الاثنين، 28 أبريل 2008

صباحكم أصول

فكرت أن دراسة ما يمكن أن تتضمن ربطا بين أصول الفقه والفلسفة والفقه ، وأن هذا الربط من الممكن أن يثري الطرح الأصولي والفقهي ومع قلة بضاعتي ،هل يوفقني الله لمثل هذا العمل على وصف الإتقان ؟ ثم إني عثرت قدرا على موقع يذكر أن للشيخ علي جمعة حفظه الله مؤلفا بعنوان :علاقة أصول الفقه بالفلسفة
متحمسة جدا لقراءة الكتاب حال حصولي عليه ، وأرجو أن يوفقني الله لسد ثغرة ما تخدم شرع الله ، ولمن يقرأ سطوري هذه، اذكرني بدعوة صالحة ، يحقق الله فيها ما أرجو في عافية

الأحد، 27 أبريل 2008

حنان بمرارة الحنين

وجدت هذا الديوان للكاتبة المبدعة سوزان عليوان ، في مكتبة أختي فاطمة ، لفت نظري إخراج الغلاف ، ملون كأنه قصة أطفال ، رسمت الغلاف ريشة هند محمد أحمد ، 8 سنوات ، طفلة مصابة بالسرطان (معهد الأورام القومي القاهرة ) ، والديوان من مطبوعات مؤسسة دار الريحاني ، بيروت 2002م. على الصفحة الأولى مفتاح قراءتك للديوان : اسم المستخدم : سوزان عليوان ، كلمة السر : مصباح كفيف .. أترككم مع بعض قصائد الديوان، حزن يغسل الروح طهره ، ويبقي لها مع الطهر مرارة الحنين
كتبت سوزان بعنوان : حنان بمرارة الحنين
من نافذة صغيرة ، بيضاء لإطارها لون يوم مهمل في المطر أطل على غربة يديك بحكايات عن مشربيات قديمة حفر خشبها الهواء لوحتها الشمس بسكر محروق كان ذلك في مدينة سكنتني بحاراتها وبيوتها وفوانيسها الملونة أضحك إذ تقول لو كنت أعلم أن اليوم عيد ميلادك لقدمت قلبي قطعة حلوى أبكي لأن حنانك بمرارة الحنين. وكتبت أيضا الحلم يجملها التصور يقتلها الروح التي تعبر نافذتي غيمة،يقينها دمعة في كفي
وكتبت تسأل
" أين قلبك " أنتفض غزالة حمراء في غابة من حروف
قلوب صامتة ، على رعشة الكلمات ، تنهمر
رغم المفاتيح المتناسخة لا تتلامس أصابعنا والعيون من زجاج تنهمر لا ترى فقط تحلم
الهياكل العظمية لسنا سوى قمصانها
واختتمت سوزان ديوانها بهذه السطور
الأرض بلغت هاويتها والوقت الذي بحجم دمعة أقل مما نحتاج كي نموت مبتسمين

الجمعة، 25 أبريل 2008

يارب عونك .. فزعتك

لم أنم مبكرا منذ أسابيع، ولذا فإن قدرتي على الإنجاز ضعيفة ، أمس فعلتها ، ونمت في قبل الواحدة بعد منتصف الليل ، استيقظت بنفس نشيطة فجرا ، كنت أشعر بشوق كبير إلى القرآن ، قرأت ما تيسر لي ، حتى غلبني النوم ، ثم استيقظت بحال عجيبة من الإرهاق الجسدي ، لا أدري سببه ، حاولت القراءة في الكتاب القيم ( الطريق إلى التراث الإسلامي مقدمات معرفية ومداخل منهجية ) فلم أستطع، بالمناسبة الكتاب أقرأه للمرة الثانية لأن قراءة واحدة له لا تكفي ،،، فتور يغزو جسدي كله ، رغم إقبال قلبي على القراءة، لم أستطع الاستمرار، نمت ثانيا ، لتراودني رؤى ، تجعلني أستيقظ بنفس مشتتة ، فهمت سبب فتور جسدي إذن ما الذي يقلقني هكذا ، لا أستطيع تحديد الأسباب جزما ، الله يعلمها ، تذكرت كتاب ( الأذكار ) للإمام النووي، كم أحب هذا الكتاب ، فأجد فيه أحاديث عظيمة : فهذا حديث في سنن أبي داود : " دعوات المكروب : اللهم رحمتك أرجو ، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، وأصلح لي شأني كله ، لا إله إلا أنت
ثم وجدت حديثين في باب( ما يقول إذا غلبه أمر) : أحدهما في صحيح مسلم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير ، احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ولا تعجزن ، وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كذا وكذا ، ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل ، فإن "لو " تفتح عمل الشيطان ." الأخذ بأسباب القوة في تدبير أمورنا أحب الله ، كيف لم أنتبه إلى هذا المعنى قبلا ، أن ينالك غم أو يحيط بك ما يكدر عليك صفوك ، فتأخذ نفسك بالعزم لئلا يغلبك العجز ، فتضيع ما ينفعك ، وقتا وعلما وعملا ، فهذه القوة عمل صالح يحبه الله ، وإذا أحب الله عبدا كان في معيته ، ورزقه السداد ، وأعانه على أمر دينه ودنياه ... استشعار معية الله دواء القلب الكسير العليل
ثم عجبت لتعليق الإمام النووي على الحديث التالي ، واختياره له ليجعل الباب حاويا لحديثين فقط ، هما الأول الذي رواه مسلم ، والثاني هو هذا : قال صلى الله عليه وسلم :" إن الله يلوم على العجز ، ولكن عليك بالكَيس ، فإذا غلبك أمر فقل حسبي الله ونعم الوكيل " . والحديث في سنن أبي داود . يقول الإمام النووي : قلت : الكيس بفتح الكاف وإسكان الياء ، ويطلق على معان : منها الرفق ، فمعناه والله أعلم : عليك بالعمل في رفق بحيث تطيق الدوام عليه . اهـ هي معادلة إذن تجمع القوة ، التي تجعل الإنسان يوجه قلبه وعقله وسلوكه نحو الحرص على ما ينفعه ، مع الاستعانة بالله ، وطرح العجز ، وهو مع ذلك يأخذ نفسه بالرفق ، فلا يحملها ما لا تطيق ، ويسدد ويقارب في إتيان ما يصلح حاله ، لئلا تنقلب عليه نفسه ، فلا يقدر على سياستها . ذكر اليوم الشيخ سلمان العودة كلاما نفيسا عن استقلالية عبادة الاستغفار ، الكثيرون يقرنون الاستغفار بالتوبة ، قال الشيخ ما معناه : أن هذا الربط بين الاستغفار والتوبة ، كما ورد في كلام بعض الصالحين ، كرابعة العدوية ، هو مقام يليق بأحوال الخواص ، قال : أما عامة الناس فلا ينهون عن الاستغفار مادام يصدر من قلوب نادمة ، خاشعة ، ترجو المغفرة ، والتوبة من الله ، وإن لم تأخذ من أسباب التوبة ، سوى الندم ، قال : فالآثار قد وردت في غفران الذنوب متى أخلص العبد الاستغفار ، ولم تربط ذلك بالتوبة ، والاستقامة الكاملة . ومناسبة نقلي لهذا الكلام ، أن من حسن سياسة النفس ، ألا يحملها الإنسان كمالات لا تطيقها ، بل يعاملها برفق ، متبصر ، يحرص فيه على ما ينفعه ، ويستغفر عما يعجز عن إتمامه ، ويداوم الدعاء لأجل أن يصلح الله له شأنه كله ، ولا يكله إلى نفسه أو إلى أحد من خلقه طرفة عين . ويا رب عونك فزعتك (أي نجدتك السريعة) كما تدعو دوما صديقتي البدوية فوز ...

الأحد، 13 أبريل 2008

ثبات وتغير

وعد ت أن أكتب عن كتاب الدكتور السيف: (المدخل الى دراسة المجتمع السعودي ، منهج في علم الاجتماع وتحليل وظيفي للمجتمع ودروس علمية في التغير الاجتماعي والتربية الوطنية) ،حال إتمامه ، لكني لم أفعل ، لم أتم ولم أكتب، اكتفيت بقراءة متأنية لربعه الأول، ومرور شبه سريع على كثير من صفحاته ، يتميز الكتاب بلغته البسيطة ، والألفة التي تجعلك تشعر أن المؤلف كتب لأجلك حقا ، وكان يفكر كيف يستطيع العامي ( بلغة أهل الفقه ) أن يرتقي درجة في سلم علم الاجتماع ، دون توجس ، ولأني عامية في هذا العلم ، فسأكتب ملاحظاتي من هذه الزاوية، اللغة كما قلت بسيطة، وتنم عن تمكن علمي ، لكن هناك تحفظ لدى المؤلف ، في تناول بعض القضايا ، كنت أود لو لم يكن مواربا فيها حفاظا على المنهجية ، فالحديث عن التغير الاجتماعي كما ينظر إليه الإسلام خرج عن سياق ما يقرره الإسلام في هذا الشأن ، إلى ما يرشد إليه الإسلام في فعل التغيير ، لماذا لم يذكر المؤلف للقارىء أنه سيخرج عن سياق طرح التغير الاجتماعي من باب واقع التغير، والذي اعتمده في حديثه عن النظريتين البنائية والصراعية ؟
اتصلت بالدكتور محمد السيف ، مؤلف الكتاب ، وسألته مسترشدة ، فقال لي : لا يصح أن أنسب نظرية ما إلى القرآن تكون مجالا للأخذ والرد ، قلت له : النظرية ستكون اجتهادا بشريا ، يمكن أن تتعاون في استنباطه مع متخصص في العلم الشرعي ، وهذا الاجتهاد لا بد أن يتضمن ثوابت ما ، وكونها تكون مجالا للأخذ والرد فهذا لا يضر في تقديري ، كما مسائل الفقه الظنية ، والله أعلم ، وافقني الدكتور السيف بتحفظ
انتقلت إلى كتاب التاريخ التفكير الاجتماعي، للدكتور محمد أحمد بيومي ، هناك تقصير في العناية بطباعة الكتاب طباعة خالية من الأخطاء ، مكتملة السطور! مجمل الكتاب كان مفهوما ، عدا الفصل المتعلق بالاتجاهات الحديثة في علم الاجتماع ، الكتاب متفاوت في إحكام الجهد في مخاطبة واضحة للقارئ غير المتخصص، ولا أبعد إن زعمت أن ذلك ليس مرتبطا بالتخصص وعدمه، بل بالاهتمام بصياغة فصيحة مترابطة للمعنى ، لا مجرد الترجمة المتعجلة . ذكرت هذه الملاحظة لأحد أساتذة علم الاجتماع : فقال لي : الكتاب غالبه منقول من مراجع عربية أخرى ، وما تم نقله من الكتب التي تم تأليفها في الخمسينات تجدينه أكثر إحكاما ، أما ما تم نقله من الكتب المؤلفة في الستينات فستجدينه أقل إحكاما ، ما مدى دقة هذا الكلام ، لا أعلم ، لكن أهل الاجتماع أدرى بشعابه
لاحظت أيضا غرقا في الخطاب الذي يقترب من الوعظ ، وينقد الكتابات في علم الاجتماع التي تعتمد النموذج المعرفي الغربي ، دون تقديم المؤلف لبديل متماسك أو إرشاد مكتمل إلى مظانه
هذا كله لا يقلل من أهمية الكتاب لقارئة ( عامية ) مثلي ، وظللت أشعر بالشغف لإتمام الكتاب ، واكتشاف فصوله ، بل قمت بشراء كتاب ( علم الاجتماع الديني ) لنفس المؤلف ، لم اقرأ الكتاب بعد ، ولا أنوي قراءته قريبا
بعد قراءة كتاب تاريخ التفكير الاجتماعي ، تعززت لدي أهمية كتاب : " الطريق إلى التراث الإسلامي مقدمات معرفية ومداخل منهجية " لفضيلة الدكتور علي جمعة ، ورغم أني قرأت الكتاب قراءة متأنية قبل ستة أشهر تقريبا ، إلا أني أكاد أجزم أني سأقرأه الآن -بعد إنهاء الكتاب الذي سأحدثكم عنه بعد قليل- بفهم أعمق – إن شاء الله - .والكتاب يقدم البديل المتماسك فيما أحسب للنموذج المعرفي الغربي ، ويصلح مستندا مهما لعلم اجتماع يلبي حاجة مجتمعاتنا الإسلامية
بين يدي الآن كتاب : " الأصولية الإسلامية المعاصرة بين النص الثابت والواقع المتغير " وهو رسالة دكتوراه للدكتور حسين سعد ، ومن منشورات مركز دراسات الوحدة العربية ، الكتاب مهم ورصين ومثير للتفكر ، ويحتاج إلى قراءة أكثر من متأنية ، لدي ما أقوله حول الكتاب، وقضيته ، ومنهجيته ، لكني أحتاج إلى إتمامه أولا ، وسأعود إليكم للكتابة عنه – إن شاء الله
تذكرت الآن أني لم أحدثكم عن كتاب : " المحكمات في الشريعة الإسلامية وأثرها في وحدة الأمة وحفظ المجتمع " للدكتور عابد السفياني ، الكتاب من القطع المتوسط ، ومن منشورات دار ابن الجوزي في السعودية ، يتميز الكتاب ببساطة أسلوبه ، والاستناد إلى المراجع الأصيلة في غالب مواده ، لكن يقع في فخ الخطاب الوعظي أحيانا ، وفي تضييق دائرة المحكمات أحيانا أخرى
فكرة الكتاب مهمة ، وتحتاج إلى مزيد عمل ، لكن ما قدمه الكتاب فيه نفع
من الكتب المهمة التي قرأتها كتاب : " أثر علم أصول الحديث في تشكيل العقل المسلم " لفضيلة الدكتور خلدون الأحدب ، وهذا الكتاب يحتاج إلى وقفة مستقلة ، لعلي أعود بها قريبا – إن شاء الله – ونهاركم سداد

نهاركم سداد

أن تستيقظ من نومك ، لتواجهك بقوة ، حقيقة مجانبتك السداد ، وتقف أمامك ماثلة ، وتنظر إليها بدهشة حقيقية ، إذ كيف جانبك السداد حقا في تصرفك ذاك ؟
تظل مندهشا بينما تعد الإفطار العائلي ، وتتواصل مع من حولك وأنت تستصحب دهشتك الخفية ، التي تجعلك تتخلى عن النوم ، رغم افتقارك إليه ، فإذا ما خلوت ، تضيق بشدة عتبك لنفسك عبر الدهشة التي لا زالت تلازمك ، وتعاتبك كيف استغرقتك الفكرة ، لتحرمك ( السداد) ؟
وتطيف الآية الكريمة بخاطرك : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم
ثلاثية السداد إذن : سداد في القول فمعية الله ، معية تصلح العمل ، وتغفر الذنب سداد القول :: صدقه ، وكونه عدلا ، لا يكفي الصدق إذن ، والعدل يتطلب إعمالا للفكر لتحريه في حق النفس والغير ، التأني في سياقه الصحيح ، يثمر سدادا ، والسداد خلق يحبه الله ، ويثيب عليه إصلاحا للعمل ، وغفرانا للذنب
قد غابت عني ثلاثية السداد ، من أولها ، فهل يكرمني الله بها ، لو ابتدأت من الاستغفار ، فيصلح لي عملي ، ويرزقني قولا سديدا ؟
الاستغفار هنا يستلزم قوة نفسية ، قوة تجعلك في حال منكسرة مع الله عز وجل، وفي ذات الوقت تدفعك للعمل الإيجابي ، الذي يجعل خطأك جندا في حركة نفسية تجعلك تستثمر وقتك ، وتواصلك مع الآخرين ، ولا تسمح لطفيليات اللوم أن تنال من السلام الذي يهبه لك الالتجاء إلى حمى الرحمن الودود الغفور
وحيث لا سبيل لإصلاح ما فسد إلا بتجاهله ، فالتجاهل شجاعة ، والمضي قدما في المساحات المضيئة هو سبيل السير السديد ، والقول السديد