السبت، 9 أغسطس 2008

قال لي : هل تذكريني ؟

في الصيف اللي فات .. رأيته .. في الخامسة عشرة من عمره تقريبا .. كان واقفا أمام أحد محلات العطور في (الأندلس مول) ، يوزع بطاقات عطرية، لا أدري ما الذي دفعني للحديث معه ، ربما نظرة التردد في عينيه ، راودني إحساس ما ، أنه غير مقتنع بما يفعل ، قال لي : أنا أعمل الآن ، هذا أفضل من أن أضيع وقتي في اللعب في الشارع ، كان يتكلم بلهجة فيها اعتذار ، قلت له وقد تملكني شعور بالرغبة في الاحتواء والدعم : لا تعتذر ، تبريرك يوحي أنك خجل ، لا تخجل بالعكس ، تكلم باعتزاز عن عملك ، العمل فخر لك ، حقا أنا أشعر أني أعتز أني تحدثت مع شاب مجتهد مثلك .. قال لي بطيبة : نعم ، يجب أن أعتز بذلك . قلت له : أكيد
اليوم ، كنت في الأندلس مول، ذهبت لأن فوز استأجرت طاولة ، تعرض عليها منتوجات يدوية لها هي وبعض صديقاتها - كم أحترم دأب فوز – كنت بجوار طاولة فوز – المجهزة بشكل جميل وأنيق- حين كلمني : هل تذكرينني ، التفت إليه ، لم أتذكره ، وجهه يشبه وجه إيهاب جاها – إيهاب أخ عزيز ، كنا نلتقي كل جمعة في مجموعة من الإخوة والأخوات ونتناقش موضوعات مختلفة- قال لي : لا تذكريني ، الصيف الفائت كنت أقف في الدور الأول ، وقلت لي : ( الشغل مو عيب ) ، لقد شجعني كلامك ، وهذا الصيف أنا أعمل أيضا .. كان يتكلم ، وهو يشعر ببعض الخجل ، يا ألله كم فرحت لكلامه ، ومبادرته ، طبعا فوز كانت بجانبي ، وتحمست جدا للأمر ، سألته : في أي مرحلة أنت الآن ، قال : في السنة القادمة سأكمل الثانوية العامة ، وناوي أصير مهندس . قلت له : ممتاز ، الله يوفقك .. سألته هل ينوي التقديم للابتعاث خارج المملكة ، فذكر أنه يفكر في ذلك ، قلت له : إذن تحصن أولا بصلة قوية بالله عز وجل، وصحبة طيبة ، وقراءات تنمي حصانتك الفكرية والإيمانية . أحببت جدا روحه الطيبة ، التي تشع من عينيه ، وهو يتحدث معي، وشكرت له تواصله معي.. تصرف أصيل .. قلت له : أحب أن أطمئن عليك ، سأعطيك رقمي ، سجل : أبله صفية الجفري، أنا أكبرك سنا بكثير، أنت كأخي الصغير، قال : طبعا ، ألم تسمعيني وأنا أناديك يا أبله .. ابتسمت ، وأعطيته رقمي .. وحمدت ربي على هديته إلي ، هذه الهدايا التي قد تبدو صغيرة ، تجعلني أصبح أفضل ، إيمانا بأن أحافظ على نقاوة الكلمة قلبا ولفظا وتواصلا.. بعد دقائق جاءت أمي ، وحكيت لها عن أحمد ، قلت لها : أريد أن أعرفك عليه ، عرفتها عليه .. فلما عدنا إلى البيت : قالت لي : ولد صغير؟ في الثانوية ، وتقولين ولد صغير ، قبلت رأسها وأنا أضحك وأقول : والله يا أمي ولد صغير!تصبحون على خير

هناك 6 تعليقات:

  1. الآن، ولد كبير.
    :)
    ذكرتني بحضوري عرس جارتي
    أكبرها بست سنوات فقط
    ولكني كنت دائما أشعر أنها طفلة
    إلى أن بدأت أنتبه إنها في الجامعة ثم خبر زواجها.
    سعدت لأنها سعدت بحضوري عرسها.

    جميل أن يتذكرك ويتذكر كلماتك التي لاشك أسعدته ودعمته

    ردحذف
  2. نعم ، الحمدلله :) شكرا عمرو

    ردحذف
  3. نحتاج كثيرا الي من يأخذ بأيدينا ويبدي
    لنا النصح والمشورة
    دمتي بخير

    ردحذف
  4. نعم كلنا يحتاج إلى ذلك .. أحيانا ليس النصح أو المشورة أحيانا نحتاج إلى من يسمعنا بحب ورغبة حقيقية .. نحتاج إلى من يشتاق إلينا ، ويخبرنا كم نحن نهمه وكم أضفنا إلى حياته .. هذا كله يشعرنا بالعزاء حال انكساراتنا .. اليوم جاءتني مكالمة غير متوقعة كنت أحتاجها جدا لمثل هذه المعاني .. ذكرتني كلماتك بها .. مرحبا بك .. ودمت بخير .. زرت مدونتك وأعجبني حديثك عن مااستفدته من تجربة جمع القمامة .. الحجات هذي بتربي فعلا فينا معاني مهمة بارك الله فيك وفي والديك .. دمت بخير

    ردحذف
  5. حبيبتى صفية
    سلام عليكم
    افتقدك جداً
    ارجو زيارتي فى مدونتى للأهمية لدى لك واجب تدويني
    كل حبي واشواقى
    انزلى مصر بقى عشان اشوفك ونتفسح سوا

    ردحذف
  6. أهلا ولاء
    مرحبا بك .. أكيد سأكلمك لو نزلت مصر إن شاء الله .. زرت مدونتك والواجب عايز تفكير . هاشوف ممكن اكتب ايه .. بس مش دحين ..
    شكرا حبيبتي

    ردحذف