الأربعاء، 16 فبراير 2022

شجن مكسور

 

إهداء إلى نورا ناجي ومجموعتها الجميلة : " مثل الأفلام الساذجة " : 


عشت البارحة تجربة صغيرة بدت لي غريبة ، كنت أقرأ في مجموعة قصصية فلمست الكاتبة معنى ما شعرت به يوما ما وغفلت عنه في زحمة الأحاسيس التي اكتشفت أنها كانت تحتشد خلف سور خفي يحجب ما وراءه ولكأنه وجدان مواز لوجداني الذي أعرفه .

‏المعنى الذي لمسته الكاتبة فيه شجن مكسور لكن مع ذلك ‏شعرت بدفء يحوطني وتسللت ابتسامة أنس إلى شفتي وتبدد شعور غير مفهوم بالغربة كان يزورني ولم أجد لزيارته سببا إلا قهر الأقدار ..

‏تعجبت حقا كيف يمكن لذكرى الشجن المكسور أن تكون دافئة هكذا كصديق طيب تطمئن إليه ..

‏وتعلمت أن الكتابة عن مشاعرنا مهما كانت حزينة ، أو مرتبكة ، أو متعثرة ، أو مكسورة لها أهميتها لأنها توسع دائرة المشترك الإنساني ، وتقصي وحدة القلب أو العقل عن كل من مرت به ولم يلتفت إليها لأنه خجل من الكسر الذي تشعره به ، أو الانطفاء الذي يصحبها ، أو لأنه ظن أنها أقل من أن يلتفت إليها ولم يفلح إنكاره لها في غيابها بل اتخذت ركنا قصيا في روحه ثم كان وقوفه عندها - عبر النص المكتوب -بمثابة إكرام لها ، وتقدير لوجودها ، واستحق تلك الابتسامة التي تسللت بدون استئذان إلى شفتيه وأهدته سلاما جديدا

 

 

 

ليست هناك تعليقات: