ابتدأ يومي من الرابعة فجرا برسالة من صديقتي أسماء ، تبشرني فيها بحصولها على الماجستير بامتياز في قسم العقيدة ، أسماء بنت عالم ( سلفي) من علماء حضرموت ، يحبه السلفيون كما يحبه غيرهم ، وذلك لتمكنه العلمي ، وخلقه الجم ، رحمك الله ياشيخ سالم ، فقد حاز أخلاق العلم وفضله ، وكان يوصي ابنته أسماء بي ، ولا زالت أسماء تواصلني رغم تقصيري الشديد معها ، قالت : تعلمين ؟ لو لم تتصلي بي، لـ( زعلت) منك جدا ، أنتم (السادة ) متكبرين ، تقول هذه العبارة كلما تحدثنا ، وهي تضحك ، فأضحك وأنا أكرر اعتذاري عن تقصيري معها ، وأنا متيقنة أيضا أنها تربت في بيت يحب آل البيت ، ويكرمهم ، وهي تخجلني دوما بكمال خلقها معي، رغم تقصيري في صلتها ..
أحترم أسماء جدا فضلا عن كوني أحبها ، لأنها فوق صفائها ، ونقائها المدهشين ، تمتلك روحا مثابرة ، وعزيمة لا تلين ، لتحقيق طموحاتها ، رغم كل الصعوبات التي أعلم جيدا أنه ليس كل أحد ، يثبت أمامها ، لكنها أسماء، بنت الشيخ سالم ، رباها أبوها على الصبر ، والعزم ، والخلق الطيب ، وإعطاء العلم حقه .. لا تعلم أسماء كم أعطاني نجاحها دافعا نفسيا، بارك الله فيها ، ونفع بها ، وحفظها ، وفتح عليها ..
قالت لي حرصت على ألا أتعرض أبدا لموضوعات عقدية فيها حكم على المعين ، وكان موضوعي في تاريخ العقيدة ، وقد أثنى المناقشون على جهدي في البحث ، وقالوا إنه جهد بذل فيه الكثير من المال ، جمع بين التحقيق والطباعة للمخطوط ، وتحويله إلى كتاب، فضلا عن طريقة التناول المتميزة في المناقشة العقلية ، مزيد من التفاصيل سأزودكم بها متى تيسر لي لقاء مطول مع أسماء ، واطلعت على الرسالة بحوله تعالى .
أما الدورة التدريبية فكان نصفها الثاني اليوم ، ممتعا ، مع د. خالد حجر ، أستاذ علم الاجتماع في جامعة أم القرى ، وأخيرا ( جاء حد فاهم بجد ) ، بالأمس كانت الدكتورة التي أعطتنا المحاضرة من نفس الجامعة ، وخريجة إحدى الجامعات الكندية ، لكني لم أستطع أن أستفيد منها لأنها كانت تجيب على أسئلتي بالثناء ، مع عبارات لا تسمن ولا تغني من جوع ، شعرت بالغيظ حقا ، فهي تردد الكلام المكتوب في المذكرة التي بين يديها دون أمثلة تطبيقية ، ودون شرح واضح ، اليوم د. خالد حجر ، كان مختلفا ، أعطانا مقدمة في مناهج البحث العلمي ، وكان عرضه مشوقا ، استخدم فيه الصور لإيصال الأفكار المجردة ، سعيدة أني أخذت عنه ، وأنه قبل برحابة صدر أن أتواصل علميا معه ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق