الاثنين، 30 يونيو 2008

نافذة على كتابات المستشرقين /محمد الذي لا نعرفه

انتهيت لتوي من قراءة مقالة مترجمة بعنوان محمد الذي لا نعرفه ، بقلم باتريشيا كراون وترجمة الأستاذة راشدة رجب ، المقال مهم جدا والمقدمة التي قدم بها المقال من قبل محرر إسلام أون لاين كانت مهمة أيضا ، كتبت تعليقا عن أهمية كتابة دراسات حول المقابلة بين المنهجين الغربي والإسلامي ، أو لعلها موجودة ولا علم لي بها ، تذكرت كتابا قرأته قبل ثلاثة أشهر بعنوان : " الأصولية الإسلامية المعاصرةبين النص الثابت والواقع المتغير" كنت أرى أن هناك خلخلة واضحة في المنهج ، فهمت الآن بشكل أوضح محط ذلك ، اختلاف المناهج التي نعتمدها في أساساتها يوصلنا إلى نتائج مغايرة غالبا .. نحتاج إلى تحقيق ذلك دون انفعال ، وبأسلوب علمي رصين ومتماسك أترككم الآن مع المقالة

الاثنين، 23 يونيو 2008

العام والمطلق ..أخيرا

أول مرة أفهم الفرق بين العام والمطلق، الحمد لله ،نعم يستحق الأمر تدوينه،أذكر أن أستاذي عبدالرحمن السقاف كرر شرح الفرق لي مرارا ولم أستطع الفهم، جزاه الله خيرا ، لقد قرأت عليه أبواب الفقه التي لم أستطع أن أدرسها لمرضي في بداية الدراسة الجامعية، وبدأنا في أصول الفقه لكن لم يتيسر لنا قطع شوط جيد. كان سخيا بوقته وعلمه وكتبه أيضا حفظه الله ونفع به. كتاب الدكتور محمد أديب صالح ، تفسير النصوص في الفقه الإسلامي، ممتاز جدا ، ولغته يسيرة بشكل عام، اليوم كررت كلام الإمام الشوكاني الذي نقله الدكتور محمد أديب صالح عن الفرق بين عموم الشمول وعموم البدل ، حتى فهمت ، نعم التكرار يساعد على الفهم ، والحفظ أيضا يساعد على الفهم ، أذكر أني سألت أستاذي محمد البطاطي عن مسألة في القواعد الفقهية فشرحها لي ثلاث مرات ، فلم أفهم ، قال لي : كم مرة قرأت الكتاب المقرر، قلت له : ولا مرة ، قال لي: اقرئي الكتاب خمسا وعشرين مرة ، ثم تعالي واسألي. لم أفعل بالطبع ، كنا في السنة النهائية في الجامعة ، والهمة قد فترت، ثم إني اقتنعت أن المشكلة بيني وبين شيخي مشكلة تواصل، دماغه كبيرة عليّ، وداد صديقتي كانت تستطيع فهمه أحيانا ، فتشرح لي. أنا لا أزعم أني فهمت الفرق بين المطلق والعام بشكل كامل ، أحتاج لتمرينات ، عشان أدرك الفرق إدراكا تاما، مين ممكن يساعدني ، مش عارفة ، لم أعد كالسابق كنت لا أخجل من أن أسأل مشايخي مهما بدا السؤال ( عبيطا) ، لكني الآن أشعر أني لا أريد أن أثقل على شيوخي ، يحتاج الأمر إلى دعاء مكثف لكي يفتح الله علي بمن يوليني مزيد عناية في التفاصيل التي أعلم كم أكون مملة وأنا أقف عندها .. ربما الخوض في البحث سيجعلني قادرة على التفريق بعد أن التقطت طرف الخيط .. رحم الله جدي أذكر أني كنت أكثر عليه الأسئلة، وكان لا يجيبني إجابات شافية ، بكيت تأثرا مرة ، لما رأيت أنه ضاق بأسئلتي ، قال لي: يا ابنتي أنا في السبعين ، ولم أعد أستطيع أن أخوض جدلا فقهيا ، فاعذريني . اعتذرت إليه وأنا ألوم نفسي أني آذيت جدي، من حيث لا أشعر، غفر الله لي، ورحم جدي رحمة الأبرار .

الأحد، 22 يونيو 2008

بلا إجابات

هي، صديقة لبعض قريباتي، منذ زمن طويل، مكافحة ، وناجحة في عملها ، وتحرص دوما على أن تضيف إلى نفسها علميا وثقافيا ، قبل أيام رأيتها ، كانت مختلفة ، خسرت الكثير من وزنها .. احتضتني بشدة ، قلت لها : رائع ،ما شاء الله، ما الذي فعلته ، لتكوني بهذه الرشاقة؟ قالت بضحكة أرادتها أن تكون مرحة لكني أعجز عن التقاط مرارتها : لقد عقد طليقي قرانه ، وهجرني من أحب طليقها ، تزوجته عن قصة حب ( مكافحة جدا) ، لكن لأن الكفاح كان من جهتها فقط، ولم تكن قادرة على رؤية عيوبه ، التي كان الجميع حولها يحذرونها منها، اكتوت بنار بذلها له، لا سيما بعد وفاة والدها ، ونالت روحها الكثير من الآلام ، قبل أن تخالعه ، لأنه لم يدع لها مجالا إلا لأن تصد عنه ، بعد أن جرحها كثيرا ، بشكل بدا دوما غير منطقي ، وغير مفهوم لها .. قلت لها : والحب الجديد؟ قالت : تعرفت عليه من أحد المنتديات الالكترونية، وعرفت فيما بعد أنه صديق لقريب لي،كنا متفقين على الزواج ، وخططنا لكل التفاصيل، و فجأة اختفى.. قلت لها : كيف، قالت : آخر عهدي به ، كانت صورة الكاميرا ، وهي تنقل حركة والدته وهي تقوم بتقطيع الملوخية ، وسكون أبيه وهو يقرأ الجريدة ، وكرة تطير في الجو قذفها أخوه الصغير ، انتهى حوارنا ، ثم لم يعد يرد على إيميلاتي ، شهر كامل، وجواله مغلق، بعد ثمانية أشهر من تقارب شديد ، وألفة كبيرة، وحب وليد يتمكن شيئا فشيئا .. قلت لها :" لعل له عذرا وأنت تلوم ". قالت : لا أعتقد ، لقد خاب أملي ثانيا فحسب . قالت : الأيام تمر ثقيلة ، لكنها تمر، ربما لدي من الأنانية ما يعينني على الحفاظ على قدر جيد من الإنجاز ، كانت لهجتها مدعية، أو هكذا تراءى لي ، لم أجرؤ على التعليق، كنت أود أن تحتفظ بما أرادت أن تحتفظ به أمامنا من شعور بالقوة ، كانت اللاب توب مفتوحا أمامها ، لعل القدر يطمئنها عنه .. تساءلت عن مفهوم القوة حال صدود أحد الشريكين عن شريكه ، أو تغيره ، قالت صديقة كانت معنا : القوة هنا ، هي التجاهل التام ، وإذا رجع إليها فلا تعطيه مساحة ما ، إلا بعد أن يبذل الكثير . قالت صديقة أخرى : بالنسبة لي لا أستطيع ، إلا أن أخرج كل ما بداخلي ، لا أستطيع مثل هذا التجاهل . قلت : لعل مفهوم القوة لا يمكن تنميطه ، كل شخصية تتصرف بالشكل التي يلائمها ، ويعبر عنها ، كيف تستعير قلبا أو عقلا أو تفكيرا ليس لها ، لن تستطيع الاستمرار ، إن لم تتصرف التصرف النابع من ذاتها ، هي فقط تحتاج إلى التبصر والمشورة لتدرك ما يلائمها.. ارتفعت أصواتنا ، ونحن نتحدث عن ألم مثل هذه المواقف ، وردود الأفعال المناسبة حيالها ، كنا نسيج مختلف ، قالت صديقتنا فجأة : لقد جاءني إيميل منه .. كانت فيه كلمات قليلة : أنا متعب ، لا تضغطي علي ، متمسك بك ، وسأعود إليك . صمتنا كلنا ، أحسسنا أن الموقف لا يحتمل كلاما ، قالت : سأرد عليه بكلمة واحدة: براحتك .. قلت لها : نعم ، لكن ضعي في حسابك أنه قد يكون له ظروفه فعلا ، قالت : لا ، لو كان يهتم لأمري حقا ، لطمأنني ، أو أبلغني أنه سيغيب، لكن الأمر انتهى عنده بتاتا،ولن أفهم لماذا، و الكثير من الأسئلة ستظل عندي بلا إجابات، فقط سأضطر لتقبل ذلك . تألمت لألمها ، ولم أملك أن أتحدث بعدها ، ثم جاء المسلسل التركي نور ، ليفتح بابا لنقاشات أخرى في نفس الدائرة .. وتصبحون على خير ..

السبت، 21 يونيو 2008

كن أنت

عندما تتألم صارح نفسك بألمك لا تكابر، فتضيف إلى نفسك ألما جديدا هو ألم المكابرة ، اعترف لنفسك ولربك بألمك ، وحاجتك ، لا تطلب منزلة من المدد الرباني لم تتأهل لها بعد ، كن أنت مع نفسك ومع ربك ، وسيأتيك المدد هنيا كماء زلال ، تطيب به روحك ، وتسكن ..

الجمعة، 20 يونيو 2008

القيم في الإسلام / فضيلة المفتي أ/ د علي جمعة حفظه الله

القيم في الإسلام ، محاضرة زمنها ليس بالطويل لكنها ثرية حقا بالمعلومات ، وبما يدعو للتفكير، والتدبر..أترككم معها

الثلاثاء، 17 يونيو 2008

ابتدا المشوار

اليوم وصلتني موافقة مشرفي على الخطة ، اتصل بي صباحا، وأبلغني أنه قد أرسل الموافقة خطيا على الإيميل ، فرحت كثيرا ، كان نفسي يشجعني بكلمتين ، لكن صوته كان مشجعا جدا ، هذا كاف ، إلى أن أكون أكثر نشاطا ، حينها سأستطيع أن أتواصل مع شيخي بحيوية أكبر، ودعا لي بشرح الصدر والفتح والقبول ، الحمد لله .. أحب شيخي جدا ، وأسأل الله له كمال التوفيق والسداد والقبول . بقيت إجازة المجلس العلمي للخطة بعد أسبوعين ، وإلى أن يفعلوا في راسي حجات لازم أشتغل عليها ، شرح الكوكب المنير لابن النجار بتحقيق د. الزحيلي، ود. حماد، لازم أمر عليه بتوفيق الله، هذا ما أوصاني به شيخي أشعر بالحماس، والرغبة في الإنجاز ، أشعر أني أستطيع أن أقدم شيئا ما ، وما توفيقي إلا بالله ، سأصلي ركعتي الضحى والحاجة الآن ، وأسأل ربي الحفظ والفتح والتوفيق والقوة والقبول . لا تنسوني من صالح دعاكم أيضا فأنا في أشد الحاجة إليه.

الأحد، 15 يونيو 2008

مقاومة

قالت :أقاوم لأفرح ..وأقاوم لأنجز .. وأقاوم لأكون إنسانة جيدة .. وأقاوم لئلا تحركني مشاعري وحدها.. وأقاوم لأحتفظ بأيام جميلة رحلت ، أحتفظ بذكراها تؤنسني موسيقاها ، وحكاياتها ، والدفء الذي أحاطتني به، وأمحو أثر نهاياتها المشوشة في داخلي .. أقاوم لأستمع إلى منير كل صباح لكي أستمد منه الفهم ، والقوة معا ، أقاوم لئلا أفقد حبي للحياة .. يعينني في ذلك كله قوله تعالى : " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين" سورة العنكبوت :69 .
يا قوي يا متين أسألك باسمك القوي وباسمك المتين ، أن تهبها قوة تقتدر بها على كمال أخلاق أهل الهمة العالية في عافيتك ورضاك ومحبتك ومحبة رسولك المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم

الواقعية في الاختلاط للأستاذ سامي الماجد

لدي وقفات مع استدلالات الكاتب الكريم ، سأكتبها يوما إن شاء الله ، لكن المقال جدير بالقراءة ، الحرص على المنهجية فيه يستحق الاحترام والوقوف عنده ، بقي أن أقول أن فضيلة الدكتو رخلدون الاحدب قد نبهني إلى قراءته في جريدة الحياة وهذا رابط المقال في الإسلام اليوم http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?id=37&catid=185&artid=12967

هديل الحضيف

حسنا لم أستطع كتابة عنوان ما سوى اسمها ، وسأضع لكم رابط مقالة الدكتور أحمد بن سعيد التي أبكتني عن هديل .... لا أعرف هديل شخصيا ، ولكني اطلعت على بعض مدونتها ، وأعجبت بروحها القوية والصادقة ، كما سمعت من مقربين عن دماثة خلقها .. رحمك الله يا هديل رحمة الأبرار .. وربط على قلوب محبيك ، وطمأنهم عنك هذا رابط مقالة الدكتور أحمد بن سعيد في إسلام أون لاين http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1212925261550&pagename=Zone-Arabic-AdamEve%2FAEALayout

السبت، 14 يونيو 2008

يوم ممطر آخر

لا أتابع المسلسلات عادة إلا في أوقات متباعدة من السنة ، وعادة لا أتابع سوى المسلسلات السورية ، لا سيما لو كان المخرج هو أ/حاتم علي، أوأ/ هناء شوربتجي التي عرفتها في المسلسل المحكم : غزلان في وادي الذئاب، والتي يعرض لها حاليا على قناة دبي مسلسل يبدو ممتازا بعنوان : يوم ممطر آخر ، اليوم أردت الجلوس إلى والدتي ، وجدتها تتابع المسلسل التركي ( نور) ، كنت شاهدت حلقتين منه مع بنات خالتي ، وأتذكر تعليق بطة بنت خالتي ، الأتراك كالعرب ، وأضافت هناء: كالعرب اللبنانيين ، إشارة إلى خروجهم عن التقاليد الشرقية في كثير من السلوكيات ، ولا أريد أن أقصر الأمر على الجانب الديني وحده ، أصلح الله أحوالنا جميعا. لماذا أردت أن أحكي عن نور .. الليلة أعجبني موقف لها، حين تأخر عنها زوجها ، وكان القلق ينتابها ، لتوتر علاقتهما مؤخرا بسبب قصة قديمة بين زوجها وحبيبته السابقة ، قد عادت لتظهر من جديد ، انتظرت نور وقتا طويلا ، قبل أن تتصل لتسأل زوجها ، لماذا تأخر، أعطته مساحة كاملة وجيدة ، بعد ذلك اتصلت ، لتفاجئ باعتذاره عن الخروج معها ، لم تجلس نور في البيت وتسمح للقلق أن ينهشها ، لبست قرطيها اللذين خلعتهما بعد أن طال انتظارها ، واستعدت للذهاب إلى السينما ، سألتها أخت زوجها : ستذهبين وحدك ، أليس ذلك قاسيا؟ نحن نحتاج إلى رفقة أحد في السينما قالت لها نور : نعم ، ساذهب وحدي ، أنت قلت لي مرة : الحياة لا يجب أن نتركها تمر ، ونحن بانتظار شخص ما .. ذهبت نور إلى السينما وحدها، وتوقفت متأملة أمام زوجين كبيرين في السن ، اختلط لديها الألم بالأمل .. الوحدة بالأنس المرتجى ، أحيانا يكون الأنس المرتجى حاضرا معنا ، يؤنسنا طيفه القوي قبل حضوره .. هذا الأنس المرتجى ليس بالضرورة أن يرتبط بالدنيا ، الجنة هي محل أيضا لأنسنا المرتجى ، قد نختار ذلك ليس فقط عقلا ، لكن قلبا أيضا ، لا أفهم معنى لفصل القلب عن العقل في أحيان كثيرة ، لأن القلب السليم ، يعين المرء على اتخاذ قرارات سليمة ، ربما يحتاج فقط المرء أن يتوقف ليفصل ( شهواته ) عن الرغبات الصافية ، نعم قد تبدو كلمة ( الشهوة ) هنا فجة ، لكنها دقيقة تماما للتعبير عن كل شعور ناب عن الذوق السليم ، هي عامة تصلح أن تطلق على عموم الشهوات المباحة وغير المباحة ، لكن عادة ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن شهوات القلب أو النفس ، تلك المذمومة منها .. المذموم هو كل ما من شأنه ألا يصون المشاعر الصافية عن ( الهوى ) المذموم أيضا، ذلك الهوى الذي يخل بقيم نبيلة ، وحرصنا على أناس يستحقون مراعاتهم، الأمر ليس سهلا أبدا ، يحتاج إلى الاستعانة بالله أولا ، والاحتماء بدفء العائلة ، وبعث للقيم التي طالما رافقت المرء في حله و ترحاله ، وصداقة جيدة أيضا ، وتجديد للإيمان بأن الدنيا ليست نهاية المطاف ، والوقت .. ما الوقت ؟ فلنملكه ، ولا ندعه يملكنا .. رضوى كتبت كلاما توقفت عنده بإعجاب، بعنوان ، لليوم فقط ، دائما ما أُعجب باحترام شديد من يتقن الخوض والحديث في تخصصه ، لا سيما إذا رافق ذلك لغة سهلة لا تقعر فيها ، أحاول أن أكون كذلك فأخفق في كثير من الأحيان .. قالت لي أ/ وزيرة مرة : إن الصبر هو الخلق الذي نفتقده في هذا العصر، حقا ، الصبر ، حتى في العلاقات نحتاج إلى كثير من الصبر ، قبل أن نأتي برد فعلا ما ، بل إن العلاقات الإنسانية أشد ما تكون حاجة إلى الصبر، والتريث، ورفقة النفس أولا ، من لا يصبر أعتقد أن أكبر مشكلة عنده - وأنا هنا لا أبرىء نفسي أبدا- هي أنه لا يحسن رفقة نفسه ، النفس ، تحتاج إلى أن نصادقها أولا ، هناك عبارة سمعتها من قديم عند أهل التصوف ، اعرف نفسك أولا ، فإن من عرف نفسه ، عرف ربه ، نعم حقا ، من عرف نفسه ، عرف كيف يقودها إلى الله عز وجل على بصيرة ، لكن كيف سنعرف أنفسنا إن لم نصادقها ، ونعتني بها أولا ، كما نعتني بصديق مقرب ، نعتذر إليها لو قسونا عليها ، أو أوردناها موردا لا يليق بها ، أو لم نعطها حظها من الوقت ، والصحبة ، كما نعذرها إذا زلت ، ونحاول أن نستوعبها ، ونستعين على ذلك بالدعاء لها ، دعاء ملحا في جوف الليل ، ومشورة صديق حكيم يفهمك جيداويحبك .. و.. تصبحون على خير

الأحد، 8 يونيو 2008

شكرا

يتعجب الأصدقاء عادة من هذه الكلمة ويرونها منافية للأريحية ، ولا أجدها إلا ودودة ومدعمة لإحساسي بنعمة الصداقة . . لكني اليوم أريد أن أقولها عتبا حزينا وحيدا بلا مرفأ... شكرا يا صداقتي التائهة

من أوراقها التائهة

ما زلت بك احلم
ولشوقك اشتاق
وبذكرى صوتك الدافئ أتدثر
مازلت أيضا ، من قربك أخشى وعنك أنأى
وفي غيرك عن معنى فيك أبحث
بين جذب ودفع أتذبذب..غيم وصحو .. عقل وقلب..
لا أظنني أفتش عنك ..أنا أفتش عن بعض نفسي
ثم توقفت هبة عن الكتابة منذ فترة طويلة .. قلت لها اليوم .. كلما قرأت كلماتك هذه كلما أحسست كأني اقرأها لأول مرة ، الدفء ذاته لا يخلق ، متجدد ، وصادق ..
اكتبي ياهبة أرجوك لا تتوقفي عن الكتابة

وأخفى

هناك أمور تظل بيننا وبين ربنا ، هناك في أقصى السر ، القرآن وصفه بأنه: أخفى : فربنا ( يعلم السر وأخفى) ، لم أفهم هذا المعنى سوى اليوم ، هناك في ( الأخفى ) ، بيني وبين ربي دعوات ، ليست لي وحدي، لكن لمن ربما لا يخطر ببالهم أني أدعو لهم هكذا ، دوما أفكر أن من الود الصادق أن تخبر من تحب أنك تحبه ، وتدعو له ،لكني اليوم أدركت تماما أن في مثل هذه المواقف أحيانا ما قد يبتذل حبك ، ودعاءك ، ويعطيه لمسة ادعاء ، بالمقاييس الظاهرة ، وإن كنت تقول كلامك وأنت في عمق الصدق ، يعلم السر وأخفى، حليم ، ودود ، لطيف، كريم ، لا سند سواه ، اللهم صل على سيدنا محمد طب القلوب ودوائها ، وعافية الأبدان وشفائها ، ونور الأبصار وضيائها ، وآله الأطهار ..

الجمعة، 6 يونيو 2008

ولو صمتا؟

لسه الأغاني ممكنة ولو صمتا؟

الثلاثاء، 3 يونيو 2008

مبسوطة

فكرت ما هو أهم ما تعلمته خلال السنة الماضية ، وجدت أني تعلمت الكثير، لكن أهم ما اكتسبته هو صفاء جديد في داخلي تجاه مقربين كنت عاجزة عن مسامحتهم ، وإن كنت أظن أني سامحتهم ، لكني الآن بعد أن صفت نفسي، وعرفت معنى أن تسامح حقا ، عرفت أن التسامح الحقيقي ليس فقط كلاما تردده باللسان أو تجريه على القلب ، لا يمنع المرارة من أن تغشى قلبك إذا ما حصل موقف ما يذكرك بماض ما ، التسامح هو أن يصفو قلبك ، حتى تعتبر كل موقف يطرأ كأنه جديد ، ولا تحاكم المواقف الحادثة إلى المواقف السابقة، وتجتر ألمك وإحباطك القديم .. بعد أقل من ساعة سأتم عامي الرابع والثلاثين ، أشعر بالتحرر من مشاعر كبلتني إما إحباطا ،أو أملا ، أو ألما ، تعلمت معنى جديدا عن رؤية تصرفات من حولي من موقعهم هم لا من موقعي ، مبسوطة لأن صداقات جديدة دخلت حياتي ، صداقات اختبرت صدقها ، وصداقات أخرى توارت لأني أيضا اختبرت أنها تحتاج إلى وقت لأعطيها ثقتي ، وصداقات قديمة تجددت لأني فهمت كم كانت تجتهد لأصفو لها ، وأنا عاجزة عن رؤية ذلك .غفر الله لي. مبسوطة لكل ذلك .. وأشعر أن أدنى شعور سيضيف إلى سعادتي ، سأذهب إلى بيت جدي غدا بعد انقطاع طويل، لأنهم هم أحق الناس أن أهدي إلى نفسي بداية عامي الجديد معهم ..رغم النعاس أود أن أنتظر حتى الثانية عشرة لأبدأ عامي الجديد بالاستغفار .. وكل سنة وأنا راضية ورضية عند ربنا في عافية وهمة وألطاف ظاهرة وخفية .

تجربة

قالت : حسنا أنا حزينة قليلا ، لأني أشعر أن وهجا كنت أظنه قويا قد خفت جدا ، يكاد يتلاشى، كانت "سكرة " حقا ، كم أتأكد يوما بعد يوم أني أفكر بشكل جيد، لكن لا أقوم بتنفيذ ما أتوصل إليه من نتائج ، ولا أستجيب للصوت الداخلي، المرشد، المنعزل عن تأثيرات وهج التجربة ، رغم أني في كل مرة أتأكد من صدقه
قلت لها : لا تيأسي فحسب ، هذا هو الأمر الوحيد الذي سينفعك ، أنت من الناس الذين لا يمكن لهم أن يتعلموا إلا بتجربة تهزهم ، وتجعلهم قادرين على الإحساس بالنتائج، والتصرف بحكمة ، تجربة تعلمهم كيف يفعّلوا التجريد الذي يتسم به تفكيرهم ، و يقرروا التوقف عن تعاملهم مع مشكلاتهم بشكل منفصل عن إدراكهم لها عقلا، فقط ما يهم الآن هو أن تدركي أنك كذلك،وأن التجربة هي التي تجعلك قادرة على الانتقال من الفهم إلى الفعل ، المطابقة بين الفهم والشعور والسلوك ، إذا عرفت ذلك عن نفسك ، استطعت أن تحركي مشاعرك بعد ذلك لتكون خلف عقلك ، لكنك كنت تحتاجين إلى التجربة لمكسب حقيقي في فهم نفسك ، وهو هناك ما هو أغلى من ذلك؟
قالت : عندك حق، لن تتركيني يا صديقتي ؟ قلت : طبعا ، أنا التي أقول لك لا تتركيني ياصديقتي ، دعمي لك في هذه المرحلة يعني دعم لصداقتنا ، فأكون ممتنة لك لو سمحت لي أن أكون برفقتك . وأعدك ألا أسألك عن مشاعرك حتى تحكي لي أنت عنها ابتسمت صديقتي بامتنان هادىء ، وتابعنا السير في صمت

ياما دقت ع الراس طبول

ابتدأ يومي من الرابعة فجرا برسالة من صديقتي أسماء ، تبشرني فيها بحصولها على الماجستير بامتياز في قسم العقيدة ، أسماء بنت عالم ( سلفي) من علماء حضرموت ، يحبه السلفيون كما يحبه غيرهم ، وذلك لتمكنه العلمي ، وخلقه الجم ، رحمك الله ياشيخ سالم ، فقد حاز أخلاق العلم وفضله ، وكان يوصي ابنته أسماء بي ، ولا زالت أسماء تواصلني رغم تقصيري الشديد معها ، قالت : تعلمين ؟ لو لم تتصلي بي، لـ( زعلت) منك جدا ، أنتم (السادة ) متكبرين ، تقول هذه العبارة كلما تحدثنا ، وهي تضحك ، فأضحك وأنا أكرر اعتذاري عن تقصيري معها ، وأنا متيقنة أيضا أنها تربت في بيت يحب آل البيت ، ويكرمهم ، وهي تخجلني دوما بكمال خلقها معي، رغم تقصيري في صلتها .. أحترم أسماء جدا فضلا عن كوني أحبها ، لأنها فوق صفائها ، ونقائها المدهشين ، تمتلك روحا مثابرة ، وعزيمة لا تلين ، لتحقيق طموحاتها ، رغم كل الصعوبات التي أعلم جيدا أنه ليس كل أحد ، يثبت أمامها ، لكنها أسماء، بنت الشيخ سالم ، رباها أبوها على الصبر ، والعزم ، والخلق الطيب ، وإعطاء العلم حقه .. لا تعلم أسماء كم أعطاني نجاحها دافعا نفسيا، بارك الله فيها ، ونفع بها ، وحفظها ، وفتح عليها .. قالت لي حرصت على ألا أتعرض أبدا لموضوعات عقدية فيها حكم على المعين ، وكان موضوعي في تاريخ العقيدة ، وقد أثنى المناقشون على جهدي في البحث ، وقالوا إنه جهد بذل فيه الكثير من المال ، جمع بين التحقيق والطباعة للمخطوط ، وتحويله إلى كتاب، فضلا عن طريقة التناول المتميزة في المناقشة العقلية ، مزيد من التفاصيل سأزودكم بها متى تيسر لي لقاء مطول مع أسماء ، واطلعت على الرسالة بحوله تعالى . أما الدورة التدريبية فكان نصفها الثاني اليوم ، ممتعا ، مع د. خالد حجر ، أستاذ علم الاجتماع في جامعة أم القرى ، وأخيرا ( جاء حد فاهم بجد ) ، بالأمس كانت الدكتورة التي أعطتنا المحاضرة من نفس الجامعة ، وخريجة إحدى الجامعات الكندية ، لكني لم أستطع أن أستفيد منها لأنها كانت تجيب على أسئلتي بالثناء ، مع عبارات لا تسمن ولا تغني من جوع ، شعرت بالغيظ حقا ، فهي تردد الكلام المكتوب في المذكرة التي بين يديها دون أمثلة تطبيقية ، ودون شرح واضح ، اليوم د. خالد حجر ، كان مختلفا ، أعطانا مقدمة في مناهج البحث العلمي ، وكان عرضه مشوقا ، استخدم فيه الصور لإيصال الأفكار المجردة ، سعيدة أني أخذت عنه ، وأنه قبل برحابة صدر أن أتواصل علميا معه ..

الأحد، 1 يونيو 2008

سامحك الله د. جورجيت .. فضفضة مسائية

بكل حماس لم يقف في وجهه أن إنجاز خطة بحثي لا بد أن يتم خلال الأسبوع القادم على أكثر تقدير ، اقتنيت كتاب " الطبقات الاجتماعية " تأليف يانيك لوميل، مفتش عام في معهد الدراسات الاجتماعية والاقتصادية في بباريس ومدير مختبر علم الاجتماع الكمي لمدينة كريست التابع للمعهد المذكور ، وترجمة د. جورجيت حداد باحثة لبنانية تقيم في فرنسا . الكتاب من الحجم الصغير ، ضمن سلسلة نصوص لدار الكتاب الجديد. ولم أنتظر حتى أذهب إلى البيت لأقرأ ، بل شرعت في القراءة وأنا في مكتبة جرير ، ثم وأنا أنتظر فاطمة أختي وهي تكمل جولتها في يو تو.. لكني أحبطت حقا ، لحد الرغبة في البكاء، فلغة الكتاب صعبة ، والصفحات التي تصفحتها وأنا في جرير من الثلث الأخير للكتاب كانت مشجعة نوعا ما ، لكن هذا التشجيع يتراجع مع اللغة الصعبة للكتاب . حسنا لن أقرأ في الكتاب الليلة ، لكني قطعا سأهديه لمن سيجده ممتعا ومفهوما ، حد دماغه عالية .. ويمكن أن يكون طيبا معي ليشرح لي خلاصة الكتاب .. اشتريت الليلة مجموعة من الكتب أنا سعيدة بها ، أولا مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية من إصدارات جامعة الكويت تتضمن أبحاثا وجدتها مهمة ، أكثر ما لفت نظري بحثين : احدهما القرآن الكريم وتنية الوعي بالتاريخ ، والثاني العقل دراسة مقاصدية في المحافظة عليه . اقتنيت أيضا كتاب : مفهوم الحرية في الإسلام تأليف : فرانز روزنتال ترجمة د. رضوان السيد ، ود.معن زيادة ، وقد أعجبتني المقدمة النقدية لمنهج المؤلف . وأخيرا كتابين من إصدارات المدار الإسسلامي أحدهما بعنوان السلطة المذهبية التقليد والتجديد في الفقه الإسلامي ، ونشأة الفقه الإسلامي وتطوره ، والكتابان للدكتور وائل حلاق ، وتصفح عابر للكتابين ، جعلني لا أقاوم شراءهما ، كما أن موضوعهما مما سيخدم بحثي . غدا لدي دورة في " منهج دراسة الحالة " أرجو من كل قلبي أن تكون مفيدة ، وألا تكون مخيبة للآمال. قبل أن أختم حديثي المبعثر هذا ، فكرت الليلة كم هو مفيد ، أن يمارس المرء استقلاليته ، ويعرف جيدا ما الذي يمكن أن يجعله أفضل ، والأهم من ذلك يعرف كيف يصل إليه بهدوء .. من الأمور التي أبهجتني الليلة سيدة في منتصف الثلاثينات ، أنيقة جدا ، تلبس عباءة ملونة أقرب إلى الفستان منها إلى العباءة ، تسير مع طفلها الصغير ، وتبتسم في سلام يشع كهالة حولها ، فكرت أن أشكرها على روحها الطيبة التي أهدتني انشراحا في صدري ، وأحجمت عن ذلك في آخر لحظة ، ربما لأن فاطمة معي ، وهي عادة ترى أن بعض تصرفاتي مثيرة للحرج والتعجب . فكرت كيف أن حينا ، حي الجامعة لم يعد ذلك الحي ( المنغلق) ، الذي لا تجد فيه سوى نمط واحد من الحجاب ، وتغطية الوجه ، أصبحت ترى فيه امتزاجا يعبر عن روح مجتمع جدة ، وشكرا للجامعة بلازا فلولا هذا المركز الصغير الأنيق النابض لما رأينا هذه الصورة المعبرة حقا عن تنوعات الناس في حينا ، فالأسواق الشعبية كان لا يزورها إلا فئات من أهل الحي ، والبقية كان تسوقهم في شما ل جدة حيث يتراجع الشعبي لصالح الأسواق الجديدة .