جاء
في الحديث الصحيح : إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخَر، حتى تختلطوا
بالناس؛ من أجل أن ذلك يحُزنه". قال النووي : وإدخال الحزن على قلب المسلم
حرام .
وجدتني
أتأمل في الحديث من زاوية جديدة عليّ، لم يوجه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
الخطاب إلى الشخص الثالث أن عليه أن يحترم حاجة الجالسَين معه إلى الانفراد بحديث
خاص، وأن عليه أن يكون قويا مستغنيا حسن الظن بهما
.
جعل
الحديث الشريف احترام المشاعر جزءا مهما من التفاعل الإنساني، وجعل هذا الاحترام
جزءا من (الحكمة ) وكمال العقل والدين ، وحرّم إهمال
هذه المصلحة مصلحة الحفاظ على قيمة الود ، والسماحة، واحترام مشاعر الآخرين ، وذم
(تهميش ) الآخرين ، ونبذهم ، والتعامل معهم كأنهم غير مرئيين ، لقد حرّم الإسلام
ذلك ، وجعل فعله فسادا في العقل والدين ، فإذا كان هذا المعنى واجب الاحترام في حق
عموم الناس ، فهو في حق ذوي الرحم والأبناء والأزواج أولى وتألم الزوج من إهمال
شريكه في الحياة ، هو شعور معتبر ، وهو أذى وضرر بيّن ، يؤذي الروح ، ومطالبة
المتألم بالاستغناء ، والإعراض ، والتركيز فيما ينفعه، ووصمه بالضعف إن لم يفعل
ذلك ، ضلال في التفكير شرعا وعقلا .
الاحترام
والسماحة والود ضرورات إنسانية إهمالها فساد
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق