السبت، 26 يناير 2008

المدخل إلى دراسة المجتمع السعودي

عزمت أن أكسو روحي بعلم الاجتماع هذا الأسبوع استعدادا لدروس الأسبوع القادم في تحليل البيانات ،ساحاول المرور بشكل مركز وسريع على كتاب ( المدخل الى دراسة المجتمع السعودي ، منهج في علم الاجتماع وتحليل وظيفي للمجتمع ودروس علمية في التغير الاجتماعي والتربية الوطنية) للدكتور محمد إبراهيم السيف ، لأني أثق في علم هذا الرجل الفاضل ، وأكيد هلاقي حاجة جيدة في الكتاب ، ساكتب عنه قريبا بإذن الله .. بجانبي الان كتاب الصحفي العالمي لكبير محرري الأخبار في الاندبندنت : ديفيد راندال ، الكتاب تعريب معين الإمام ، ومن منشورات مكتبة العبيكان ، كتاب مهم حقا وقد قطعت شوطا فيه ، كنت أود نقل مقتطفات مهمة منه لكن لم يسعفني الوقت ، سأفعل إن شاء الله في وقت لاحق .. تصبحون على خير

في جدة التطوع وأشياء أخرى

مما أكرمني الله به دراستي على يد الفقيهة الفاضلة د. شادية كعكي في جامعة الملك عبد العزيز قبل (11 ) عاما تقريبا ، تتلمذت على يد الدكتورة في الفقه رغم أني كنت أحضر محاضرات الفقه كمستمعة، وكانت تعطيني من وقتها ما لا يقل عن ساعتين في اليوم- عدا المحاضرات - في الجامعة ، وفي المنزل عبر الهاتف، أدرس على يدها مسائل في الفقه المقارن ، ومسائل كانت تمثل لي تشكيلا لنمط الحياة ، كان منهجها هو دفعي للبحث ، والتفكير ، والموازنة . وظللت على صلة علمية معها حتى بعد دراستي النظامية في جامعة الأحقاف ، فكنت أتصل بها لأقرأ عليها أو أسألها عما يشكل علي ، ولم أجد جوابا عنه يشفي عند أساتذتي في الأحقاف، وإلى اليوم لازالت شيختي التي لا تبخل علي بوقتها وعلمها في تواضع حقيقي ، والمتواضع هو من لا يرى أنه يتواضع أصلا لأنه لا ينسب لنفسه فضلا ، وإنما يستصحب دائما أن ما لديه هو من توفيق الله له الحديث عن التطوع في جدة ربما كان غالبا يتناول زوايا مختلفة ، لكن أحدا – على حد علمي-لم يتناول التطوع العلمي قبل أسبوع دعاني أ/ محمد السليمان لحضور تعريف بدورة تدريبية تربوية بعنوان : تعالوا نتغير، ينظمها مركز دانة العلم ،سيقوم بها مجموعة من المدربين المتخصصين في التربية ومهارات التفكير والشريعة والصحة الغذائية ، البرنامج سيقام لمدة ستة أسابيع للأطفال من سن السابعة إلى الثانية عشرة ، والبرنامج الذي يقدم للطفل سيكون معه برنامج مواز للآباء ، لكي تكتمل التهيئة التربوية للطفل ، يقول الأستاذ محمد السليمان إن البرنامج هدفه إخراج طفل رشيق قلبا وعقلا وجسدا ، وستتم متابعة الطفل لمدة خمس سنوات ، لقياس نجاح البرنامج . والذي يستحق الوقوف عنده حقا أن جميع المدربين والمدربات في البرنامج متطوعين ، وأغلبهم لم يجاوز الأربعين من العمر، وكانوا يناقشون الزوايا التي تطرح ، وكيف يصلون إلى أقصى فائدة يمكن تقديمها للطفل وأسرته ، وكانوا يتحدثون عن أهمية بناء التفكير لدى الطفل ، وإكسابه المهارات الحياتية المتنوعة ، وعن التدريب بالترفيه ، وعن زرع الشعور بالمسؤولية والإيجابية في نفس الطفل ، وتحويل ذلك إلى سلوك عبر تطبيقات عملية يومها تمنيت حقا أن لو كان لدي خبرة يمكن أن أفيد بها ، وقلت : قد أفيدكم بشيئين :أوصلكم بصديقات مهتمات بهذا المجال ولن يبخلوا بالتطوع ، والأمر الثاني بحث قرأته عن التعامل مع الأطفال الكبار كتبته أختي فاطمة اعتقد أنه جيد في مجاله شعرت اليوم بشيء من الإحباط ، بعد نقاش دار بيني وبين إحداهن ذكرت لي فيه أني أمثل جيلا انقرض ، هكذا بالحرف الواحد ، فلا أحد يكترث – كما تقول – بالعمق الذي أحرص عليه ، شعرت بانطفاء لحظتها ، لكني أصررت على عدم التنازل عما تراه هي عمقا لا داعي له ، وأراه ضرورة يحتاجها المجتمع تذكرت مجلسا حضرته قبل أسابيع مع الأستاذ أحمد الشقيري، وأنا أقدر فعلا عمله المتميز ، رغم تحفظي على بعض ما يطرح مما أراه يفتقر إلى مراجعة فقيه متخصص ، وقد ذكرت له ذلك وقلت له حلقاتك في خواطر ليست بمعزل عن الفقه بل لا بد من ضبط المواقف فقها قبل تنفيذها ، ومن ذلك : ناقشته صديقتي إلهام باجنيد ، أستاذة الفقه في جامعة الملك عبد العزيز بجدة ، في حكم التعزير بالمال وعدم جوازه إلا لولي الأمر أو من يقوم مقامه ، وذلك تعليقا على الحلقة التي قام بأخذ خمسين ريالا ممن لم يضعوا أحذيتهم – أكرمكم الله – في المكان المخصص لها أمام المسجد . وعد الأستاذ أحمد بمراجعة ذلك ، وقلت له : هذا لا يقلل من أهمية ما تقوم به ، لكن واجبنا أن ننقد ، وقديما قالوا : من كتب فقد استهدف . وأنت تعرض عملك أمام الناس فلا بد أن توضح الصورة في نقاش جماعي أيضا دون أن يكون في ذلك غضاضة عليك وجعتني ليلتها حالة الانبهار السائدة ، كلام الأستاذ أحمد كان يمر دون فلترة إلا مني ومن صديقة لي كانت تحضر معي الجلسة ، لم تكن محاضرة كان حوارا مفتوحا ، وكان النقاش المتأني لكلام يُطرح بشكل مختزل، يظهر كأنه تحذلق ، ليلتها أدركت كم هو خطر هذا الأمر أن تكون شهرة إنسان ما حاجبة للعقول عن نقد كلامه صديقتي عزمت على عدم الحضور مع مجموعة لا تهتم إلا بالمعالجة السريعة للأمور ، قلت لها : عندك حق ، لكن من زاوية أخرى لعلنا نضيء شمعة بحضورنا . قلت لها بالأمس لماذا لا نكون مجموعتنا الخاصة ولو كانت كلها من الإناث، ليس ضروريا أن تكون مختلطة . قالت : من ستختارين ، قلت لها : سأفكر
حواري اليوم مع الأخت التي عدتني نموذجا منقرضا، أشعرني بالإحباط ثانية، ثم إني تذكرت النماذج العلمية التي حدثتكم عنها ، وتذكرت قريباتي العشرينيات طروب ويسرا وتذكرت صديقات أعتز بفكرهن وعمقهن، فعادت لي إشراقتي ، وعزمت على أن أخلق البيئة التي لدينا مقوماتها أصلا ، وأتواصل مع الطاقات الموجودة ليكون لنا لقاءات دورية تبعث فينا روح الإيجابية فكرا وتفاعلا مع قضايا الناس ، وخدمة لها. فكرت الآن في أمر أن خدمة الناس لا بد لها من الطرح العميق والسهل معا ، هذا لا بد من تعلمه لنستطيع التواصل الفعال، ولكي لا تكون الأفكار الجيدة والمتأنية بمعزل عن جمهور الناس ، هذه مسؤولية حقيقية ، والله المستعان

الثلاثاء، 8 يناير 2008

زنجبيل أخضر

الانفلونزا تحتضن رأسي احتضانا كاذبا .. كالمشاعر الكاذبة .. تؤلمك إذا جاءت ممن ظننت لزمن أنهم يحبونك بصدق ، ويهتمون حقا لأمرك .. وتظل تأمل أن تكون واهما .. لكنك في النهاية لا تملك إلا أن تسلم بخيبة جديدة طالت روحك.. أعددت كأسا ضخما من الزنجبيل والعسل .. انتقيته انتقاء .. الكأس أقصد .. أبيض اللون ويزين حافته خط رفيع أخضر .. أردت أن يكون رمزا لعام جديد أخضر .. أحسست أني بحاجة إلى صداقة هادئة ودافئة .. لكن حلقي الملتهب سيمنعني من الحديث .. فكرت في "حواديت رحاب بسام " لم أجد شيئا جديدا على مدونتها .. تصفحت محاولات سامية .. ومدونة أحمد نصر ( تواصل ) .. يكتب أدبا جميلا.. تذكرت رضوى وغادة .. أحب مدونة رضوى، ولمس روحي ما كتبته عن العام الجديد .. تصفحت المدونة فيها الكثير من الدفء الذي كنت أبحث عنه .. صداقة روح تعرفها ولا تعرفك .. ذات الإحساس أحسست به وأنا أتصفح مدونة غادة ( مع نفسي).. لا أفهم كلمات الأغنية الفرنسية الشهيرة التي تصاحب تصفح المدونة لكني أحببتها .. تنفذ إلى أعماقي .. أسمعها وأنا أكتب الآن .. تذكرت أني اشتقت إلى ( الجسر) على البحر وإلى ( تميسو) تمنيت لو أني هناك الآن ، لكن المشكلة أن بطارية اللاب توب ستفرغ.. لا كهرباء على الجسر .. تذكرت ( كاسبر ) المقهى الصديق .. أستمتع برفقة نفسي هناك .. ألما ، وأملا ، وعملا أيضا .. كاسبر المقهى اللبناني الذي أعشق تصفح قائمة الطعام فيه بكلماتها الأنيقة التي تجعلني أتجاوز عن عدم حبي للأكلات العجيبة فيها ، ومن ثم أطلب كل مرة أكلة وحيدة استسغت طعمها نسبيا .. لكن للإنصاف الشوكولا هناك لذيذة .. أعشق في ( كاسبر) رفقة نفسي ، والتنزه في وجوه من حولي بفضول هادىء يعبر عبورا ولا يستقر.. نبض الحياة حولي يساعدني لأكون أفضل .. عام جديد أستقبله بنضج وعمق جديدين .. وصداقات جديدة .. صداقتان تحديدا .. مديرتي وصديقتي (وزيرة ) التي قدمت استقالتها ، وستترك العمل غدا .. وفوز صديقتي البدوية المتألقة .. أوشكت أن أكتب الآن عن ( أهدافي الاستراتيجية ) فإذا بنافذة الماسنجر تظهر نيك نيم بعنوان : (الأهداف النائمة ) .. لا أظهر على القائمة .. كثيرا ما أفضل عدم الظهور .. هل ستكون أهدافي نائمة ؟ لا لن تكون كذلك إن شاء الله .. كتبت أهدافي الاستراتيجية والتفصيلية للعام الجديد .. شعرت بنوع اكتمال.. لو مت الآن لن أشعر بالأسى ما حققته يرضيني .. هناك الكثير من الآمال لدي .. نعم .. وهناك الكثير من العقبات دون تحقيقها .. نعم .. لكن هناك أيضا في داخلي شعور بالرضا عما حققت من قبل .. ولله الفضل والمنة .. الناس الذين صاغوا أثرا حقيقيا في روحي قليل .. ومنهم أ/ وزيرة .. قد أعود وأكتب عنها يوما ..لكني الآن أجد أن الكلمات لا تطاوعني .. عمق أثرها في نفسي يجعلني غير قادرة على احتوائه في كلمات .. يفترض أن أكتب لها بطاقة بالغد .. سأكتب عبارة واحدة " جزاك الله خيرا " .. بجانبي الآن ( تقارير هاربة ) لمصطفى الأنصاري .. اشترت فاطمة الكتاب من مكتبة العبيكان منذ قليل .. سأتصفحه .. صرت أكثر شغفا بكل ما يعبر عن ألق الحياة في مجتمعي .. كنت سأحضر اليوم ملتقى الدكتور سامي عنقاوي الأسبوعي لكن الأنفلونزا أصرت على احتجازي واحتضان عقلي ذلك الحضن الكاذب الذي حدثتكم عنه .. تصبحون على خير