الجمعة، 19 أكتوبر 2007

قلق وجودي

صاحبني أسابيع ضاغطا ، وقاتما شتاتا نفسيا ظننت أنه سيحرمني الاستقرار طويلا .. لكن القدر أهداني كلمات عميقة وبسيطة في آن واحد ، لا تكلف فيها ، ولا تشدق، أن ننكر على أنفسنا القلق ، وأن نستغرق في التفكير في محادة قناعاتنا الراسخة ، ونتشكك في أنها تمتزج بروحنا وعقلنا وكينونتنا ، كلاهما ( الإنكار والاستغراق) طرفي نقيض يحرماننا من جمال الوسط الهادىء، الذي يعترف بقلقنا ولا يسمح له بأن ينال من روحنا ، كلمات جعلت نورا هادئا ينبثق بداخلي ، يطمئنني ، ويثبتني ، ويجعلني أكثر رسوخا وارتباطا بهويتي الحقيقية .. اللهم لك الحمد فضلا ، ولك المن شكرا ، وأنت ربنا حقا ، ونحن عبيدك رقا ، اللهم آت نفوسنا تقواها .. وزكها أنت خير من زكاها .. أنت وليها ومولاها .. وصل على سيدنا محمد طب القلوب ودوائها ، وعافية الأبدان وشفائها ، ونور الأبصار وضيائها ، وآله وصحبه وسلم، صلاة يكون من بركاتها صلاح الحال ، ومن نفحاتها حسن المآل ، وأن نرقى بها في مدارج التقى والكمال.

الأربعاء، 17 أكتوبر 2007

إقبال

يقول السيد أحمد بن حسن العطاس- من كبار علماء حضرموت المتوفى عام1334هـ- في كتاب ( تذكير الناس ) جمع السيد أبو بكر العطاس : " إذا حصلتم واحدا مقبلا على ربه ، فخذوا بيده ، وانظروا إلى إقباله ، ولا تنظروا إلى أعماله ، وهي تصلح إذا أقبل"

إبراء للذمة

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه . اللهم إني أؤمن بما تعلم أنه الحق عندك ، وأبرأ إليك مما تعلم أنه الباطل عندك ، خذ جملا ولا تطالبني بالتفصيل، اللهم إن كنت قد قلت شيئا خلاف الإجماع
وخلاف الحق فإني أتوب إليك منه ، وأبرأ إليك منه
ثم إني قد التزمت في غالب مقالاتي أن يجيزها من أثق بفقهه وعلمه أو أكون قد طرحت الفكرة وتمت إجازتهامع وجوب أن يفرق القارىء بين ماكان إشكالا يطرح لا أقرر جوابا عنه ، وبين ما أقرره وأعتمده بحسب ما يستقر عليه فهمي ، ومع ذلك ، فإني أبرأ إلى الله تعالى من كل ما قلته وكان خلاف الحق ، ومقالاتي التي تتحدث عن العلاقات الإنسانية تضبطها المقالات اللاحقة ( الحلال الفكري وارتباكات القيم ، العلاقة بين الجنسين دعوة إلى مركز الوسطية ، أوهام مصرية عن
المرأة السعودية ) أقول ذلك إبراء لذمتي أمام الله عز وجل ، ولئلا يكون ما أكتب حجة علي ووالله ما أردته إلا حجة لي

فيلم سهر الليالي .. أسئلتي تبحث عن إجابة

موقف قد يبدو صغيرا ، لكنه أفسد علي ليلتي أمس الأول ، طلبت من والدتي أن تشاهد معنا أنا وفاطمة فيلم سهر الليالي ، كنت متحمسة للفيلم لأني أراه عملا فنيا فيه قدر محترم من العمق والإتقان في مناقشة قضايا إنسانية مهمة .. غضبت أمي فجأة ، وقالت : هذا ما أنت مستغرقة فيه ، أفلام لا حياء فيها ولا أدب ، هذا ما وصل أمي من الفيلم ، والذي جعلها تطلق عبارتها الغاضبة ، التي لا سند لها من الصحة بخصوص استغراقي في ( متابعة الأفلام ) .. مسألة ( قلة الأدب ) لم أكن أنظر إليها من الزاوية التي طرحتها أمي ، عبارة أمي جعلتني أتوقف لأراجع مسألة ( المرجعية في التقبيح والتحسين ) ، التي تحدثت عنها في مدونة ( الحقيقة المطلقة)، هنا عدة زوايا تحتاج مني إلى فهم لها : - مسألة الحسن والقبيح في الفيلم كنموذج لقضية التحسين والتقبيح في القضايا التي لها منطلقات تخالف منطلقاتنا الدينية .. رأيت في دور جيهان فاضل تجسيدا لضعف الإنسان ( الزوجة ) ، واستسلامه لضغوط الجسد ، وعدم تعامله معها بما ينبغي من نزاهة ، أو تكون النزاهة التي يتعامل بها منتقصة حال انطفاء النور الداخلي الذي يهديه ويقويه ، وعندما يفتقد الصديق المخلص الذي يفهمه ويعينه على تخطي أزماته الطاحنة دون سقوط في الخطيئة ، والدتي رأت ذلك تجسيدا للفجور فحسب .. قراءتي المختلفة عن قراءة والدتي ، هل هو نابع عن نضج رؤيتي وقصور رؤية والدتي ، أم عن صفاء مرجعية والدتي ، وغبش مرجعيتي؟..( أنا هنا لا أتحدث عن والدتي بخصوصها ، بل هي هنا رمز للدين الذي نشأ المجتمع عليه) والدتي لا تفهم أن نرى في ذلك أدبا جديرا بالقراءة والتوقف عنده ، بل ترى ذلك استمراء لقلة الحياء ، والتجرؤ على حرمات الله ، وعدم إنكار المنكر . - وفقا لما تلقيته فقها : الصورة التي نشاهدها في التلفاز لا تأخذ حكم الأصل ، وقد تحدث الشافعية عن أن الرجل له أن ينظر إلى من لا تحل له في المرآة بغير حجاب حيث لا فتنة ولا شهوة ، إذن هل ينسحب حكم ذلك على مشاهدة الأفلام بمعنى أن مشاهدة الرجال المختلطين مع النساء في كافة الأوضاع ليس بحرام حيث لا فتنة ولا شهوة ؟ - هل ما كتبته في الفقرة السابقة شرعنة لما لا يحل ، والسينما مشاهدتها حرام ، ويجب الامتناع عنها ، إلا من جهة متابعة ما يجري على الساحة لا من جهة التذوق الفني للأعمال ؟ وهل نستطيع استصحاب هذا التقبيح لما لا يحل ، أو ما سماه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الإنكار بالقلب ؟ وهل يصح أن نقول أن هناك فرقا دقيقا بين أن نشاهد هذه الأفلام ونتذوق ما ورد فيها باعتبار كونه أدبا ، ولا يكون في قلبنا إنكار حال المشاهدة ، لأننا نعلم أن من يقومون بذلك لهم قناعاتهم ( أو تجاوزاتهم) التي تختلف عنا ، سواء كانوا كفارا أو مسلمين عصاة . هناك فرق بين ذلك وبين أن نرتضي لأنفسنا ولمسلم بفعل ذلك ابتداء ، فالإنكار في الحال الثانية لا الأولى . هل نحن نقع في الازدواجية؟ - هذه المسائل في صلب ما نعيشه في حياتنا ، ونحن لم نحسمه بعد دينا ، أو لأقل أنا لم أحسمه دينا بعد ، وكثير ممن أعرف يشعرون في داخلهم بالتأثم ، لا أريد أن أحل أو أحرم لأحد ، أنا أريد أن أفهم ، لأستطيع أن أعيش حياتي في سلام داخلي .

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2007

قسوة

أن نكلف من يحبوننا طريقتنا في التعبير عن الحب ، ونشعرهم بالتقصير حيالنا إن لم ينهجوا نهجنا ، ويعتمدوا طريقتنا ، تكليفهم ذلك ، ومحاسبتهم عليه ، أنانية وقسوة وجفاء