الأربعاء، 17 أكتوبر 2007

فيلم سهر الليالي .. أسئلتي تبحث عن إجابة

موقف قد يبدو صغيرا ، لكنه أفسد علي ليلتي أمس الأول ، طلبت من والدتي أن تشاهد معنا أنا وفاطمة فيلم سهر الليالي ، كنت متحمسة للفيلم لأني أراه عملا فنيا فيه قدر محترم من العمق والإتقان في مناقشة قضايا إنسانية مهمة .. غضبت أمي فجأة ، وقالت : هذا ما أنت مستغرقة فيه ، أفلام لا حياء فيها ولا أدب ، هذا ما وصل أمي من الفيلم ، والذي جعلها تطلق عبارتها الغاضبة ، التي لا سند لها من الصحة بخصوص استغراقي في ( متابعة الأفلام ) .. مسألة ( قلة الأدب ) لم أكن أنظر إليها من الزاوية التي طرحتها أمي ، عبارة أمي جعلتني أتوقف لأراجع مسألة ( المرجعية في التقبيح والتحسين ) ، التي تحدثت عنها في مدونة ( الحقيقة المطلقة)، هنا عدة زوايا تحتاج مني إلى فهم لها : - مسألة الحسن والقبيح في الفيلم كنموذج لقضية التحسين والتقبيح في القضايا التي لها منطلقات تخالف منطلقاتنا الدينية .. رأيت في دور جيهان فاضل تجسيدا لضعف الإنسان ( الزوجة ) ، واستسلامه لضغوط الجسد ، وعدم تعامله معها بما ينبغي من نزاهة ، أو تكون النزاهة التي يتعامل بها منتقصة حال انطفاء النور الداخلي الذي يهديه ويقويه ، وعندما يفتقد الصديق المخلص الذي يفهمه ويعينه على تخطي أزماته الطاحنة دون سقوط في الخطيئة ، والدتي رأت ذلك تجسيدا للفجور فحسب .. قراءتي المختلفة عن قراءة والدتي ، هل هو نابع عن نضج رؤيتي وقصور رؤية والدتي ، أم عن صفاء مرجعية والدتي ، وغبش مرجعيتي؟..( أنا هنا لا أتحدث عن والدتي بخصوصها ، بل هي هنا رمز للدين الذي نشأ المجتمع عليه) والدتي لا تفهم أن نرى في ذلك أدبا جديرا بالقراءة والتوقف عنده ، بل ترى ذلك استمراء لقلة الحياء ، والتجرؤ على حرمات الله ، وعدم إنكار المنكر . - وفقا لما تلقيته فقها : الصورة التي نشاهدها في التلفاز لا تأخذ حكم الأصل ، وقد تحدث الشافعية عن أن الرجل له أن ينظر إلى من لا تحل له في المرآة بغير حجاب حيث لا فتنة ولا شهوة ، إذن هل ينسحب حكم ذلك على مشاهدة الأفلام بمعنى أن مشاهدة الرجال المختلطين مع النساء في كافة الأوضاع ليس بحرام حيث لا فتنة ولا شهوة ؟ - هل ما كتبته في الفقرة السابقة شرعنة لما لا يحل ، والسينما مشاهدتها حرام ، ويجب الامتناع عنها ، إلا من جهة متابعة ما يجري على الساحة لا من جهة التذوق الفني للأعمال ؟ وهل نستطيع استصحاب هذا التقبيح لما لا يحل ، أو ما سماه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الإنكار بالقلب ؟ وهل يصح أن نقول أن هناك فرقا دقيقا بين أن نشاهد هذه الأفلام ونتذوق ما ورد فيها باعتبار كونه أدبا ، ولا يكون في قلبنا إنكار حال المشاهدة ، لأننا نعلم أن من يقومون بذلك لهم قناعاتهم ( أو تجاوزاتهم) التي تختلف عنا ، سواء كانوا كفارا أو مسلمين عصاة . هناك فرق بين ذلك وبين أن نرتضي لأنفسنا ولمسلم بفعل ذلك ابتداء ، فالإنكار في الحال الثانية لا الأولى . هل نحن نقع في الازدواجية؟ - هذه المسائل في صلب ما نعيشه في حياتنا ، ونحن لم نحسمه بعد دينا ، أو لأقل أنا لم أحسمه دينا بعد ، وكثير ممن أعرف يشعرون في داخلهم بالتأثم ، لا أريد أن أحل أو أحرم لأحد ، أنا أريد أن أفهم ، لأستطيع أن أعيش حياتي في سلام داخلي .

هناك 7 تعليقات:

غير معرف يقول...

السلام عليكم
عزيزتي العزيزة صفية
قرأت مقالتك وأحب أن أعلق عليها بإضافة تساؤلات إلى تساؤلاتك فلطالما اعتقدت أن طرح الأسئلة وتداولها أقرب طريق للوصول للإجابات:

1- هل نستطيع فصل العقل عن الغريزة والعاطفة؟ بمعنى هل يستطيع الإنسان السوي أن يشاهد عملا أدبيا (إن صحت التسمية) وأثناء مشاهدة المشاهد الماجنة يفصل غريزته وعاطفته تماما ويغيبهما عن انفعالاته ليصبح حكمه على ما يرى حكما عقلانيا بحتا يميز الخير من الشر ويستنبط الحـِكم أو يتأمل السلوك الإنساني ولا يثير ذلك في نفسه أي انفعالا عاطفيا أو غريزيا أيا كان، ولا يؤثر على تصرفاته أوأفكاره لفترة طالت او قصرت؟
2- ما المعايير التي على أساسها نستطيع أن نصف العمل الفني بأنه عملا أدبيا أو فنا راقيا؟خاصة مع كل هذا الزخم من الأعمال الموصوفة بالفن والأدب سواء كانت أفلاما أو مسلسلات أو روايات أو غيرها.
3- هل نتفق مع نظرة البعض عن الفن والحرية في التعبير عن الرأي والتي تجيز استعمال أية وسيلة للتعبير مهما ظهر فيها من فحش ومجون طالما أنها تعبر عن فكرة ما أو تبعث العقل على التأمل في معنى قد يكون ظاهرا أو في بطن الشاعر (أو الفنان في هذه الحالة)؟ متى كانت الغاية تبرر الوسيلة عندنا ألسنا مطالبين بالوصول إلى الخير بطريق الخير؟ وأين نقف وعند أي حد؟؟ هل سيأتي اليوم الذي سأضطر أن أواجه فيه مثلا وضع تمثال أو صورة لجسد عاري في مدرسة ابني أو ابنتي بدعوى الفن وتعلمه؟
4- هل يعجز أهل الفن والفكر والأدب عن إيصال نفس الفكرة وذات الهدف بطريقة أكثر محافظة وفي إطار "الأدب" لا خارج حدود الأدب؟ أم أن إثارة الغرائز هي الوسيلة الفنية الأدبية المعتمدة؟
5- هل أحكام الدين نصوصا قانونية جامدة لا روح فيها يمكن التحايل عليها كما يحدث مع القوانين الوضعية؟ أم أنها أكثر قربا من الروح والنفس الإنسانية وتهدف إلى حماية الإنسان عقلا وروحا ونفسا فكل ما يؤذي الإنسان بأي شكل ممنوع وكل ما يحمي الإنسان ويزيده قربا من مولاه مطلوب؟ هل حقا نحن بحاجة لنص فقهي يحرم النظر إلى الأجساد العارية من وراء الكاميرات؟؟ أليس البعد عن الله عز وجل أذى للنفس والروح والعقل والإنسان ككل بل البشرية جمعاء؟؟
6- وإذا كنا سنتقيد بحرفية النص أليست هناك نصوصا شرعية تفيد بأننا محاسبين على أوقاتنا وكيفية عمارتها، خاصة فترة الشباب؟
7- ماذا عن ما يحدث وراء الكاميرا: من ارتضوا لأنفسهم تعرية الأجساد، الزنى أو ما يقاربه من فواحش ومجون أليس أصحابها محاسبون عليها؟ ماذا عن من يسهلها ويمولها وينفق عليها ويرتب لها ويخرجها ويصورها وينشرها؟ ماذا عن من يدفع فيها أموالا هل نعد مشاركين لها في نظرنا إليها حيث أننا بمشاهدتنا لها نزيد من مبيعاتها ونساهم فيها بشكل أو بآخر؟؟

عزيزتي تساؤلات كثيرة تخطر على بالي وأنا أقرأ مقالتك هذه ولعلها أو بعضها خطرت لك أنت أيضا. إلا أن أمرا هاما لا أتساءل عنه بل أعلمه علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين: كثرة مشاهدة المنكر وتكرار ذلك تورث في النفس والقلب تعودا عليه حتى لا يصبح هناك انكارا يستشعره الإنسان في قلبه من رؤية المنكر أي أن التعود على رؤية المنكر يؤثر على الإيمان لأن انكار المنكر بالقلب هو أضعف الإيمان وفي التعود على المنكر يفقد الإنسان حتى أضعف الإيمان وأقول لك هذا بيقين مجرب والله أعلم
أرانا الله وإياكم الحق حقا ورزقنا اتباعه وأرانا الباطل باطلا ورزقنا اجتنابه وجعل لنا في أمور ديننا بيانا شافيا آمين

صفية الجفري يقول...

وعليكم السلام
أختي العزيزة ابتهال :

بداية أشكرك لزيارتك المدونة وتعليقك ، وبالنسبة لما تفضلت بكتابته فأوافقك في قدر كبير منه ، وقد كتبت قبلا( في الحقيقة المطلقة ) أني لا أقبل أن أحترم اختيارا قد قطع ديني بأنه فحش ومنكر ، لكن ما أناقشه وأتساءل عنه هو هل ينسحب ذلك على المسلسلات والأفلام التي لا تتضمن مشاهد ماجنة ، ثم ما ضابط المجون ؟ أذكر أني قديما كنت أعد مشاهدة المرأة تلبس ملابس متكشفة أمام الرجال مجونا أتقزز من رؤيته ، ومشاهدة الأحضان والقبلات الخاطفة مجونا بالطبع ، الآن يمر الأمر بشكل عادي في المسلسلات والأفلام ، لا فتنة ولا شهوة ، وهذا ما عنيته ، تماما كما لو قرأت رواية ليس فيها تفصيل للفجور أو تجسيد له . بل قد يوصل الفيلم أو المسلسل معان جيدة ومؤثرة بشكل إيجابي ، لكن السؤال إذا كنا نعتقد أن التمثيل للمرأة السافرة حرام ، فكيف نرتضي مشاهدة المسلسلات أو الأفلام أصلا ، وهل يصح تفكيك المسألة فقها -بالقول بحل النظر إلى المثال لا الأصل- ، دون ربط لها بالصورة الكلية ؟
أنا هنا أضع تساؤلات أحتاج لمناقشة فقيه فيها ، هل يكون القول بحل المشاهدة لأجل اعتبارات أخرى مثلا التعلم لمن تخصصوا في هذه العلوم، معرفة ما يقدم للعامة لمخاطبتهم بما يتصل بحياتهم وطريقة تفكيرهم، وعليه فيكون الحل لعارض ، كما يتعلم العالم مذاهب أهل الكفر ليتقن تفنيدها ، لكن عامة الناس لا يحل لهم أن يشاهدوا المسلسلات أصلا ، لأن هذا الشكل من الفن لا يعترف به الإسلام ، ويعده من الهوى المفارق لسبيل الله. وأين مكان قاعدة عموم البلوى هنا ؟
أنا أطرح هذه الأسئلة ولا أقرر كما قلت قبلا وإن كنت الآن أميل- بحسب فهمي ولا أعول عليه إلا إذا راجعت شيخا أثق به - إلى أن الأصل في المشاهدة الحظر إلا لعارض وموقف والدتي الغاضب هو الذي نبهني لهذا التأصيل وقد كان غائبا عني غفر الله لي .. ربما هي أسئلة متأخرة بعض الشيء ..لكن أن تجيء متأخرة خير من ألا تأتي .. والله أعلم

غير معرف يقول...

السلام عليكم
بصوره جديه جذبني التساؤل و كان عامل مستفزر لمشاركتي هذه رغم انني لم اعتاد المشاركه نظرا لضيق الوقت .دون الاطاله دعيني سيدتي اتاسئل انا الاخر بحكم اني مشاهد عادي من العامه
1(ما هو شعور الانسان البسيط اثناء متابعته لعمل اجتامعي علي شاشه السينما او المسلسلات هل هو النقد؟ ام التعاطف او الانحياز بل ربما ايضا الاستمتاع بالعمل و التعايش معه؟
2(تساؤل اخر جال بخاطري كم من مره ضحكت بل ايضا بكيت اثناء معياشتي هذه الاعمال؟"
3(هل من المفروض اذا تعايشت ممع احد الاعمال انا امنع ردود فعلي الانشانيه من بكاء او ضحك او اشمئزاز احيانا
4(رغم ماكتب عن هذا الفيلم خاصه و ما به من قيمه فنيه حرفيه متقنه"علما بانني لا لست ناقدا فنيا بل و معرفتي بالبقد الفني تقارب معلوماتي بالطاقه الذريه"
5(لكنني صراحه شعرت بالاشمئزاز الشديد من هذا الدور للمثله لانه في نظري المحدود يمثل قله استثنائيه في متمعاتنا الشرقيه و لا لن يصل لدرجه الضاهره التي تستحق التنويه بها


اتمني ان تكون مشاركتي مثيره للتفكير
الدكتور

غير معرف يقول...

عذرا للاضافه نظرا لقله خبرتي بالمشاركه في المنتديات اردت فقط اضافه خلاصه تعليقي

ماذا لو تم حذف هذا المشهد المثير للاشمئزاز من الفيلم؟
هل كان لحذفه كثير من الضرر علي
1(النجاح الفني
2(النجاح الجماهيري
3(الايرادات؟
فاذا كانت الاجابه بنعم سوف تضر بالفيلم في اي من هذه النواحي فدعونا من الكتايه و لنكرس وقتنا للبكاء علي ما كل ما هو قادم

صفية الجفري يقول...

الدكتور الكريم
شكرا لمشاركتك ، ومرحبا بك .. لعلي سيدي لم أحسن إيصال الفكرة التي أردت التعبير عنها ، فما أردت قوله هو السينما والتمثيل هل هو شكل فني وادبي معترف به دينيا ؟:
إذا كان الجواب بالنفي حال تضمن السينما أو المسلسلات سفورا واختلاطا محرما ،فهل ينسحب هذا الحكم على الواقع بمعنى أننا إذا قلنا أن الأصل في ذلك هو المنع ، هل يجري هذا الحكم على الفكرة نظريا وتطبيقيا ، أو كما يعبر الفقهاء إن صحت المقابلة أن ما يغتفر في الدوام لا يغتفر في الابتداء ، فيكون حكم هذا اللون الفني محرما من جهة إنشائه لكن هذا الحكم لا ينسحب على الموجود واقعا هكذا بإطلاق بل فيه تفصيل ، (هنا تنبيه مهم أنا لا اقرر حكما أنا أطرح فقط تساؤلاتي من خلال دراستي الفقهية وقد تكون في غير محلها لكن لعل طالب علم يحملها إلى فقيه يجيب عنها ) ما هذا التفصيل الذي تحدثت عنه آنفا ؟ أيضا سؤال يحتاج إلى إجابة وفقا لما طرحته في السطور التي كتبتها في الموضوع .
أما عن قضية الانفعال بالمشاهدة فهذه قضية أخرى لكن هذا الانفعال او التفاعل بعبارة ادق يختلف من شخص لاخر غالبا ..
ومسألة النقد لما هو معروض من حيث الافكار المطروحة والشخصيات فهذا يرجع الى نضج الوعي لدى المشاهد ولو كان لا يقرأ ولا يكتب
أما بالنسبة لقضية المشهد السيء في الفيلم فأوافقك تماما فيما قلت ، كما أضيف أن السوء أيضا في أجزاء اخرى من الفيلم أقلها سفور الممثلات لكن لأنا تعودنا على قبول الامر لم نعد نشعر بالانكار حيال ذلك وهذا ما عنيته في مقدممةة كلامي عن كون التمثيل بالطريقة الموجودة هو شكل غير مقبول دينا أصالة .. نحتاج حقا الى ان نصل جميعا كمسلمين الى تبني قيم الجمال والفن التي لا تتعارض مع ديننا ونكون متشبعين بأن كل ما استجد لدى الامم من اشكال ثقافية وحضارية لها هوى في النفس نطرحها اذا كانت لا تتوافق مع ديننا .والله أعلم

egy anatomist يقول...

أسجل إعجابا بكتاباتك المتميزة في زيارتي الأولى لمدونتك

..

لو تسمحين لي ببعض الاختلاف من النوع المفترض ألا يفسد للود أية قضايا

..

هل يمكن أن أكون مسلما لا يشكك أحد في عقيدتي أو يظن نفسه/نفسها خيرا مني عند الله بينما أؤمن بأن كافة أشكال التعبير الفني لا يمكن تصنيفها بمعيار الحلال والحرام

هل تسمح لي هوامش حرية الرأي عند مسلمي هذا الزمان بأن أعلن أن الفن وكل ما قرب إليه من قول أو عمل لهو في صميم الخير الذي يستحيل-بداهة-أن يحرم

يجب أولا تعريف المقصود بالفن: الفن هو كل إبداع منظم منبعث من خيال البشر وعاطفته، ويعبر عنه في إطار جميل أخاذ، ويراد به إحداث تأثير ما في نفس المتلقي

بهذا المفهوم فإن فيلما مثل "اللمبي" لا علاقة له بالفن إطلاقا. وكذا أغاني شعبولا عبد الرحيم وتقيؤاته لا تندرج في نطاق ما يمكن أن يسمى فنا. وقولي نفس الشئ على آلاف الأشياء ممن يعدونها فنا وهي كذبا وتجارة. هذه أول نقطة

ثانيا يتوجب تحديد المقصود بعبارات فضفاضة مثل "التوافق مع الدين" و"حكم الإسلام" و"رأي الشريعة" وما إلى ذلك من تعميمات لا تنطبق على واقع أو تشير إلى حقائق

فكيف يمكن معرفة إذا كان هناك توافق مع الدين أم لا؟ وكيف نعرف مقدار ومدى هذا التوافق إن صح أنه وجد؟ ومن سيخبرنا بحكم الإسلام؟ شيخك أم شيخي؟ مذهبك أو مذهبي؟ زماننا أم زمان آخر مضى؟ أم أننا ممن يعتقدون في مذهب واحد ورأي واحد وصوت واحد؟ فإذا صح هذا فماذا يؤكد صواب ذلك الرأي وخطأ غيره؟ ومن من علماء الدين يستقبل وحيا من الله أو رؤية؟ ألا تتفقين معي أن الأصل في الأشياء الإباحة؟ وأنه لا تحريم إلا بنص؟ وأنه ما ضيع من قبلنا إلا أنهم كانوا يكثرون السؤال فيما لا يجدي ويفيد؟ هذه ثاني نقطة

أخيرا: الفن الجيد حكمه أنه جيد! أنه مفيد! أنه ممتع! أنه مثير للتفكير! دافع للنقد! يرتقي بالمتلقي من قاع الانفعالات الغريزية ليصل به لأعلى مراحل الشعور وأرقى مراتب الإحساس! يذكرنا بإنسانيتنا ونسبية تجاربنا ومعتقداتنا! وكل هذا من ألصق خصائص التقدم الذي هو فرض عين على المتأخرين وليس كفاية

الفن السيئ حكمه أنه سيئ، وحسب! ليس حراما أو حلالا! لا تستقيم جملة واحدة بها كلمة فن وكلمة حلال أو حرام! لا يمكنك أن تصفي ارتفاع البناية بالسميك! ولا قوة الجيش بالطويلة! الفن السئ يكفي أن يكون سيئا لينسى وينقرض! والفن الطيب يا سيدتي هو كلمة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء. الفن النافع يا سيدتي هو الذي يمكث في الأرض أما الفن الهابط فيذهب جفاء

..

أتمنى ألا أكون قد أثقلت

..


تحياتي واحترامي

صفية الجفري يقول...

أهلا بك سيدي ..
مرحبا بك ، وشكرا لزيارتك .. تأخرت في الرد رغم قراءتي لما كتبت لأني لم أجد فسحة لكتابة رد متأن .. أتصور أن جوهر الاختلاف بيننا – وهو اختلاف لا يفسد للود قضية – أني أعتقد أن هناك ثوابت في ديننا ، تشكل نموذجا معرفيا خاصا ، نحتكم إليه في وضع معايير الجمال والقبح ، ولا أقول الصواب والخطأ ، لأن كليهما نسبي ولو في الثوابت تبعا لما يطرأ من أمور خارجة عن ذات الأمر ، وفي مسألتنا هذه الثابت أن سفور المرأة قبيح ، كما أن تواصلها مع الرجل ملامسة وهو لا يحل لها قبيح أيضا ، إذن ..إذن لا نستطيع أن نطلق وصف جيد بإطلاق لفيلم مهما كان مستواه الفني ، تبعا لنموذجنا المعرفي .. لاحظ قولي ( بإطلاق ) المرتبط بالصواب والخطأ لا الجمال والقبح .. رزقني الله وإياك البصيرة والسداد .. هل تراني وفقت في إيضاح الفكرة التي طرحتها ؟ آمل ذلك ، وبانتظار متابعتك .. بالمناسبة زرت مدونتك ، واستمعت برشاقة أسلوبك .. ليس لي اهتمام بالسياسة .. لكن مدونتك اجتذبتني رغم مروري العابر عليها.. وأعتزم أن أعاود الكرة مرة أخرى بحوله تعالى ..