الأربعاء، 18 مارس 2009

السياسة والدين في النادي الأدبي الثقافي أمس

قلت لكم لعلي ॥ لعلي أجد شيئا جديدا إذا ذهبت إلى محاضرة الأستاذ الدكتور محمد عمارة .. وقد وجدت ما هو جديد ومستفز للتفكير معا ..

المحاضرة كانت بعنوان : " الاستشراق وأثره في الثقافة العربية " لكن ما كان أهم من المحاضرة في تقديري هو مداخلات الحاضرين ॥ يتحدث أ/ رائد السمهوري عن أن ابن تيمية تحدث في أحد كتبه لا أذكره الآن للأسف عن بعض فقهاء الكوفة أو جلهم وأنهم كانوا يفصلون الدين عن السياسة ॥ وتعليق ابن تيمية على فعلهم هذا بأنه خلاف السنة ॥ ولم يقل كما قال الأستاذ رائد إنهم خارجين عن الدين ॥
الأستاذ رائد كان يتحدث بلغة قوية ومستحضرة للنصوص بحيث كانت مداخلته وحدها كفيلة بإعطاء ثقل حقيقي للأمسية ॥ النفس الاعتزالي الذي كان يتحدث به كان نفسا يستحق الوقوف عنده والذي اختتمه بسؤال للدكتور عمارة أين أنت من الاعتزال ، هل تعتنق الفكر الاعتزالي أو كما قال ॥
حسنا لا أفضل أن يسأل الناس آخرين أسئلة ملغومة كهذه لا سيما في وسط ثقافي ملغوم ॥ كما لا أفهم لماذا عد الدكتور بكر باقادر انتقال الدكتور عمارة من توجه فكري إلى توجه فكري آخر أمرا معيبا ॥
ما المشكلة في أن يغير الإنسان آراءه تبعا لما يستجد له من فهم وبحث ؟
وجاء سؤال الدكتور عادل با ناعمة هادئا ومثيرا للتفكير : ألا ترى أن نهج ( شهد شاهد من أهلها ) قد حال بيننا وبين الإبداع في إيصال رسالتنا إلى الغرب ؟
ولعل هذا السؤال الهادىء كان مهما بعد المداخلة العاصفة للدكتور بكر باقادر التي ركزت على أن ما طرحه الأستاذ الدكتور عمارة كان مسطحا ومجتزأ وتجاوزه الطرح الغربي في التعامل مع الآخر اليوم ॥ وكنت أود لو أن الدكتور باقادر ذكر مثالا واحدا يؤيد ما يقوله ॥ كما كنت أرجو أن يكون أكثر هدوءا وهو يرفض كلام الدكتور عمارة عن كون الأفغاني ليس ماسونيا ॥
لقد كان الدكتور باقادر مقنعا في تقديري وهو يقول : إن ماسونية الافغاني التي توجد دلائل لا يمكن نفيها عليها –رغم أنه لم يذكر تلك الدلائل- ليست تهمة لأن موقفه في عصره ووفقا لما هو متكشف من الأمور كان موقفا نزيها ॥ لكن ما لم أره مقنعا ليس فقط حدته وإنما عدم تقبله أن يكون للدكتور عمارة قراءة قد تختلف عن قراءته ॥
ظللت طيلة الطريق من النادي إلى المنزل بعد الأمسية أفكر في محاضرة الدكتور عمارة ॥ هناك خطأ ما لم أستطع التقاطه ॥ وظللت أستحضر ما قاله المحاضر ॥ وأفكر في المداخلات ॥ إلى أن أشرقت في ذهني الفكرة ॥ وأجدني أتساءل هل كانت ستشرق لو لم أستمع إلى الكلام المنمق الرائق للأستاذ حسين بافقيه ॥ الذي خاطب فيه الدكتور عمارة .. ذكر الأستاذ بافقيه أنه تتلمذ على فكر الدكتور عمارة زمنا ثم صد عنه لما فيه من روح السجال ..وانتقل لقراءات أخرى تتسم بالنهج الأكاديمي .. لكن الأيام جعلته يكتشف أن النتيجة التي وصل إليها من المنهجين السجالي والأكاديمي كانت واحدة
كانت روحا من الحفاوة تشرق في كلامه ॥ تختلف عن تلك الروح الصارمة التي تحدث بها الأستاذ عبده خال .. والذي عقب بها على قول الدكتور عمارة بأن العقل الإسلامي هو عقل تجريبي
॥ قال الأستاذ عبده خال : بل العقل الإسلامي عقل تجريدي وليس تجريبيا॥ حسنا لم أفهم تماما مقصود الرجلين ॥ لعلهما كانا يتكلمان عن ارتباط الطرح الديني بواقع الناس ॥ فإذا كان الأمر كذلك فأعتقد أن العقل الإسلامي كان تجريديا وتجريبيا معا ॥ بحسب المتصدين لمخاطبة الناس من العلماء مرونتهم وإدراكهم لواقعهم ॥ هل فهمت جيدا ؟ ربما !
المعلومة المهمة بالنسبة لي التي استفدتها من كلام الدكتور عمارة هو قوله إن آية الجزية نزلت في المستعمر الكسروي أو القيصري وليس كل دولة لا تدين بالإسلام تسري عليها هذه الآية ॥ طبعا أحتاج إلى تحقيق ذلك .. لكن الفكرة جديدة علي تماما .. وهي تحل الإشكال لدي بخصوص آية الجزية ।
بقي أن أقول إن ( الشيء المشكل ) في طرح الدكتور عمارة بالأمس ॥ والذي لم أكن قادرة على التقاطه إلا بعد تفكير طيلة طريق عودتي إلى البيت هو أنه عد كل رفض أو تشكيك أو نقض لما جاء به الإسلام من المستشرقين هو عمل غير نزيه وغير أخلاقي – إن صح التعبير- والأمر كما أفهم فيه فرق دقيق بين باحث لم يتبين له الحق كما نراه وبين باحث لم يلتزم النزاهة العلمية فيما يطرح ॥ أعتقد أن هذه المشكلة التي جعلت طرح الدكتور عماره يبدو تسطيحيا في بعض جوانبه
॥ أيضا هو لم يفرق – كما فهمت- بين منهجية في الطرح نقدمها للآخر ليقتنع بها وبين كلام قاله مستشرق يعلن به إسلامه ॥ فالكلام الذي ختم به محاضرته لأحد المستشرقين الذين قضوا في عام 2006م كان كلاما هو في الواقع إعلان إسلام لا حجة يحتج بها على صدق النبوة ॥
ثم إني أتساءل هل العبرة في الكلام بمن قاله أم بما يقال من حيث المنهجية والدقة والضبط والعمق ؟
كما أني أتساءل لماذا لم يقل لي الدكتور عمارة أنه لا يتذكر من أين نقل النص الذي نقله عن ابن رشد في التأويل ॥ لقد أحالني إلى كتب مختلفة ॥ لكن سؤالي كان واضحا ومحددا : أين أجد النص يادكتور؟ ولو قال لي أنه لا يتذكر ولعله هنا أو هنا أو هنا لكانت إجابته أكثر احتراما لسؤالي ॥ لكني شكرته في سري مع ذلك فقد علمني موقفه أن أتنبه فيما لو نقلت شيئا للناس ، أكون صريحة معهم حال قصوري ..
حسنا كانت ليلة مختلفة حقا بالنسبة لي .. ثراء وتحفيزا .. وأجدني بعدها أجد جدة أكثر جمالا !

الثلاثاء، 17 مارس 2009

في نادي جدة الأدبي هل ستكون الليلة جيدة ؟

يستضيف النادي الأدبي في جدة الليلة بعد صلاة العشاء الأستاذ محمد عمارة ॥

حسنا لا أميل إلى أسلوب الأستاذ محمد عمارة في الطرح

॥ وبالتالي لم أتح لنفسي أن أسمعه جيدا

॥ وعليه لم أتحمس للذهاب ابتداء

॥ لكني فكرت بعدها أن سماع إنسان جاء من بيئة ثقافية غنية كمصر

يستحق أن ( أتحمس ) له ॥

رؤية الناس أيضا وسماع النقاش لعله يفيد بشكل ما

॥ سألوم نفسي إن أضعت هذا كله ॥

إذن سأذهب الليلة بمشيئة الله ولعلي ॥ لعلي أجد جديدا ॥

الجمعة، 13 مارس 2009

كتابه ساعدني يوما ما .. رحمك الله يادكتور حسن هويدي

عرفت من إيميل وصلني قبل قليل وفاته فجر اليوم الجمعة ।

رحمه الله رحمة الأبرار । فقد علق اسمه في ذاكرتي لأن كتابه " الوجود الحق"

كان مستقرا لي قبل سنوات طويلة بعد شتات قراءات عبثية ॥

الكتاب متوسط الحجم ॥ لا أذكر أني وجدت صعوبة في قراءته॥

وقد أقنعني أيامها

॥كنت وقتها في التاسعة عشرة من عمري ॥

أفكر الآن كيف يمكن للكلمة أن تكون أغلى من كنوز الدنيا أثرا

॥ وكيف أن العلم الذي ينتفع به يمكن أن يكسبك أناسا يحبونك ويتذكرونك

ويحزنون لفقدك وإن لم تعرفهم ॥ رحمك الله يا دكتور حسن هويدي ..