الجمعة، 14 أغسطس 2020

مراجعات في فقه المرأة ، مسألة التعطر و العدة نموذجا.

سأضع بين أيديكم نقلا كتابيا لكلام نفيس لفضيلة الشيخ مولود السريري . قامت بالنقل الأخت الفاضلة : طروب الجفري . يتحدث الشيخ السريري عن أهمية وجود عالمات مجتهدات في الفقه وذلك لأجل عمل مراجعات لما تقرر من أحكام اجتهادية تتصل بحياة النساء . ووجه الحاجة إلى المراجعة هو أن بعض هذه الأحكام قرر بعيدا عن فقه الضرر لأن من قرره فقهاء لم يحصل عندهم تصور مكتمل لهذه المسائل لأنهم لم يستشعروا الضرر المتصل بهذه المسائل فجاء تقريرهم لأحكامها بعيدا عن مراعاته وفعلهم هذا ليس تحيزا ظالما وإنما نتج عن قصور في إدراك البعد النفسي – والاجتماعي- المتعلق بهذه المسائل . والبعد النفسي -والاجتماعي- الذي يترتب عليه ضرر بيّن معتبر شرعا .

 

يقول الشيخ السريري : ( لأن الإحساس بالضرر لا يكون إلا لمن لَحِق به، وليس ممن يقرره، لأن من يقرره قد يرى أنه غير موجود، ولكن إذا جاء من يحس به فسيثيره ويبيّنه.)..

ثم إن فضيلة الشيخ السريري يمثّل بمسألتين – كل ذلك جاء في سياق كلامه على مسألة تطيب الرجل لصلاة الجمعة – إحداهما : مسألة عدة من يتقطع حيضها , والثانية: مسألة تعطر المرأة عند الخروج من المنزل . وسأقتصر هنا على تناول مسألة التعطر ( كما فهمته من كلام الشيخ)  وسأكتفي بمنصوص كلامه في مسألة العدة . يقول الشيخ السريري : إن ندب التطيب عند الخروج لصلاة الجمعة يشمل الرجال والنساء . ولا يصح القول بمنع النساء خاصة من التطيب لكونهن فتنة . لأن الفتنة تحصل من الجنسين للجنسين.   (وما ورد من نهي للنساء عن التعطر فإن ذلك النهي ينبغي أن يكون متعلقا بمن قصدت الإغواء قال : هذه مسألة تحتاج إلى التدقيق الفقهي). فيتحصل من كلام فضيلته - كما فهمته-أن التعطر إنما يحرم على الرجال والنساء إذا  كان على سبيل التبرج والإغواء أما التعطر لأجل التزين الذي تقبله الطباع السليمة فلا حرج فيه – أقول: بل قد يكون مندوبا -. وكلام الشيخ السريري -حفظه الله – يقارب ما قرره شيخنا في فقه الشافعية في جامعة الأحقاف الشيخ علي مديحج – رحمه الله – في مسألة تعطر المرأة عند الخروج وكان يقول لنا : تخرج المرأة بريح طيبة وإنما يحرم تعطرها إذا قصدت الإغواء لما ورد في بعض الروايات : ( ليجدوا ريحها) .

وهنا نص كلام الشيخ السريري – حفظه الله - :

القارئ: "ونُدب طيب لغير نساء في الثلاثة"

 

الحقيقة أورده للرجل لأنه قال: "لا يغتسل الرجل" -لأن المرأة أصلاً لا يجب عليها الجمعة- "ويدّهن من دهنه"، والمرأة أيضاً تذهب للجمعة، لماذا لا تدّهن؟ قال لأنها تفتن الناس، وهذه مسألة الفتنة حتى للرجال في الحقيقة، التهمة يفتنوا النساء.

 

لماذا العلة وردت في النساء ولم ترد في الرجال؟ لأنه لم يكن هناك مجتهدات في الفقه، لو كان هناك عالمات مجتهدات قبل أن تكون المذاهب تعينت لكنّ ناقشنكم في التعليل الذي أوردتموه هنا.

 

(إذا كنا نفتنكم بالطيب، وانتم دايرينه، وبعضكم يشمه من بعضٍ، ونحن نشمه منكم، أنتم لستم فتنة؟

هذا الطيب الذي فيه الفتنة، ستكون فيه الفتنة في كل الأحوال! للرجال والنساء! وإذن فلا بدّ أن نعمم الحكم؛ إما لنا جميعاً وإما أن يُمنع جميعاً، فيكون مباحاً بالأصل، ومطلوباً ... بالأصل، وممنوعاً بعارض الفتنة، من الرجال والنساء).

 

لو كان هناك المجتهدات الفقيهات كثير من هذه العلل التي تنسبونها للنساء سوف تناقش فيها النساء كثيراً، في مشكلة ما عندناش عالمات فقيهات مع إن هذا الشيء مطلوب جداً جداً! لأن كثيراً من خبايا الفقه استترت عن الرجال إلى الآن؛ كثير من الأمور التي لا يمكن أن تفهمها إلا النساء الآن بقيت بدون بيان!

 

بعض الناس يقول لك: لا، إيش هذا اللي تقوله؟ّ

 

هذه هي الحقيقة! .............مثلاً في باب العدّة؛ يقولك المرأة تبقى أربع سنين، وتنتظر العدّة إذا كانت لا تأتيها العادة إلا في عام مثلاً مريضة، تبقى أربع سنين حتى تخرج من العدّة! هل هذا ممكن؟! فين هي قواعد الضرر؟! فين هي ما يترتب على ذلك من تطويل العدّة مع أن الشرع منعها؟! لماذا منع الشرع أن تُطلّق المرأة في حالة العذر إلا من أجل أن تُمنع من تطويل العدة وهم طولوا عليها العدة وجعلوها أربع سنين!

 

السبب في ذلك كله أنه لا يوجد من يُناقش من الجهة الأخرى هذه الأحكام، لأن الإحساس بالضرر لا يكون إلا لمن لَحِق به، وليس ممن يقرره، لأن من يقرره قد يرى أنه غير موجود، ولكن إذا جاء من يحس به فسيثيره ويبيّنه.

 

 

هذه المسائل يجب أن يُنظر فيها؛ أن تُمنع المرأة من ال....... لأنها تغري الرجال، وكيف المرأة لا يجوز لها أن تتطيّب لأنها تفتن الرجال، فلماذا الرجل يتطيب ويخرج للأزقة بأغلى ما في الدنيا من الطيب، ويغري النساء، ويغري الجن والإنس؟!

 

.......................

 

 

سؤال من أحد الحاضرين: ألم يكن الصحابة يتطيبون؟

طيب الصحابة لم يكن بهذه الطريقة، إيش من طِيب عن الصحابة.

الخلق، العنبر والمسك يخلطوها. حتى وإن كان الصحابة يتطيبون، وإن كان النساء، لا بدّ أن تُنزل القواعد الفقهية على كل فرد كيف ما كان نوعه.

 

في هذه المسائل لا يمكن أن يشرّعوا هم الحلال والحرام في محل العلل، العلل هي التي تحكم. لكن هم يديروا على سبيل النقل، والنبي شرع وقرر، وإحنا معرفناش هل استخدم الصحابة الطيب ولا لأ يوم الجمعة؛ لا ندري؛ لا يوجد دليل.

 

 

سؤال من أحد الحاضرين: النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أمر به، أمر بالطيب؛ حثّ عليه؛ كان يحبه، لكن نهى النساء أن يتطيبن! " أيما امرأة خرجت....." الحديث

نهى المرأة أن تفعل ذلك إذا خرجت؛ خرجت لذلك؛ لأن هذه من حالة من تغري الرجال بنفسها.

 

السائل: أي امرأة خرجت فشم رائحتها لا تجد رائحة الجنة.

ولكن هذه المرأة الذاهبة اللي مطلوب منها أن تدّهن يوم الجمعة، لأنه قال وسببٍ دهنه، قالوا: وما علة عدم ذلك هو الفتنة.

أليس هذا الرجل أيضاً قد تكون فيه الفتنة؟

السائل: وهل المرأة تُفتن بهذه الرائحة من الرجل؟

نعم، أيوة تُفتن. تُفتن، والرجل أيضاً يُفتن بالرائحة؟

السائل يجيب: رائحة المرأة، نعم.

الشيخ: رائحة الطيب!

السائل يجيب: إذا صدرت من المرأة نعم.

 

الشيخ: معذور، يعني تفتن تفتن لها ريحة، ....... 

 

السائل: جاء في الحديث من طريق أن الرواية أنه في رواية زادها وتغتسل غسل الجنابة.

هذا أجمع الناس على أنه ... فقه باطل، الإجماع على خلافه.

السائل: إذا مرت بقوم شمّوا رائحتها.....

أجمع الناس على أنه لا يُعمل به، إجماع العمل على خلافه.

 

سائل آخر: استدلوا بهذا الحديث أيما امرأة تعطرّت ثم مرّت على قوم ليجدوا ريحها.....

"ليجدوا ريحها"

هذا يدل على القصد؟

"ليجدوا ريحها" هذه المسألة تحتاج إلى تدقيق فقهي؛ لأنه ما يمكن.......

 

 

سائل آخر: ألا يمكن أن يكون ....... المبادرة، والمبادرة تكون من الرجال ولا تكون من النساء، يعني التجرؤ على الزنا، هذا في الغالب يكون في الرجال؟

كان ذلك يوماً ما! الله يهديكم، ما انتوا عايشين في هذا العالم؟! كل شي متاجر الآن! الله يحفظ ويصافي. إذا معرفتوش في مشكلة.

 

 

سائل: غالب النصوص التي وردت في الشرع في الفتنة وردت في جهة النساء؛ ما تركت فتنة أضرّ على الرجال من النساء؟

فتنة ......بحالها، والرجال إذن فتنة، كل شيء فتنة؛ "وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً"، فتنة فين ما مشيت.

 إذا نظرنا إلى أصل المسألة سنبدأ من القرآن، قال تعالى: "قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ" ، "قُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ" فسوّى بينهم في الحكم، وأمر الجميع أن يترك سبب الفتنة، وسبب الإثارة، ووسائل الوقوع في الفاحشة، هذا أصل، ثم لا بدّ لهذا الأصل أن يكون مُستَصحباً؛ فحيث ما وُجدت الفتنة يجب أن يُعمّم هذا الحكم؛ يجب أن يعمم هذا الحكم! وهذا ......، ولا بدّ أن يؤخذ به في هذه الجزئية أيضاً.

 

إذن الإنسان يدير أمر الذي لا يمكن أن يُضِرّ بالناس من الرجال ومن النساء إلى آخره، هذا هو الوجه في المسألة، والله أعلم.

 

خلاصة الكلام أنه قال أن الدُّهن أيضاً مطلوب، ويمسّ من طيب بيته "إن وُجد" –في بعض الروايات- "إن وُجد" لأن الصحابة لا يوجد عندهم هذا الطيب كثيراً، "إن وُجد" في بعض الروايات."

 

* ملاحظة: تعذر علينا فهم بعض كلام الشيخ بالدارجة المغربية ووضعنا نقاطا مكان الكلام الذي لم نفهمه.  

المصدر: https://www.youtube.com/watch?v=WXCcY1hU53s

 


ليست هناك تعليقات: