السبت، 20 أغسطس 2016

في رفقة ( الإحياء ) ..

(إحياء علوم الدين ) كتاب له طعم مختلف .. ( الحس) الإنساني عال فيه .. الإحساس بروح الكاتب والصلة بعقله وروحه .. واكتشفت شيئا جديدا هذه الأيام وهو أن القراءة فيه تضيف إليك بقدر نضجك الفقهي والإنساني .. لأن الكتاب عميق وذكي .. يقرأ فيه المبتدىء فيجد فيه جمالا وجلالا.. ويقرأ فيه من هو فوقه فيجد كنوزا فقهية وإنسانية تسعد القلب و( تريح ) الخاطر .. شوفوا اللقطة هذي من كتاب قواعد العقائد : ( وكأن إطلاق التحريم على ... والخمر، والتحليل على العسل .. التفات إلى أغلب الأحوال . فإن تصدى شيء تقابلت فيه الأحوال .. فالأولى والأبعد عن الالتباس أن يفصل) .. وهذه اللقطة تصب في فكرة أن القول بقطعية حكم فقهي ما هو بالنظر إلى ( غالب الأحوال ) التي تتصل بذلك الحكم .. فإذا تغيرت الأحوال احتاج حكم المسألة إلى نظر جديد ..
ومن اللقطات الذكية إنسانيا قوله في كتاب العلم : ( ومهما أشار عليه المعلم بطريق في التعلم .. فليقلده وليدع رأيه ، فإن خطأ مرشده أنفع له من صوابه في نفسه ، إذ التجربة تطلع على دقائق يستغرب سماعها مع أنه يعظم نفعها ...) . . 
أحب الإمام الغزالي منذ عهدي بكتاب (المستصفى ) .. وكنت قد قرأت قديما في الإحياء لكن لم أتذوق حديث الإمام الغزالي فيه إلا هذه الأيام .. وقلت ( حديث) لأن كلامه يصلني على وصف من القرب أعجب له .. رحم الله الإمام الغزالي ورفع درجته في المقربين ..

ليست هناك تعليقات: