أما
التجارب المؤلمة فهي كعواصف عاتية تقتلع جذور الوهن والغفلة من وجداننا ، وتجعلنا
في حالة مراجعة عميقة لعلاقتنا بأنفسنا ، وعلاقتنا بالآخرين ، كانت رحلة استشفائي
طويلة، أو هكذا ظننت ، عام كامل ، ثم تبين لي بالتجربة أن الشفاء رحلة وليست مرحلة
كتزكية التفس ، وصلاح القلب ، وصرت لا أتعجب من الذكريات القاسية التي تداهمني ،
لكني تعلمت كيف أستقبلها استقبالا واعيا حكيما . لم أفكر في حصر الدروس من التجارب
المرة التي عشتها ، ولعلي أفعل ، ولعلي أبدأ معكم الليلة بفكرة لم أستوعبها إلا
بعد أن عبرت بحرها، وهي أن أصدّق ( صدقي ) وأصدق كل تصرّف فعلته بطيبة وموضوعية و
أن أقابل التشكيك في ذلك بقلب غير مرتاب، الطيبون يعينونك على الخير بطيبة ، أما
من يجعلونك في حال من الاتهام لنفسك فهؤلاء لا يستحقون منك أن تلتفت لكلامهم
ودعاواهم .
تعلمت
أيضا أن أقبل عيوبي الصغيرة التي تتصل بارتباكاتنا البشرية التي لا تمس قيمنا ،
وتعلمت أن أحترمها أيضا ولا أجعل اللوم أو السخرية أو التعليقات اللاذعة تنال من
قبولي لها كجزء من شخصيتي أتعاطف معه ولا أقسو عليه بل أجده يستحق مني الرفق لا
التعالي والتأنيب ، ومن يسمح لنفسه بجعل ذلك محلا لسخافاته كان الرد الهادىء
الحاسم جوابا له بدون تشنج ..
اقبل نفسك وأكرمها فهي تستحق ذلك منك والله يحب ذلك منك