الاثنين، 4 يونيو 2007

بعد 33 عاما

بعد 33 عاما ..

فقهت أن هناك أناسا تزداد بهم نقاوة ، وهناك آخرين تتغبش معهم رؤيتك ، وتفقد روحك أصالتها ، إلى هؤلاء وأولئك ، أقول شكرا ، فلو لم أعرف الكدر ما أدركت قيمة الصفاء.

بعد 33 عاما ..

فقهت أن تقرير الحقوق قد يخالطه العقوق إن لم يتنبه المرء إلى معاني الإحسان والفضل والسماحة ، يتنبه إلى تذكيتها في روحه ، لينبض بها كلامه ، فينتفع به الناس ، وأن الحق قد يتنازل عنه لأجل قيم نبيلة تستقيم بها الحياة ، وتطيب بها النفس ، ثم يجد الإنسان نفسه قد حصل حقه ، وحفظ وده مع من لهم عليه حق البر والرحمة .

بعد 33 عاما ..

فقهت أن العرف قد يضبط أمورا شرعية ، ويكون في هذا الضبط صلاح الدين والدنيا، وأن القيود التي قد نكرهها بادي الرأي ، هي الحصن الذي يحمي مجتمعنا من الجفاف القيمي والروحي .

بعد 33 عاما

فقهت أن موقفي من السلفية كان فيه كثيرا من التطرف المضاد ، وكنت أعمم حيث لا يصلح التعميم ، وأن هذا المنهج يستحق الوقوف عنده نظرا وتأملا ، وأن لا نخلط بين الممارسات وأصل المنهج ، وهذا النظر الرفيق ربما يسهم في رفع الجفاء بين السلفية وغيرهم.

بعد 33 عاما

فقهت أن فوضى طرح الأحكام الفقهية دون ضبط قد يؤدي إلى فساد الدين والدنيا . وأن قضية الاجتهاد المعتبر وضبطه لا ينبغي التهاون في النظر فيها .

بعد 33 عاما

فقهت أن هناك أمورا عقدية وفقهية لا ينبغي التفريط فيها ، وأن تفريطنا قد يؤدي بنا إلى التمييع وكدر الفهم .

بعد 33 عاما

فقهت أن الصالحين الذين يضبطون أمورهم بالعزيمة في القول والفعل تحديدا لا في الشعائر الظاهرة فقط ، هؤلاء تصلح بهم حياة من عرفهم ، ويستقيم بهم دينه ، ويكونون بحالهم لا مقالهم سببا في ارتباطه بالمولى عز وجل دون سواه .

بعد 33 عاما

فقهت أن بر من يحبونك ويقدرونك بعمق ، مما لا ينبغي التفريط فيه ، ومهما عظمت الضغوط .

بعد 33 عاما

فقهت أن لا أنبهر بالمظهر مهما لمع ، وأن الكلام الرائع لا يعني أبدا أن صاحبه كذلك ، والأفعال وحدها هي التي تنبئ عن الإنسان .فالحكمة هي التأني في الحكم .

بعد 33 عاما

فقهت أننا نتحمل مسؤولية تصرفات الآخرين تجاهنا ، وفقا لطريقة تعاملنا معهم ، وأن الوقوع في شرك رثاء النفس قد يجعلنا ظالمين لأنفسنا وغيرنا .

بعد 33 عاما

فقهت أن الخير إن لم نتحصل عليه خالصا فلا نطلبه عند المخلطين ، الذين نشعر أن تواصلنا معهم سيجعلنا في حالة تبرير دائمة لتصرفاتهم أو لتسامحنا مع تخليطهم. و من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه .

جزى الله خيرا كل من علمني ، وغفر لي التقصير ، وأصلح حالي ظاهرا وباطنا ، ومن يقرأ هذه السطور ، وأكرمنا جميعا في عفو وعافية ، وكل سنة وأنا طيبة .

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

كل سنة وإنتي طيــــــبة حبيبة قلبي وإن شاء الله العمر كله.. ربنا يارب يزيدك علم وفضل ويكتبلك السعادة في الدنيا والآخرة

آآآآآآمين

Eric Matt يقول...


اللهم اميييين

تحياتي لك من ماناساس البلد

صفية الجفري يقول...

شكرا سحابتي ( هدى ) حبيبتي يارب يكرمك ويخليك ليا ..
وجزاكما الله خيرا