السبت، 9 مايو 2020

قراءة في كتاب ( مقدمات العقاد) .(١) .





انتهيت قبل قليل من قراءة مقدمة كتاب ( مقدمات العقاد) للدكتور عبد الرحمن قائد . تقع المقدمة في   ( أربعين صفحة ) لكتاب فيه ( تسع وتسعون ) مقدمة من مقدمات العقاد لكتب متنوعة فكرية وأدبية. وقد تحدث المقدم عن أدب التقديم والفرق بينه وبين التقريظ، ونقل نقولات حسنة، والتقط لقطات لطيفة وطريفة. وقد جمع في المقدمة بين ثراء النقل، واستقلال النظر، وخفة الروح، ورشاقة العبارة.

ثم إني وقفت عند قوله : ( ظلت المقدمات العقادية نائية عن أن ينهد لجمعها ونشرها أحد ) وظننت كلمة       ( ينهد ) خطأ مطبعيا، ثم قلت لنفسي: لعلي أنا من ليس لديها علم بالكلمة، لأن الإخراج المعتنى به للكتاب يرجح عدم الخطأ ، مع تمكن د. عبد الرحمن قائد في العربية ، فراجعت ( لسان العرب ) ،فوجدت أن النهود بمعنى النهوض . فحمدت الله على تثبتي.

أعجبتني المقدمة في لغتها ، وسلاستها، ووضوح أفكارها، وتنظيمها،ونقولاتها ،وأعجبني التمكن الأدبي الذي جعل كاتبها يوصل لي كقارئة أنه بذل جهدا كبيرا في البحث لكن هذا الجهد جاء في سياق محبة و شغف بموضوع البحث، وإيمان بأهميته.

لكن الكاتب لم يشف غليلي من حيث بيان مآخذه على العقاد في مقدماته أو بعضها رغم أنه كتب سطورا طويلة في أهمية أن تشتمل المقدّمة على نقد حر. نعم نقل عن د. جميل صليبا أنه كتب بقلمه تعليقا على مقدّمة للعقاد:  " العقاد كثير الغرور بنفسه، والغرور طبع مناف للعلم " .ولكن هذا ليس كاف في نظري.

ختاما : المقدمة ثرية ، ومضمون الكتاب مثير لفضولي . ثم إن الكتاب يشتمل على ( 715 )، والقراءة فيه نظرا لتنوع موضوعاته ، وعدم ارتباط بعضها ببعض ، ستكون- بتوفيق الله - قراءة تعتمد خطة زمنية مطولة بالنسبة لي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق