للتو انتهيت من استماع حلقة ( التجربة التركية ) من برنامج ( الحياة كلمة ) لفضيلة الشيخ سلمان العودة حفظه الله ونفع به.
وقد أذهلني فقهه،وهو يؤصل لمعنى مهم هو ( فن الممكن)، والإتيان بالمستطاع ، وكون هذه الفكرة مقبولة في الحس الإسلامي على مستوى الأفراد لا على مستوى الأمة ، الصلاة قعودا حال العجز عن القيام ، يقابلها تطبيق ما يمكن تطبيقه من شرع الله إلى أن يُتمكن من تطبيق الشريعة كاملة .. الترقي الاقتصادي من الأصول التي حث عليها الدين ، وتحقيقها مكسب ديني ..
ذكرني كلامه بكلام الشيخ القرضاوي في كتابه ( أولويات الحركة الإسلامية المعاصرة ) إن لم تخني الذاكرة ، فقد قرأته من ثلاثة عشر عاما تقريبا ، وأذكر أني طرحت الفكرة ذاتها من الكتاب المذكور ، وهي التدرج في تطبيق الشريعة على إحدى معلماتي في المعهد الشرعي الذي درست فيه قبل الجامعة ، فقالت وقد احمر وجهها غضبا : هذا الكلام غير مقبول ، وليس صوابا أن يتتبع المرء زلات العلماء ، فقلت لها في تعجب من غضبها : ولكن ما أدرانا أنها زلة ، أ لمجرد أنه قال كلاما مختلفا ؟ أجابتني بأن هذه المسألة لا يجوز لعالم أن يخالف فيها .. لم أقتنع .. ولم أبحث هذه المسألة بعدها .. لكنها ظلت عالقة بذهني على أمل أن ألتفت يوما للفقه السياسي وأبحث فيه .. ولم يجىء هذا اليوم إلى الآن
تكلم الشيخ سلمان أيضا عن الدين والحياة ، وكونهما يتكاملان ولا يتضادان ، وأن الدين هو طريق تحقيق الرفاه للإنسان لا النقص والعجز ..
أنا اقتطف من كلام الشيخ ما يحضرني ، والحلقة جديرة بالاستماع كاملة ، وأختم بقول الشيخ :" الخطأ ضرورة " .. وهذه لو فقهناها لتخلينا عن طرح ديني يضخم الخطأ ويجعل من سد الذرائع ذريعة إلى إفساد العلاقة بين الدين والحياة .
الحلقة كاملة على موقع الإسلام اليوم ، ودمتم طيبين.
الجمعة : 3/8/2007م
هناك 3 تعليقات:
مسألة التدرج في تطبيق الشريعة أصبح مفروغا منها لدى أهل العلم والنضج والتجربة من أبناء الحركة الاسلامية، ولديهم كثير من التأصيل فيها سواء على مستوى السنة "فأتوا منه ما استطعتم" أو على مستوى التجارب التاريخية للأمة الاسلامية عموما..
فتجربة عمر بن عبد العزيز عليه رحمة الله في الاصلاح التدريجي معلومة ومعلوم نتائجها تاريحيا، وتجربة الطالبان في التطبيق الانقلابي للشريعة "من منظورهم" واضح نتائجها أيضا..
بالطبع علي هنا أن أشير إلى أمر يجب التفرقة بينه وبين ما أقوله على مستوى الواقع المعاش..فإذا كنت مؤيدا للاصلاح التدريجي فلا يعني هذا أنني مؤيد للتخدير باسم التدرج، والفرق بين الأمرين واضح بشدة..
باذن الله أحاول الحصول على الحلقة والاطلاع عليها، جزاك الله خيرا..
شكرا لتعليقاتك الثرية .. سمعت بالامس حلقة أخرى بعنوان الهوى وهي جيدة أيضا فلا تفوتنك
تحياتي
صفية
تركيا
عظيمة هي تلك الدولة وكانت أخر حمى للخلافة الاسلامية
أحبها جدا وأحب تجربتها الثرية وخصوصا ما يحاول حزب العدالة والتنمية فعله الآن
الاسلام قادم وبقوة
تحياتي لك من ماناساس البلد
إرسال تعليق