الشافعية ببساطة لا يحرمون غناء المرأة لأن صوت المراة ليس بعورة ، والتحريم هو إذا صاحب الغناء خضوع او خلاعة او خوف فتنة يعني تهييج على الرذيلة ، وهذا أيضا في حق الرجل كما نصوا على ذلك ، بمعنى إذا صاحب غناء الرجل خلاعة وخنوع وتشبه بالمخنثين يصير حراما .. طبعا التساؤلات انطلقت لما ذكرت هذا الكلام في درس أمس الأربعاء .. قلن :الغناء أصلا فيه خضوع بالقول إذن هو حرام على المراة لأن ربنا يقول : ( ولاتخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ) قلت لهن لا أفهم ذلك. قلن كيف؟ قلت لهن : لم يفهم الشافعية ذلك مع إثبات أنهم قالوا بالكراهة عند عدم وجود فتنة إذن هناك فرق ، يدرك هذا الفرق عند سماع أم كلثوم وسماع هيفاء وهبي كلام الأولى غناء لا تهييج للشهوة فيه ولا دعوة للرذيلة ، وغناء الثانية أنتن تعلمنه، صحيح ؟ قلن : صحيح . ومع ذلك قد يكون الأولى أن لا يفتح مثل هذا الباب في مجتمع غير متأهل لذلك أصلا، ولازال كمجتمعنا يعافر عشان يجعل التواصل بين الجنسين طبيعيا بعيدا عن فقه الرعب كما يسميه الدكتور أحمد عبد الله ، لكن هذا الكلام إنما يحسن الأخذ به في البيئات التي تشكل الموسيقى جزءا مهما من ثقافتها وتراثها كما عند المسلمين الأوربيين مثلا( ذكرني هذا بكلام الشيخ علي جمعة عن الإسلام الأوربي وكيف أن إسلام الشرق مغاير له تبعا لاختلاف البيئة الاجتماعية ) أو حتى المجتمعات العربية التي باتت الموسيقى جزءا من كينونتها .. والله أعلم
هناك تعليقان (2):
في صغري لم أكن أبحث عن دلائل أو أحكام فقهية أسوقها لتبرير اقتناعاتي .. ببساطة استنتج عقلي أن الإسلام لن يكون يوما عدوا للحياة .. لن يكون عدوا للرقي .. لن يكون عدوا للفنون والآداب
آمنت ولم أجهد نفسي في البحث عما يدعم حججي .. عرفت أن الإسلام : الفطرة .. والفطرة أن تستحسن كل جميل .. وأن الحرام هو ما تنفر منه النفس السليمة .. كل ما تستقبحه الفطرة وتأباه الطباع السوية
اليوم أفرح مع كل مقالة ثرية هنا في هذه المدونة .. أفرح لأنها تأتي بأجوبة عن أسئلة تفتعل في عقلي اللاواعي ، لتطرح الموضوع بوضوح في عقلي الواعي ،، وأفرح جدا أن لم أكن على خطأ .. ربما الإشكاليات التي نختلقها أبسط مما نتصور ،، وربما لا نحتاج سوى استفتاء قلوبنا متذكرين أن الإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس
شكرا لصاحبة المدونة على هذه الأطروحات المتميزة
أشكرك على تقديرك ، وعلى تعليقك ( الأول ) الذي نالته مدونتي ، كما أغبطك على هذا الفهم الرائق ، د. شادية كعكي شيختي الاولى قالت لي مرة : إذا وجدت يا صفية أنالتزامك بأمر ما سيسبب لك حرجا في حياتك ، واستقامة تناغمك مع ذاتك ومجتمعك فاعلمي أن هذا ليس من الدين في شيء لأن الله ما جعل علينا في الدين من حرج . لكن هناك نقطة أراها مهمةة وهي أن مزيدا من التأمل في الأحكام الشرعية نحن مطالبون به كلما تجدد الزمان والمكان ، لنحاول أن نكون أقرب لحكم الله ، لان مجرد اتباع الفطرة كما سميتها أمر نسبي تختلف فيه النفوس والعقول ، نحتاج حقا الى تحديد الثوابت في ديننا والمساحات الظنية التي يمكن أن نجدد فيها باعتبار التغيرات التي تطرا على أحوالنا .. وشكرا مرة أخرى على زيارتك
إرسال تعليق