الاثنين، 17 نوفمبر 2008

لأجل مريم

ذهبت مريم ، السيدة ( الكبيرة ) التي تعمل في منزلنا ، بعد خمس سنوات من العمل في منزلنا ، اضطرت اضطرارا للسفر إلى الصومال، كم أشتاق إليك يامريم ، وكم أفتقدك ، بكيت لما سمعت الخبر خوفا أن تنالها ( بهدلة ) ما ، هي لا تستحق ذلك ، ليس فقط لأنها إنسان كرمه الله ، لكن أيضا لأنها ( مريم ) لما وضعت ( الكبيرة ) بين قوسين ، لم أكن أعني عمرها الذي جاوز الخمسين ربما ، وإنما أردت أنها كبيرة قدرا أيضا ، كلنا في المنزل نحترم مريم ، نحترم عزة نفسها ، ونحترم ونحب أنها تعد نفسها واحدة منا حقا ، قد نختلف معها ، أو نغتاظ من بعض تصرفاتها ، لكن نحن قطعا رغم كل ذلك نحترمها ونحبها ، الآن أرى أمامي ابتسامتها الواسعة الطيبة المحملة بخبرات السنين ، كيف ستتركيننا يا مريم ؟ أتذكر الآن أني عزمت أن أخبرها أني وجدت القناة التونسية التي قالت لي أن المسلسل التركي نور يعرض عليها، لقد سألتني عن القناة فقلت لا اعتقد أنها موجودة لدينا ، لكني وجدت القناة بالأمس ، فكرت أني سأخبر مريم ، وأن مريم ستسعد بذلك ، أتخيلها الآن وهي تأكل وجبتها الصومالية الخاصة أمام المسلسل ، لكن مريم لم تأت في اليوم التالي ، لم تأت لأنها اضطرت للرحيل لم أتناول تلك الوجبة التي دعتني إلى مشاركتها معها ، قبل يومين ،قلت لها : الآن أكلت فطوري يا مريم ، اعذريني لا أستطيع ، ألوم الآن نفسي لأني لم أتذوقها جبرا لخاطرها ..سامحيني يا مريم مريم تعشق إذاعة لندن ، ويتردد صدى الأخبار في أرجاء المنزل ، لأن مريم في سمعها ثقل ، وتأتي لتحكي لنا بحزن أو فرح ما يستوقفها من أخبار أحيانا ، فرحت مريم كثيرا لأجل أوباما كنت أكلف مريم بمهمة ما بمقابل، فلما تركت عملي ، رفضت مريم أن تقبل مقابلا لتلك المهمة ، قالت لي : أنت الآن لا تعملين ، وأنا من أهل هذا البيت ، ولم أقبل بالطبع ولم تقبل هي إلا بعد إلحاح شديد مني ..فكيف لا أفتقد مريم ؟ هل أنسى النظارة الشمسية الإيطالية التي أهدتني إياها ، وفرحت على استحياء لما قلت لها : حلوة كتير يامريم ، قالت : لقد قلت لأخي في إيطاليا أريد للبنات هدية كويسة بكي البيت كله لبكاء مريم لما ماتت زوجة ابنها التي كانت ترعى بنات مريم الصغيرات في الصومال ، وبكينا الآن لما رحلت مريم ، لأننا حقا قلقين أن لا تكون في الوضع الجيد الذي تستحقه .. لأجلك يا مريم سأصلي لتكوني بخير وأمان وسكن نفس عدت لنا أم لم تعودي .. فهل تدعون معي لمريم ؟

هناك 6 تعليقات:

radwa osama يقول...

يا رب تكون بخير وسلام
حلوة قوى التدوينة ده

mado80 يقول...

ربنا يطمنك عليها يارب

صفية الجفري يقول...

شكرا .. الحمدلله هي وصلت لبلدها بأمان .. اتصلت بنا قالت أنها ستأتي قريبا .. يسر الله لها الخير كله

صفية الجفري يقول...

شكرا .. الحمدلله هي وصلت لبلدها بأمان .. اتصلت بنا قالت أنها ستأتي قريبا .. يسر الله لها الخير كله

mado80 يقول...

صفيه
كل عام انتي بخير

تحياتي وتقدير

صفية الجفري يقول...

وانت بخير يارب شكرا لمرورك