بعد 33 عاما ..
فقهت أن هناك أناسا تزداد بهم نقاوة ، وهناك آخرين تتغبش معهم رؤيتك ، وتفقد روحك أصالتها ، إلى هؤلاء وأولئك ، أقول شكرا ، فلو لم أعرف الكدر ما أدركت قيمة الصفاء.
بعد 33 عاما ..
فقهت أن تقرير الحقوق قد يخالطه العقوق إن لم يتنبه المرء إلى معاني الإحسان والفضل والسماحة ، يتنبه إلى تذكيتها في روحه ، لينبض بها كلامه ، فينتفع به الناس ، وأن الحق قد يتنازل عنه لأجل قيم نبيلة تستقيم بها الحياة ، وتطيب بها النفس ، ثم يجد الإنسان نفسه قد حصل حقه ، وحفظ وده مع من لهم عليه حق البر والرحمة .
بعد 33 عاما ..
فقهت أن العرف قد يضبط أمورا شرعية ، ويكون في هذا الضبط صلاح الدين والدنيا، وأن القيود التي قد نكرهها بادي الرأي ، هي الحصن الذي يحمي مجتمعنا من الجفاف القيمي والروحي .
بعد 33 عاما
فقهت أن موقفي من السلفية كان فيه كثيرا من التطرف المضاد ، وكنت أعمم حيث لا يصلح التعميم ، وأن هذا المنهج يستحق الوقوف عنده نظرا وتأملا ، وأن لا نخلط بين الممارسات وأصل المنهج ، وهذا النظر الرفيق ربما يسهم في رفع الجفاء بين السلفية وغيرهم.
بعد 33 عاما
فقهت أن فوضى طرح الأحكام الفقهية دون ضبط قد يؤدي إلى فساد الدين والدنيا . وأن قضية الاجتهاد المعتبر وضبطه لا ينبغي التهاون في النظر فيها .
بعد 33 عاما
فقهت أن هناك أمورا عقدية وفقهية لا ينبغي التفريط فيها ، وأن تفريطنا قد يؤدي بنا إلى التمييع وكدر الفهم .
بعد 33 عاما
فقهت أن الصالحين الذين يضبطون أمورهم بالعزيمة في القول والفعل تحديدا لا في الشعائر الظاهرة فقط ، هؤلاء تصلح بهم حياة من عرفهم ، ويستقيم بهم دينه ، ويكونون بحالهم لا مقالهم سببا في ارتباطه بالمولى عز وجل دون سواه .
بعد 33 عاما
فقهت أن بر من يحبونك ويقدرونك بعمق ، مما لا ينبغي التفريط فيه ، ومهما عظمت الضغوط .
بعد 33 عاما
فقهت أن لا أنبهر بالمظهر مهما لمع ، وأن الكلام الرائع لا يعني أبدا أن صاحبه كذلك ، والأفعال وحدها هي التي تنبئ عن الإنسان .فالحكمة هي التأني في الحكم .
بعد 33 عاما
فقهت أننا نتحمل مسؤولية تصرفات الآخرين تجاهنا ، وفقا لطريقة تعاملنا معهم ، وأن الوقوع في شرك رثاء النفس قد يجعلنا ظالمين لأنفسنا وغيرنا .
بعد 33 عاما
فقهت أن الخير إن لم نتحصل عليه خالصا فلا نطلبه عند المخلطين ، الذين نشعر أن تواصلنا معهم سيجعلنا في حالة تبرير دائمة لتصرفاتهم أو لتسامحنا مع تخليطهم. و من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه .
جزى الله خيرا كل من علمني ، وغفر لي التقصير ، وأصلح حالي ظاهرا وباطنا ، ومن يقرأ هذه السطور ، وأكرمنا جميعا في عفو وعافية ، وكل سنة وأنا طيبة .
كل سنة وإنتي طيــــــبة حبيبة قلبي وإن شاء الله العمر كله.. ربنا يارب يزيدك علم وفضل ويكتبلك السعادة في الدنيا والآخرة
ردحذفآآآآآآمين
ردحذفاللهم اميييين
تحياتي لك من ماناساس البلد
شكرا سحابتي ( هدى ) حبيبتي يارب يكرمك ويخليك ليا ..
ردحذفوجزاكما الله خيرا