عندما
أفكر في قسوة الأيام التي مضت ، يعتريني أحيانا غضب لأني حُرمت حياة السكينة،
وحرمت ما ينبغي أن يكون أفضل ذكرياتي ، ولكأن هذا الغضب يستولي عليّ قهرا لا
اختيارا لشدة الشعور بالوجع ، ثم ينهاني إيماني بالله عن الاستغراق في هكذا تفكير
و أذكر نفسي ما ميزان المفاضلة ؟ الفكرة الوجودية التي أنطلق منها أن الله يقدّر
لنا الأفضل وإن لم ندرك ذلك . ثم خطر لي أن التجربة القاسية تعطي أهلها حاسة جديدة
تجعلهم يشعرون بألم أهل الألم ، وتشوشهم ، وكربهم وإن لم يصرحوا بشيء من ذلك
فأتأمل هل هذه الرحمة التي وهبنا الله إياها هي الجائزة العظمى التي لا يملكها
غيرنا ، وهل هناك أفضل من أن تدرك معان إنسانية لا يدركها غيرك وهي من أعظم ما
يرفعك في عليين عند ربك -عز وجل -ونبيك محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق