفكار تتداعى وتحتاج إلى مراجعة .. أثار هذه الأفكار كلامي عن الإعلامية بثينة كامل وعدها الحجاب من سلوكيات التمييز السلبي في المقالة التي نقل عنها فضيلة المفتي علي حمعة ( فقه المخالطة بين الرياض وجدة )، ووجدتني أتأمل ثانية في حديثي عن نفسية الإقصاء ، وهل يستقيم كلامي ذلك مع من أنكرفرضا معلوما من الدين بالضرورة ، لكني وجدتني أتأمل ثانية هل هو معلوم من الدين بالضرورة حقا في عصر الشبهات الذي نحياه ..وكما قلت آنفا سطوري هذه مراجعة فكرية لم أستقر فيها على رأي وتحتاج مني إلى عرض على عالم ثقة وبحث للمسألةلكني لم أشا أن أضيع إثباتها .. سأتوقف هنا فالنوم يداهمني وإلى لقاء قريب بحوله تعالى

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

تحية لك،

أقرأ مقالاتك عن الحجاب و الاختلاط و بثينة، و ألحظ تطوُّر - أي تقلُّب - فكرك فيها.

ليس الإسلام مرجعيتي الحاكمة الوحيدة فيما يتعلق بالأخلاق و أمور الحياة و المجتمعات عموما، رغم انتمائي للإسلام ثقافةً إذ أرى هذا أشمل من أن يُقصر على مجموع الفكر الفقهي و الشرعي، و مع هذا أحب، و رغم تقادم هذه المقالات الآن و احتمال كون رأيك فيها قد فارق هذه النقاط إلا أني أسألك:

ألا ترين معي أن ليس في الإسلام معلوم من الدين بالضرورة غير ما يَشهَدُ المسلمُ عليه عند دخوله في الإسلام. أو إعلانه إياه. أما غير ذلك فكله قابل للأخذ و الرد: و إلا فهل لك أن تسردي المعلوم من الدين بالضرورة و مَرَدُّ كل منها فيما هو ثابت لا يُختلف عليه؟ عييت أن أجد من يسردها لي فأنجديني :)

و ألا ترين أن الشكليات خاصة، مثل الحجاب و الزي و ما شابه، هفُتَ أن تكون هي المعلوم من الدين بالضرورة؟

----
قال أعجمي ممن لم يدركوا الإسلام ما معناه "من علامات العقل الناضج قدرته على تقليب فكرة على أوجهها دون الاعتقاد بها"